محليات

لافروف: دعم الجهود السورية لإعادة اللاجئين إلى منازلهم وفتح ممرات آمنة لهم

عقد الشيخ صباح الخالد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية جلسة مباحثات رسمية مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف اليوم في ديوان عام وزارة الخارجية بمناسبة زيارته الرسمية إلى الكويت في يوم يعد يوم روسيا في البلاد لما شهده أيضا من عقد أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة الكويتية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني برئاسة وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الدكتور خالد الفاضل عن الجانب الكويتي ووزير روسيا الاتحادية لشؤون شمال القوقاز سيرغي تشيبوتاروف عن الجانب الروسي والتي تابعت أعمالها على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
وتناول وزيرا خارجية البلدين خلال جلسة المباحثات الرسمية، بحث أطر تعزيز العلاقات الثنائية المتينة التي تربط دولة الكويت وروسيا الاتحادية واستعرضا كافة أوجه التعاون الوثيق بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حيال التطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى مناقشة آليات التعاون المشترك في سياق عضوية البلدين في مجلس الأمن علاوة على بحث الأحداث الراهنة في سوريا والمستجدات المتعلقة بالجهود الدولية الرامية نحو إيجاد حل للأزمة فيها وفي المنطقة.
من جانبه، أعرب وزير خارجية روسيا الاتحادية عن تطلعه بمواصلة التعاون المتين القائم بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات، مشيدا بمستوى التعاون الثنائي في إطار عضوية البلدين غير الدائمة في مجلس الأمن وبالجهود المتواصلة التي تقوم بها الكويت في حفظ السلم والأمن الدوليين.
حضر جلسة المباحثات كل من نائب وزير الخارجية بالإنابة السفير وليد الخبيزي ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير صالح اللوغاني وسفير دولة الكويت لدى روسيا الاتحادية السفير عبدالعزيز العدواني وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.

دور محوري
ثم عقد مؤتمر صحافي بين الجانبين وكان للشيخ صباح الخالد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مداخلة صحافية جاء فيها:
«يسعدني أن أرحب بوزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف والوفد المرافق له بهذه الزيارة المهمة إلى دولة الكويت والتي تعد الثانية لوزير خارجية روسيا الاتحادية خلال عامين وما تحمله من دلالة واضحة على ما تعول عليه روسيا في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في إطار العلاقة التاريخية العميقة التي تعد الأولى في المنطقة منذ عام 1963 وكونها أيضا تأتي في ظل متغيرات دولية وظروف وتطورات إقليمية حساسة وتبرز حجم الدور المحوري لروسيا الاتحادية في المنطقة.
تربط دولة الكويت وروسيا الاتحادية وشعبيهما الصديقين علاقات تاريخية مميزة حيث مضى على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما أكثر من 56 عاما تشكل امتدادا لعلاقات أعرق وأرسخ تعود إلى عام 1902 عندما زارت باخرة روسية الكويت آنذاك أصبحت خلالها تلك الروابط مثالا يقتدى به في العلاقات الناجحة والمتينة، مستذكرين موقف روسيا الاتحادية خلال الاحتلال العراقي على دولة الكويت عام 1990 ودعمها للشرعية الكويتية ومساندتها لكافة قرارات مجلس الأمن الدولية ذات الصلة بتحرير دولة الكويت.
لقد تشرفنا اليوم أنا والوزير لافروف بلقاء صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حيث استمعنا لتوجيهات سموه الحكيمة ولنصائحه النيرة حول القضايا الإقليمية والدولية وإلى كل ما من شأنه أن يعزز العلاقات المشتركة بين بلدينا الصديقين، مستذكرين زيارة سموه إلى مدينة سوتشي في نوفمبر من عام 2015 وما نتج عنها من التوقيع على عدة اتفاقيات محورية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات الحيوية والمهمة.
كما أجرينا مباحثات ثنائية معمقة ومستفيضة مع وزير خارجية روسيا الاتحادية تناولت مختلف المواضيع الرامية الى تطوير آليات التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين في كافة المجالات وأبرزها العلاقات الاقتصادية المتنامية، كما تناولنا في المباحثات مجمل القضايا الإقليمية والدولية والأوضاع الأمنية والسياسية والجهود المشتركة الرامية لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفيما يتعلق بالأزمة الخليجية، فإننا نقدر لروسيا الاتحادية جهودها التي تبذلها لحل هذه الأزمة ولدعمها الكامل لجهود الوساطة التي يقودها صاحب السمو أمير البلاد.

“صفقة القرن”
وأشاد لافروف خلال المؤتمر الصحافي بنتائج اللقاء الذي جمعه مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
وأضاف أن الاجتماع السادس للجنة المشتركة الاقتصادية والتجارية الذي عقد على هامش زيارته إلى الكويت يسهم في توطيد العلاقات والاستثمار بين البلدين، مشيرا إلى أن صندوق الاستثمارات الروسي والهيئة العامة للاستثمار الكويتية يبحثان في مشروعات استثمارية تقدر بنحو 200 مليون دولار.
وأوضح أن موسكو تدعم التعاون العسكري مع الكويت لافتا إلى مشاركة وفد عسكري كويتي في معرض التسليح الروسي العام الماضي فضلا عن ترحيبه بتعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية بين البلدين. ولفت إلى التعاون البرلماني بين البلدين، حيث إن هناك زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إلى موسكو خلال الفترة المقبلة لتعزيز التعاون والتنسيق بين برلمانيي البلدين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأفاد لافروف بأن مباحثاته في الكويت تناولت الحوار السياسي حول القضايا الاقليمية والدولية والتعاون في مجلس الأمن الدولي حيث توجد اتصالات بين بعثتي الدولتين في المنظمة الدولية.
وأكد بحث التطورات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والدعوة الملحة لحلحلة هذه القضايا عبر الوسائل السلمية والحوار المباشر مع ضرورة إعادة اطلاق المباحثات الفلسطينية – الإسرائيلية وفق قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام مع توحيد الصفوف الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالأزمة الخليجية قال لافروف “إن مباحثاته في الكويت تطرقت إلى التطورات في منطقة الخليج والاقتراح الروسي حول ضمان أمن واستقرار المنطقة وبين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران”. وأعرب عن تأييد بلاده لكل جهود الكويت وترحيبها بأي جهود أخرى للحفاظ على وحدة كيان مجلس التعاون الخليجي، مضيفا أن روسيا ليست لديها أي مبادرات جديدة في هذا الصدد.
وأكد أن روسيا تدعم جهود الحكومة السورية لإعادة اللاجئين إلى منازلهم والعمل على ضمان فتح ممرات آمنة لعودة هؤلاء اللاجئين.
وحول التطورات الخاصة بما يسمى بـ “صفقة القرن” وما ذكره في تصريحات سابقة عن وجود “تبادلات مريبة” قال الوزير الروسي “نود أن نسمع تفاصيل أكثر حولها خاصة وأن هذه الصفقة إن صح ما يشاع عنها ستفشل كل ما كان في الأفق حول حل القضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق