خارجية

قضاء الأسد على المعارضة لا يقلق واشنطن

الفصائل السورية تعود للمفاوضات.. ومهجَّرو درعا 330 ألفاً

في تصريح فسر التقدم الميداني للنظام السوري في درعا، أعرب جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن عدم قلق بلاده من قضاء النظام السوري على المعارضة.
وقال بولتون في مقابلة مع قناة CBS الأميركية، الأحد، إن جهود الرئيس السوري بشار الأسد في القضاء على معارضته لم تكن مصدر قلق رئيس بالنسبة لإدارة ترامب في المنطقة، موضحا أن القضية الإستراتيجية للولايات المتحدة إخراج القوات الإيرانية من سوريا وليس قبضة الأسد على السلطة.
ووفق بولتون، فإن ترامب يأمل بالحصول على مساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمتهما المقبلة في هلنكسي 16 الجاري، لطرد القوات الإيرانية من سوريا، مبينا أن مسألة إيران سيناقشها الرئيسان مطولا، وأن الأمر سيكون خطوة مهمة إلى الأمام.
ومن المتوقع أن يبحث الرئيسان الملف السوري بالتفصيل في قمتهما المقبلة، وخاصة الوجود الأميركي شرق الفرات ومنع الاحتكاك بين قوات البلدين داخل سوريا، إضافة إلى الانتقال السياسي، ودور القوات الكردية المدعومة من أميركا داخل سوريا.
وأمس، تواصلت المفاوضات بين فصائل من المعارضة في الجنوب السوري والنظام، عبر مفاوضين وسطاء، ما انعكس هدوءا حذرا ساد معظم محافظة درعا، إذ شهدت الجبهات توقفاً لعمليات الاشتباك والقصف المتبادل.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الهدوء مستمر على الرغم من تمكن الفصائل المعارضة في وقت سابق من إعطاب عدد من الآليات التابعة لقوات النظام.
وهز انفجار مستودعات الأسلحة التابعة للنظام في محيط بلدة محجة في ريف درعا الشمالي، وتبع الانفجار تصاعد أعمدة الدخان من المستودعات الواقعة في منطقة الكم على الجهة الشرقية من محجة.
وتحدث ناشطون من درعا أن الانفجار يعود لضربة جوية من طائرات إسرائيلية من دون طيار، بينما رجح مصدر عسكري من فصائل المعارضة أن يكون سبب الانفجار ضربة جوية.
وتعتبر مستودعات الكم من أبرز المواقع العسكرية لقوات النظام في درعا، إلى جانب مواقعه في إزرع والشيخ مسكين والفقيع وتل المقداد.
وواجهت الفصائل المعارضة في درعا انقساماً في صفوفها بين مؤيد ورافض لاتفاقات «المصالحة» التي تقترحها روسيا وتتضمن انتشار قوات النظام، وانضمت العديد من المناطق في شكل منفصل، أبرزها مدينة بصرى الشام ، إلى اتفاقات «المصالحة»، وبدأت المجموعات المسلحة فيها تسليم السلاح الثقيل الموجود لديها لقوات النظام، وذلك في سياق عملية المصالحة الجارية في المدينة.
وتمكنت قوات النظام بفضل هذه الاتفاقات والحسم العسكري من مضاعفة مساحة سيطرتها لتصبح ستين في المئة من مساحة المحافظة الجنوبية، منذ بدء تصعيدها في التاسع من يونيو.

ازدياد النازحين
من ناحيتها، أفادت تقديرات أممية بأن عدد النازحين الفارين من هجمات النظام السوري في درعا نحو الحدود الأردنية يتراوح بين 270 ألفا و330 ألفا.
وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بيتينا لوشر، إن عدد المدنيين النازحين في درعا يتراوح بين 270 ألفا و330 ألفا، وفق التقديرات، لافتة إلى أن برنامج الأغذية تمكن من تقديم دعم غذائي عاجل لنحو 200 ألف نازح فقط في المنطقة، واصفة عملية النزوح في درعا بالأكبر في سوريا منذ بدء الحرب.

محادثات موسكو
من جهته، وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى العاصمة الروسية لإجراء محادثات، اليوم، مع نظيره الروسي، حيث يحاول الأردن التوصل مع الأطراف المتنازعة في الجنوب السوري إلى اتفاق للمحافظة على اتفاقية «تخفيف التوتر» ووقف النار في المنطقة.
أما روسيا، فتسعى إلى فرض شروطها على الفصائل في المنطقة وتسليم سلاحها ونقل المنطقة إلى سيطرة النظام السوري.
والأردن من الدول الضامنة لاتفاق «تخفيف التوتر» في الجنوب السوري، مع كل من روسيا والولايات المتحدة، وأعلنت الحكومة الأردنية إغلاق حدودها في وجه النازحين السوريين، بحجة عدم قدرتها على استيعاب المزيد من اللاجئين على أراضيها.
بدوره، أكد الجيش الاردني إبقاء الحدود مع سوريا مغلقة، حيث يتجمع عشرات آلاف النازحين من المعارك الجارية في منطقة درعا.
وقال قائد المنطقة العسكرية الشمالية في القوات المسلحة الاردنية العميد خالد المساعيد إن «عدد النازحين السوريين قرب الشريط الحدودي بين سوريا والمملكة بلغ نحو 95 ألفاً»، فروا «نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة للجيش السوري في الجنوب السوري».
لكنه أضاف: «الحدود مغلقة، والجيش يتعامل بحذر شديد مع النازحين قرب الحدود، متحسبا لبعض المندسين، لأن هناك بعض العناصر التي يمكن ان تستغل هذا الظرف لمحاولة تنفيذ أجندة خاصة».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق