محليات

وزير الصحة : اللقاح في #الكويت خلال 3 أشهر

«العملية ستكون أكبر من العملية الانتخابية، لاسيما أن الشخص سيأخذ التطعيم مرتين خلال شهر» و الانتهاء من تطعيم المواطنين في ستة أشهر

في خضم موجة عالمية ثانية سجل فيها «كورونا» ارتفاعاً كبيراً في الوفيات والإصابات، وأرغم الملايين على تدابير الإغلاق، وزاد من الأضرار التي لحقت بالاقتصاد، أعلنت شركتا «فايزر» الأميركية و«بايونتيك» الألمانية، أن اللقاح المضاد للفيروس، والذي تعملان على تطويره، «فعّال بنسبة 90%»، بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الجارية حالياً، وهي الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه.

وفور إعلان الشركتين، توقع وزير الصحة د. باسل الصباح أن تصل إلى الكويت أولى دفعات هذا اللقاح بين شهري فبراير وأبريل المقبلين، مع الانتهاء من تطعيم المواطنين في ستة أشهر، على أن تكون الأولوية لكبار السن والعاملين في الصفوف الأمامية، وتغطية باقي المقيمين في الكويت خلال فترة مماثلة، موضحاً أن إعطاء اللقاح سيكون اختيارياً.

وقال الشيخ باسل لـ «الجريدة» إن تلك «العملية ستكون أكبر من العملية الانتخابية، لاسيما أن الشخص سيأخذ التطعيم مرتين خلال شهر»، مؤكداً حرص مجلس الوزراء على وضع آليات ميسرة وسريعة لإنجاز هذا المشروع.

وذكر أن الوزارة شكلت لجنتين، إحداهما من داخلها والأخرى من خارجها، لمتابعة الشركات العالمية التي تعمل على إنتاج لقاح للفيروس، مبيناً أن تقييم تلك الشركات يبدأ من سمعة الشركة في المجال الطبي وخبرتها في إنتاج التطعيمات، إلى جانب شفافيتها في إعلان نتائج التجارب السريرية ونشرها في المجلات العلمية المحكمة.

وبين أن اللجنتين اتفقتا على اختيار شركات «موديرنا»، و»فايزر» وشريكتها «بايونتيك» بالإضافة إلى «أسترازينيكا»، التي تتعاون مع جامعة أكسفورد، للتعاقد معها على اللقاح، لافتاً إلى أن تلك الشركات من ضمن الـ 9 التي تنال دعماً من منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن أنها بين قائمة الاتحاد الدولي للتطعيم، «وتلك الجهود تمثل تضامناً عالمياً لمكافحة الفيروس».

وعن الآلية المقترحة للتطعيم محلياً، ذكر أن الحكومة شكلت لجنة لحصر المواطنين وفق المحافظات والمناطق لوضع تلك الآلية، مبيناً أن المرحلة الأولى ستشهد الاستعانة بصالات الأندية الرياضة، مع إعطاء شهادة لكل من أتم تطعيمه.

وبيَّن الوزير أن البلاد تشهد استقراراً في وضع الفيروس خلال الشهر الجاري، مقارنة بسبتمبر وأكتوبر الماضيين، موضحاً أن هناك متابعة مستمرة للموجة الثانية التي ضربت عدداً من دول المنطقة.

وبالعودة إلى اللقاح، فقد أظهرت النتائج الأولية، توفير حماية للمرضى بعد سبعة أيام من تلقي الجرعة الثانية، و28 يوماً من تلقي «الأولى»، في حين توقعت الشركتان توفير نحو 50 مليون جرعة من اللقاح خلال عام 2020، و1.3 مليار جرعة العام المقبل.

وبدأت المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على اللقاح الجديد «بي أن تي 16 بي 2» نهاية يوليو الماضي، بمشاركة 43538 شخصاً، تلقى 90% منهم الجرعة الثانية في 8 الجاري.

وقال رئيس «فايزر» ومديرها العام ألبيرت بورلا، في بيان: «بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء تفشي أسوأ وباء منذ أكثر من قرن، نعتبر أن هذه المرحلة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للعالم في معركتنا ضد كوفيد-19».

وأضاف «المجموعة الأولى من نتائج المرحلة الثالثة من تجربتنا للقاح، أعطت الدليل الأولي على قدرته على الوقاية من الفيروس».

وأكدت «فايزر» أنها تجمع بيانات سلامة مدة شهرين بعد الجرعة الأخيرة، وهو ما تشترطه إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (FDA) للحصول على الترخيص العاجل، الذي تتوقعه في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري.

وقال بورلا: «نتطلع إلى مشاركة المزيد من البيانات المتعلقة بالفاعلية والسلامة المستمدة من آلاف المشاركين في الأسابيع المقبلة».

وتنوي الشركتان توفير بيانات عن تجارب المرحلة الثالثة كاملة ليراجعها العلماء، لكن بعضهم رحّب، من الآن، بالنتيجة، وإن كان بحذر.

وقال كبير الباحثين في مجال الصحة العامة بجامعة ساوثمبتون في إنكلترا مايكل هيد: «إنها نتيجة ممتازة للقاح من الجيل الأول»، في حين رأى أستاذ الأمراض المعدية الناشئة بجامعة أكسفورد بيتر هوربي، أن إعلان فايزر «يشكل نقطة تحول» في الجائحة.

لكن البعض الآخر توقع مشاكل لوجستية كبيرة في إيصال اللقاح إلى الجميع، خصوصاً أنه ينبغي المحافظة عليه بارداً جداً، كما أنه يُحتاج إلى جرعتين لدعم المناعة.

ويعتمد اللقاح على الناقل «آر إن إيه» أو «إم آر إن إيه»، وهي مقاربة جديدة للحماية من الإصابة بالفيروس. وخلافاً للقاحات التقليدية، التي تُدرّب الجسم للتعرف على البروتينات، التي تنتج العوامل المرضية، وقتلها، فإن «إم آر إن إيه» يخدع النظام المناعي لدى المريض لدفعه إلى إنتاج بروتينات الفيروس بنفسه، وهي غير مؤذية، كما أنها كافية لتوفير استجابة مناعية قوية.

وستقيّم الدراسة قدرة هذا اللقاح على الحماية من الفيروس لدى مرضى سبق أن أصيبوا به، فضلاً عن الوقاية من الإصابة بشكل قوي جداً بـ «كوفيد 19».

وتجري شركات أخرى؛ بينها «موديرنا» الأميركية، ومختبرات صينية عامة، وجامعة أكسفورد، وشركة «أسترازينيكا» تجارب على لقاحات باتت في مراحلها النهائية أيضاً.

وسُجل لقاحان روسيان، للاستخدام، حتى قبل استكمال التجارب السريرية، لكنهما لم يلقيا قبولاً واسعاً خارج روسيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق