مقالات

نجاة الحشاش تكتب : ماذا بعد الحق السياسي للمرأة؟

المرأة الكويتية استطاعت ان تثبت دورها الريادي والقيادي على كل المستويات، وشغلت مناصب قيادية كبيرة في الدولة. فالكويتية أصبحت وزيرة ونائبة برلمان وعضو مجلس البلدي ومديرة جامعة وسفيرة في الخارج. أيضا أثبتت دورها الريادي في القطاع الخاص، فلدينا سيدات أعمال يلعبن دوراً رئيسياً وفعالاً في تطوير الاقتصاد المحلي، وسيدات أعمال رائدات على المستويين الإقليمي والدولي…
ان الحديث عن مكانة المرأة الكويتية ليس حديث العهد، وإنما تاريخ الكويت قبل النفط حافل بقصص ومواقف بطولية وقيادية لها، وكل هذه الريادة والقوة والثقة التي تتمتع بها، بفضل الله سبحانه وتعالى، والمنظومة التشريعية والاجتماعية في البلاد التي مهدت الطريق أمامها للعب ذلك الدور حتى تمكنت خلاله من حجز مواقع متقدمة، عربيا واقليميا.
لعل مناخ الحرية والثقة الكبيرة الذي تمتعت به المرأة الكويتية، منحها قوة وإصرارا على النجاح وتبوؤ المناصب السياسية، وأصبحت نائبة برلمان ومشرعة للقوانين… هذا المنصب الحديث عليها، إلا انها قادت العمل السياسي بخبرة وذكاء لا تقل في ذلك عن شريكها الرجل. نعم عام 2006 كان عاما تاريخيا للمرأة الكويتية، حيث حصلت على حقوقها السياسية، على الرغم من حرمانها من حقها السياسي في انتخابات مجلس الأمة لأكثر من 50 عاما، إلا انها مارست حقها السياسي في انتخابات اتحادات الجامعة وجمعيات النفع العام.
والسؤال هنا وبعد أن منحت المرأة الكويتية حقوقها كاملة بحسب نصوص دستور البلاد كفرد فاعل في المجتمع، هل توقفت مطالبات المرأة الكويتية؟ هل حققت كل طموحاتها؟ سأجيب عن هذا السؤال بسؤال موجه لوزير الداخلية ولرئيس الوزراء المحترمين، متى سنرى المرأة الكويتية في منصب المحافظ والمختار في الكويت؟ ‮
نعم، هذه المناصب لها دور مجتمعي كبير، ليس سياسيا فقط وإنما اجتماعيا وبيئيا وتوعويا… فدور المختار الاجتماعي في المنطقة يجب ان يفعّل من خلال وضع خطة عمل واضح ولقاءات دورية مع أهالي المنطقة. فالموضوع ليس وجاهة اجتماعية وانما مسؤولية كبيرة ازدادت اليوم عن السابق في ظل المتغيرات الاجتماعية والثقافية وفي ظل وجود ظواهر سلبية ودخيلة على المجتمع وفي ظل زعزعة الحس الوطني لدى بعض الشباب وسهولة استدراجهم لجماعات ارهابية… واعتقد يجب ان يكون للمختار دور كبير.
وأرى أن دخول المرأة في هذا المجال، سيحدث نقلة نوعية وتغييرا كبيرا خصوصا المرأة كمختارة في المنطقة، وعن تجربة سابقة عندما كنت أنا ومجموعة من الأخوات – ومنهن من أصبحن نائبات ووزيرات في الدولة – يتذكرن هذه الانتخابات التي اقيمت في نادي الفتاة لانتخاب مختارات للبيئة عام 2003 وتم اعتمادها من شؤون المختارين في وزارة الداخلية، فقط مختارة في جانب البيئة نجد المرأة وضعت خطة عمل تشمل تعاون مجلس الحي معها والاهتمام بالنواحي الجمالية في المنطقة وعمل مسابقات وجوائز تخص البيئة والنظافة ومشاركة المدارس بحملات تشجير واشغال شباب المنطقة في أنشطة مجتمعية داخل المنطقة وخلق روح تنافس بين شباب المناطق الأخرى.
الحقيقة كانت خطة عمل كبيرة، وللأسف وئدت قبل استكمالها. إلا أنه وبعد مضي أكثر من 15 عاماً على وأدها، نتمنى أن يرى قرار اختيار المرأة المختار والمرأة المحافظ، النور قريباً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق