مقالات

التحديات كبيرة لمجلس الأمة المقبل … بقلم / فخري هاشم السيد رجب

لم يسبق لدولة الكويت أن واجهت عجزاً كالذي تواجهه اليوم، حيث بلغ العجز رقماً يقترب من الـ46 مليار دولار، وهو سبب كاف ووجيه ليكون التوجه نحو الانتخابات هذه المرة ليس أكثر شفافية فحسب، وإنما أكثر دقة ومصداقية، وأن تكون الرقابة متيقظة لكل صغيرة قبل الكبيرة، وما حصل مؤخراً من إلقاء القبض على ستة مواطنين يقومون بعملية شراء الأصوات وبحوزتهم 46 ظرفاً، بداخل كل منها مبلغ يقدر بمئتي دينار، وأوراق خاصة بأسماء الناخبين، أمرٌ سأعتبره مبشراً إذا ما كان معمماً على الجميع وليس ناتجاً عن انتقام شخصي. فالكويت اليوم ليست ككويت الأمس، إنها حقيقة، فنحن مقبلون اليوم على تحديات مختلفة تبدأ من القاعدة الاقتصادية التي تعتبر الأساس الأهم لاستمرار الرفاه الاجتماعي والأمن الغذائي الكامل الذي اعتاد عليه الكويتيون، لذا أرى أنه من المهم جداً أن تكون انتخابات المجلس هذه المرة بعيدة كل البعد عن المحسوبيات والرشاوى وبعيدة عن المكتسبات الشخصية فقط، وإنما فائدة عامة للجميع، وأن نكون يقظين لكل من تسول له نفسه اللعب على وتر العبارات الوطنية الرنانة ليخفي وراءها هدفاً شخصياً. وألا ننسى ما دعا إليه أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، من الالتفاف حول الوحدة الوطنية لمواجهة كل التحديات التي تواجه الكويت، محترمين بذلك الدستور والنهج الديموقراطي الذي يجب أن نثبت للعالم ولأنفسنا من قبل بأننا جديرون به. تُرى هل نحن قادرون حقاً على أن نكون عند ما قاله الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حين قال: أدعوكم إلى أن تكون فزعتكم جميعاً للكويت، وأن يكون الولاء لها أولاً وأخيراً. إن الكلام واضح وبيّن، وهو يدين كل من يرشح نفسه بغرض كسب الصفة البرلمانية واستغلالها لتمرير قرارات تخدم مصلحته الشخصية، أو حتى لتمرير صفقات لم تعد الكويت بقادرة على تحمل تبعاتها بعد الركود الذي نال منها كما حصل في كل أصقاع الأرض. نحن دولة لا تملك الكثير من التنوع الاقتصادي، وبالتالي المطلوب من كل المرشحين الجدد أن يعملوا على مكافحة الفساد أولاً وتبيان أسبابه، ولا ننكر أن الحكومة قد قامت بإحالة ملفات وقضايا فساد كثيرة إلى الجهات القضائية، ولكن ما نريده اليوم ألا تتكرر هذه القضايا، وان نشرع قوانين تسمح بالوقوف بقوة لتكون أمام الكويتيين خيارات متنوعة للعمل والتطوير وتنويع الاقتصاد، ويا حبذا لو فتحت ملفات الفساد الكبيرة، وتم استجواب نواب سابقين لتصفو الأمور ليس بغرض التشفي وإنما لإظهار الحقائق، وليدرك الجميع أن عيون الحكومة تراقب كل شيء ولن يسمح لأحد بتجاوز القوانين التي شرعت لحماية كل الكويت أرضاً وشعباً.. ولننهض من جديد. فخري هاشم السيد رجب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق