«وحش الفردوس».. النوايا الحسنة لا تصنع مسرحاً..!

قدمت فرقة المسرح الشعبي اول من امس مســـــرحيتهــا «وحش الفردوس» على خشبة مسرح الدسمة، وهي ضمن العروض المشاركة في النسخة الرابعة لمهرجان ليالي مسرحية كوميدية الذي ينظمه المجلس للثقافة والفنون والآداب ويهدف إلى تقديم مسرحيات كوميدية هادفة بعيدة عن الإسفاف والابتذال الذي نجده في بعض المسرحيات محليا وخليجيا وعربيا حتى تعم الفائدة على الجميع.

مســــرحية «وحش الفردوس» مأخوذة من رواية التركي عزيز نيسين «وحش طورس» من اعداد واخراج علي البلوشي وتمثيل محمد عاشور وايمان فيصل ونصار النصار وبشاير الشنيفي وعبدالله الحمود ومشعل العيدان وماجد البلوشي ومحمد ملك بالاضافة الى الفنان عبدالعزيز النصار الذي كان ضيف شرف في المسرحية.

احداث المسرحية لم تخرج عما كتبه نيسين في مسرحيته حيث يتحول شخص مسالم للغاية و«غلبان» لمجرد تشباهه مع شخص آخر إلى مجرم تنسج حوله الأساطير خاصة فيما يخص قوته وشره المستطير بعد ذهابه للمخفر ليشتكي على صاحب العمارة التي يقطن بها بعد ان طلب منه ترك شقته لحاجة في نفسه، ولكن بعد انتشار خبر القبض عليه من الشرطة بأنه «وحش الفردوس» يطلب منه صاحب العمارة عدم المغادرة، ليتحول حال ذلك «الغلبان» الذي جسده الفنان محمد عاشور من حال إلى حال لدرجة يصبح الجميع يخاف منه بمن فيهم زوجته واولاده حتى بعد ان تم اطلاق سراحه.

الجهد المبذول من فريق العمل كبير جدا، وهذا امر يشكرون عليه، خصوصا الفنان محمد عاشور وايمان فيصل اللذين كانا نجمي المسرحية باقتدار، ولكن كثرة الكلمات البذيئة والشتائم التي سيطرت في معظم مشاهد المسرحية أثر كثيرا على تجاوب المتلقي لأنها كانت «أوفر» في مهرجان مسرحي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حتى وان كانت النوايا حسنة، اضافة الى استغراب الحضور وضع يافطة كتب عليها «مخفر الفردوس» وكأن احداث هذه المسرحية حقيقية وحدثت بالفعل في منطقة الفردوس مع انها مقتبسة من مسرحية «وحش طورس» التركية!