مقالات

قتلة بدون رصاص ،، بـ قلم د. عبدالمحسن الشمري

ضاع الطريق واختفت الحقائق من كثر المقالات وارتفاع وتيرة التزييف وتلك امور يجب نبذها بعلم وصفاء نية وبكشف الظلام ونبذ الجهل من غير تشكيك ولا إساءة أدب

لماذا وعلى ما تطمس الحقائق وتغيب ؟ ولماذ يستخدم التشهير سلاحا لقتل أحدهم دون حجة أو دليل

لماذا يقف البعض الى جانب الطائفية والعنصرية والقبلية تحت مسميات لاتحمل في جوفها الا التفرقة وتشتيت الشمل وضرب الوحدة

ماهي هذه المعالم الدنيوية التي تجعلنا بهذا السوء الأخلاقي المرير الشبيه بتعامل الحيوانات في الغابة لقد كثر التجريح والطعن بالنوايا دون سند او قانون يأخذ الحق من صاحبه ويعطي لغيره ودون ندم أو إحساس بذنب ولماذا ؟ فقط لمجاراة فلان من الناس او لكي لايغضب احد من أقاربه او أصدقاءه او اتباعه او رئيسة في العمل

لقد لعبت الغيرة والحسد بنا وما أشنع ما تصنع هاتان الصفتان بالإنسان من تردي أخلاقي وانحطاط وقد يستخدم الثناء للطعن بالآخر لقد قال ولقد فعل ولقد كان وكيف فعل ومع من وفلان مسكين

يقول أحزنني ماحدث له او كيف يفعل ذلك وهو شديد الذكاء والحنكة فقط ليجرح به من باب العطف عليه وكثيرون من يرتدون هذا الرداء للتشفي والشماته ومنهم من يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر من خلال التشفي بالآخرين ولا ينظر لنفسه ليعدل اعوجاجها للوصول بهذا الشخص الى مرحلة من الإحباط بتلويث سمعته وتحطيمه

ومن المرارة ان يصدق المتلقي ذلك دون إثبات او دليل فقط لحاجة في نفسه والبحث في عيوب الناس او الشعور بالنقص امام هذا الشخص الناجح والأنكاء من ذلك كله ، قد يتفق بذلك المتناقضين والأضداد بهذا التشهير والإحباط والتجريح وكلاهما يعرف ان الدور ات عليه ممن هو شاركه بهذا التجريح

هل أصبحت هذه العمليات التشهيرية مهنة لها تنظيمها وهيئة افتراضية يتعايشون عليها ولا تكمل حياتهم الا بها يا للعجب هل نسينا مكارم الأخلاق وشهامة الرجال فلا يستطيع كتبة العالم بأجمعه احصاء هذا التجريح ولأسباب هي تنوع وتعدد أنواعه واوجه مستخدميه بفن وحرفية ولهذا فان التجريح اقوى من الرمي بالرصاص فالكلمة يصبح لها دوي يمتد طويل اما الرصاصة فقط في لحظتها وتنتهي فلقد يضعوا أنفسهم شهودا ومدعين ومحققين ومؤلفين ومن ثم قضاة ويصدرون الأحكام وبعدها منفذين لها .

د. عبد المحسن لافي الشمري
رئيس مركز الانفراد للاستشارات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق