احتفلت الكويت أمس، والعالم الإسلامي بأول أيام عيد الفطر السعيد.
وأدى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، صلاة العيد في مسجد الدولة الكبير، وفي معيته سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وكبار الشيوخ، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وكبار المسؤولين في الدولة.
وأكدت خطبة العيد في مسجد الدولة الكبير التي ألقاها وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية فريد عمادي، ما غرسه العيد بفرحته وبهجته في قلوب المؤمنين من مبادئ أصيلة، وركّزت على دروسه وقيمه، وفي طليعتها شكر الله على نعمة الوطن الذي يقدم نموذجاً فريداً للعطاء الإنساني والخيري، «فكم أطعم من جائع وكم أغاث من مكلوم ولاجئ، وكم كسا من عار فقير وجَبَر من قلب كسير، ويسّر من أمر بفضل الله ثم بدعم ورعاية وتوجيه وعناية من سمو قائد الإنسانية في العالم».
وشددت الخطبة على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي والتسامح التاريخي، لافتة إلى أن «الظرف دقيق والشأن بالغ الخطورة من تقلبات إقليمية واستثناءات سياسية وفتن تلوح في الأفق، ما بين مبتدع يخطط ويؤمّل وناعق يسمع ويحرّض، ومجرم يتربّص ويتحين، ولا مجال في تلك الظروف إلا للوعي الوطني الذي يبصر مقتضيات الواقع، فيتعامل معها بروح وطنية واعية ومتسامحة، بعيداً عن الانتماءات الضيقة والقناعات الحسيرة والآراء المقصية للآخر».
ولفتت إلى أنه «لا يشعر بنعمة الأمن والاستقرار إلا كلّ من اكتوى بنار الخوف والرعب والفرار، وأن الأمن الوطني لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود أمن فكري يعمل على حماية الأجيال الناشئة وشباب الأمة من براثن التطرف وسهام الغلوّ وإساءة التصرف وإعلاء ثقافة الولاء للوطن وتجسيد حضارية الاسلام».
ودعت الخطبة إلى الاهتمام بالشباب وإيلائهم العناية اللازمة «لئلا يتركوا فريسة للافكار الهتاكة والخلايا الارهابية الفتاكة»، منبهة إلى ضرورة تحذيرهم «من الشرور الخطرة لوسائل التواصل الاجتماعي واثارها المدمرة اذا اسيء استعمالها»، وأكدت دور الشباب الفعال في الماضي والحاضر والمستقبل «فهم عماد الأمم وحماة الذمم وحملة القيم وثروة الوطن الاغلى».
ودعا عمادي في الخطبة بالرحمة «لفقيد المسجد الكبير الراحل، خطيب المنبر الجليل ومفوه المقام الأصيل الشيخ الدكتور وليد العلي» الذي استشهد في رحلة عمل خيرية الصيف الماضي.
