خليجية

هل تنجح القمة الخليجية في إذابة الجليد بين القادة ؟

تعقد قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ39 في الرياض في التاسع من الشهر الجاري.
وكانت المملكة بدأت في توجيه الدعوات الرسمية لعدد من زعماء الدول الأعضاء في المجلس للمشاركة في أعمال القمة المرتقبة.
و تلقى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، دعوة من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، لحضور قمة مجلس التعاون بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وتشهد العلاقات القطرية السعودية توترا حادا بعد إعلان الرياض ومعها ثلاث دول عربية مصر والإمارات والبحرين مقاطعة قطر سياسيا واقتصاديا وتجاريا منذ يونيو 2017، متهمين إياها برعاية الإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار هذه الدول، وهو ما تنفيه الدوحة.
وأثرت هذه المقاطعة على مجلس التعاون الخليجي المكون أيضا من (سلطنة عمان والكويت والبحرين والإمارات) .
ولم تعلن قطر عن مستوى التمثيل في القمة المقبلة، وما إذا كان أميرها سيترأس وفد بلاده ام سيوفد من ينوب عنه، في وقت يرى فيه محللون أن تلك القمة لن تؤثر في الموقف السياسي الحالي بين قطر والسعودية.

لا حل في المدى القريب

تأتي دعوة العاهل السعودي بعد يوم من إعلان قطر فجأة انسحابها من منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، بعد مشاركة دامت 57 عاما لتركز على الغاز، في ما يبدو أنها ضربة موجهة إلى السعودية التي تتزعم أوبك فعليا.
وزاد انسحاب الدوحة من أوبك إحساس الدبلوماسيين والمحلليين بأنه من غير المرجح أن تمثل قمة الرياض الخليجية أي فرصة لحل قريب للخلاف الخليجي.
من ناحيته يقول الكاتب القطري جابر الحرمي ” “أنا متأكد من أن هذه القمة لن تُحدث أي تغيير.”
وأضاف الحرمي، أنه لا منطق ولا عقل في عقد قمة داخل دولة حاصرت دولة عضوة في المجلس وتآمرت عليها ضاربة بصلة الرحم والجيرة وكل الأعراف الإنسانية عرض الحائط ، لاحج ولا عمرة ، لاغذاء ولادواء، رغم أنه لم يدافع أحد عن السعودية في المحافل الدولية كما دافعت عنها قطر فكان الجزاء أن غدرت السعودية بنا .
واعتبر الحرمي أنه إذا لم تنتج القمة عن حل للأزمة الخليجية فلا جدوى من انعقاد القمة.
في السياق نفسه يرى عبدالله التميمي عضو مجلس الأمة السابق، أن بلاده لديها موقف واضح من الأزمة من أجل حل الأزمة ورأب الصدع.
وقال في حديث هاتفي مع الدروازة نيوز أن أمير البلاد صاحب السمو حاول مرارا نزع فتيل الأزمة وكان يملك مفاتيح لتقريب وجهات النظر لكن الاحتدام أصبح أقوى ويضيف قائلا” قطر تقول أنها لن تجلس على طاولة المفاوضات بينما هي محاصرة وتطالب برفع الحصار أولا حتى يكون هناك مفاوضات، والطرف الآخر يريد تنفيذ المطالب ومن ثم الجلوس على طاولة المفاوضات، وصلنا إلى فترة طويلة من الحصار .
وأشار التميمي إلى أن الحصار يؤلم كل مواطن خليجي، وسبب شرخ في الوحدة الخليجية، معتبراً أن مجلس التعاون الخليجي لم يعد كما كان في الوقت السابق.
وعن جدو الانعقاد يقول التميمي أن كل دول الخليج مختلفة في الرأي إزاء القضايا الإقليمية فلا يوجد رؤية خليجية موحدة، مرجحا أن بيان القمة لن تتفق عليه كل الأطراف.
ونوه التميمي إلى أن الأزمة بدأت تؤثر على الشعوب مستدلاً بالفجوة التي ظهرت على وسائل التواصل وكذلك التراشق الإعلامي.
وقال نأمل أن تكلل مساعي الكويت بالنجاح في حل الأزمة، لكن أعتقد أنه لا يوجد بصيص أمل في المدى القريب، في حال تمسك كل طرف برأيه .
وشهدت قمة العام الماضي في الكويت، إرسال السعودية والإمارات والبحرين وزراء أو نواب رؤساء وزارة على رأس وفودها، ولم يحضر ملوك أو رؤساء هذه الدول.
القمة بروتوكولية

من جانبه اعتبر عبداللطيف المحمود رئيس جمعية التجمع للوحدة الوطنية البحرينية أن المنطقة تمر بمرحلة صعبة، والقمة باتت بروتوكولية، فحتى الآن، مواقف دول مجلس التعاون الخليجي غير متفقة على القضايا العربية، لا في سوريا ولا اليمن ولا العراق.
وأضاف المحمود في اتصال هاتفي مع دروازة أن الخليج أصبح مقسم إلى ثلاثة محاور كل محور يمثل موقف مغاير للآخر، الكويت وعمان يلتزمان الحياد ومساعي للتهدئة، بينما تشتبك السعودية والإمارات والبحرين مع القضايا الدولية والإقليمية طبقا لسياسات الخليج ، في الوقت الذي تتمسك فيه قطر بمواقف على النقيض من الرياض.
وقال المحمود أنه إذا نجحت المساعي الكويتية في وقف تداعيات الأزمة الخليجية لما هو أسوأ فقد نجحوا، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي آمال لحلحلة الأزمة في الأفق .
وأشار المحمود إلى أن بلاده تقاطع قطر بسبب سياساتها ولا تحاصرها، معتبراً أن الشعوب تصلح فيما بينها عندما يتوافق الساسة .
في سياق متصل غرد الكاتب السعودي عضوان الأحمدي عبر موقع التواصل تويتر قائلاً ” توجيه الدعوات لجميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي أمر طبيعي وضمن البروتوكول.
وتقوم الدولة المستضيفة بإرسال الدعوات عبر الأمين العام لمجلس التعاون، وهذا ما حدث حين وجهت السعودية الدعوة لقطر. ومستوى التمثيل يعود للدولة المدعوة.
عرقلة حل الأزمة الخليجية
من جانبه قال الدكتور عبدالخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات أن انعقاد القمة لا يعني أن الأزمة مرشّحة للانفراج، بل لعلنا نعتاد عليها.
واعتبر عبدالله في حديثه لدروازة أن السياسات القطرية أربكت الملفات الخليجية والإقليمية، مشيرا إلى أن الأزمة لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة طبيعية للسياسات القطرية التي ضخّمت من حجمها ودورها في المنطقة.
وتؤكد السعودية والإمارات مرارا على أن النزاع مع قطر لا يمثل أولوية كبرى بالنسبة لهما، وقال وزير الخارجية القطري، الشهر الماضي، إنه لا يتوقع تحسنا في العلاقات.
ولم ترسل قطر مسؤولا كبيرا إلى القمة العربية التي استضافتها السعودية في أبريل الماضي، ورأس وفدها ممثلها الدائم لدى الجامعة العربية.
ولم تفلح جهود الوساطة الكويتية والأمريكية في حل الخلاف. وتقول الولايات المتحدة إنها تعتبر وحدة الخليج ضرورية لجهود احتواء إيران.
ودعا رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، علي بن صميخ المري، القمة الخليجية المقبلة في الرياض، إلى إنشاء آلية لإيجاد حل لمعاناة ضحايا الحصار المفروض على قطر منذ عام ونصف.
وقال: “يجب أن تكون أولوية أجندة اجتماع القمة الخليجية في الرياض هي إيجاد حلول ملموسة وعاجلة لمأساة الآلاف من المواطنين والمقيمين في دول الخليج الذين ما يزالون يعانون من الانتهاكات الناجمة عن الأزمة الخليجية، والخروج بقرارات فورية وملزمة لكافة الدول الخليجية، لرأب الصدع”
ويضم مجلس التعاون الخليجي ست دول عربية: السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان.
وتأتي دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة في المرتبة الأولى عالميا في احتياطي النفط والمرتبة الثانية في احتياطي الغاز، وهي أيضا الأولى عالميا في إنتاج النفط.
وطرحت على مجلس التعاون الخليجي فكرة تحويل المجلس إلى اتحاد، وهي فكرة بادرت إليها السعودية عام 2011، ورحبت بها الدول الأعضاء، باستثناء عمان التي تعترض عليها، ولا تريد أن تكون طرفا في الاتحاد، الذي يفترض أن يؤسس لسياسة خارجية موحدة، وجيش مشترك، وعملة موحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق