خارجية

لبنان يطلق مسار تشريع زراعة الحشيش لـ «استخدامات طبّية»

«الذهب الأخضر» في صلب خطة النهوض الاقتصادي

الحشيش في لبنان… إلى التشريع دُر. عنوانٌ لم يكن يوماً أقرب الى ان يتحوّل حقيقةً في بلادٍ لحكايةِ «الذهب الأخضر» فيها صولاتٌ وجولاتٌ، بعدما ارْتبط اسم «النبتة الذهبية» بمناطق وزعامات وبـ «اقتصاد موازٍ» درّ على أصحابه ثروات، حتى انها تحوّلت في أماكن زرْعها ولا سيما البقاع بمثابة «إرث» لعائلاتٍ تحصد من هذه التجارة الممنوعة أرقاماً خيالية سنوياً.

وقد أطلق رئيس البرلمان نبيه بري يوم أمس أول «صفارة» رسمية في اتجاه تقنين زراعة الحشيشة (القنب الهندي) من بوابة «المنافع الطبية»، اذ أبلغ الى السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد ان مجلس النواب اللبناني «بصدد التحضير لدرس وإقرار التشريعات اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة وتصنيعها للإستعمالات الطبية على غرار العديد من الدول الأوروبية وبعض الولايات الأميركية».

وجاء موقف بري بعد أيام من كشْف ان الخطة الاقتصادية للبنان التي أعدّتها شركة «ماكينزي» الأميركية بناء على طلب الحكومة أوصت بالاستفادة من الحشيشة التي يُتوقع ان تدر نحو مليار دولار لخزينة لبنان ما سيساهم تحريك العجلة الاقتصادية «ويفتح للبلاد آفاقا جديدة في الاقتصاد».

وفيما كان نُقل عن رئيس البرلمان وجود اتجاه لإنشاء إدارة «ريجي» تشرَّع من خلالها زراعة الحشيشة لغايات طبيّة ما سيساهم في نموّ البقاع، قال وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري غداة إعلان الخطوط العريضة لخطة ماكينزي إن لبنان يمكنه إضفاء الشرعية على زراعة وتصدير الحشيشة لعلاجات طبية «والنوعيّة التي نملكها هي واحدة من أفضل الأنواع في العالم»، مضيفا أن الحشيش يمكن أن يصبح صناعة تقدّر بمليار دولار.

وكان زعيم «الحزب التقدمي الإشتراكي» في لبنان وليد جنبلاط أول مَن طالب منذ العام 2014 بتشريع الحشيشة «لأسباب طبية وشخصية اذا لم نصل الى الادمان، واقتصادية».

ومعلوم ان لـ «حشيشة الكيْف» جذوراً في ذاكرة لبنان وحاضره، وهي وكانت عُرفت قبل الحرب الأهلية وازدهرتْ بقوة خلالها أي بين العاميْن 1975 و1990.

واستمرّ الأمر على هذا الحال بعد دخول لبنان مرحلة السلام، اذ أُعلنت حربٌ من نوعٍ آخر ضدّ «الحشيشة» التي تفاخر بأنها من الأفضل عالمياً وبوشرت حملات عسكرية بـ «ايعاز دولي – اميركي» لتلْف الآف الهكتارات في البقاع، السهل الذي كان يُلقب يوماً بـ «اهراءات روما» لإنتاجه الغزيز من القمح، وسط اغراءات بزراعات بديلة لم تنتج أكثر من وعود بقيت في الهواء، مما استدرج عودةً الى «تراث» تلك الزراعة الممنوعة. علماً ان لبنان بات مصنفاً بين «البلدان الأساسية المصدّرة لمعجون حشيشة الكيف بين عامي 2002 و2011» بحسب الأمم المتّحدة، حتى ان تقارير أشارت العام 2017 الى انه يحلّ رابعاً كأكبر مصدّر للحشسيشة في العالم بعد المغرب والمكسيك ونيجيريا.

وكان أحد الخبراء الاقتصاديين في لبنان دعا قبل أكثر من 3 أعوام الى تشريع زراعة الحشيشة في البقاع وعكار لدورها في المساعدة على نمو الاقتصاد، كاشفاً أن مردود زراعة الحشيشة كان يوازي ملياريْ دولار في حقبة الوصاية السورية، ومعتبراً «ان خطوة التشريع ستكون أكثر إفادة الآن (في حينه) من المستقبل حيث هناك اتجاه لتشريع هذه الزراعة في عدد من البلدان».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق