بالرغم من محافظتها على ألقها طوال أيام العام، فإن ديوانيات الكويت تزداد بهاءً خلال شهر رمضان المبارك، بكثافة حضور روادها، وتنوع مشاربهم، واختلاف الحديث بينهم.
وتشهد الديوانيات في الشهر الفضيل أحاديث مختلفة عما اعتاد عليه روادها قبل حلوله، إذ حلَّ الحديث الديني والاجتماعي مكان السياسة التي هي عشق كويتي خالص.
وحافظت ديوانيات البلاد على ألقها كجزء من ثقافة متوارثة عبر الأجيال، وبقيت مقصداً للمواطنين في رمضان، ويحرص أغلبهم على اصطحاب أبنائهم بمختلف الأعمار إلى الديوانيات، ليتعلموا أصول الحديث والنقاش، وتناول موضوعات جدية تنمي مهاراتهم ومداركهم، وتشجع أحاديث رمضان الدينية والاجتماعية، مثل هذا الإقبال على الديوانيات.
أجمع رواد ديوانية البرجس على حرصهم على زيارة الدواوين طوال شهر رمضان، مؤكدين أنها عادة كويتية تعزز التواصل الاجتماعي الذي يعد من أهم السبل المساهمة في الترابط الأسري والاستقرار بين افراد المجتمع.
بداية قال فيصل جاسم البرجس، ان العادات الحميدة في الكويت لا تنقطع ولا تتغير، وتستمد استمراريتها من حكمة الأهالي وتشبثهم بصلة الرحم والتكافل والترابط الاسري، فعاداتنا الرمضانية من زيارات وتواصل اجتماعي ورثناها من آبائنا واجدادنا وورثناها لأبنائنا واحفادنا، واهمها الجوانب الروحانية والعادات والتقاليد التي تمثل ثقافتنا، متمنياً أن تسود هذه الأجواء الرمضانية بما تحمله من ألفة واخاء بين جميع أبناء الكويت بمختلف اطيافهم.
وتمنى البرجس أن يتم الوئام بين السلطتين من اجل مصلحة الكويت واهلها، وأن تكون أجواء الشهر الفضيل سبباً للوقوف مع النفس ومراجعة كل الأمور التي يحتاجها الإنسان لإصلاح نفسه والمجتمع.
تواصل اجتماعي
من جهته، يقول د. حمود سعود البرجس، ان الكويت تتحلى بأبهى صور التواصل الاجتماعي والترابط الأسري والاستقرار، مبينا انه على الرغم من عمله في المجال الطبي فإن رعايته للتقاليد الكويتية لا تتوقف في رمضان، بل تزيد وتزدهر أكثر من باقي شهور السنة، والجميع ملتزم بالتواصل.
وأشار حمود البرجس الى أن ثقافة الأغذية لدينا تفتقد للكثير من المعلومات المهمة والضرورية لصحة الإنسان، لذا نتمنى تثقيف الصائمين عن خطورة الفطور بشهر رمضان بأكلات ثقيلة تضر المعدة والبدن رغم وجود أمور أخرى أكثر شهية وإشباعا للصائم، مبينا ان من الافضل للصائم تقسيم وجباته الى صغيرة ومتنوعة وألا يكتفي بالفطور الثقيل ولا السحور المشبع بالدهون.
وأوضح ان من المهم ان يقلل الصائم من النشويات والحلويات فعوائدها عليه مضرة أكثر من فائدتها فرمضان تقل به الحركة وأكل النشويات والحلويات يسبب السمنة وبعض الامراض التي نتمنى ألا تصيب أحد.
وقال ان الرياضة للصائم تكون بعد الإفطار ودون إجهاد للبدن وأفضل الرياضات التي أنصح بها الصائمين هي رياضة المشي.
رغبة سامية
وأكد حمود البرجس، أن المواطنين يحتاجون التعاون المثمر بين السلطتين ليتمكنوا من تنفيذ الرغبة السامية لسمو الأمير بأن تكون الكويت في مقدمة الدول في جميع المجالات، وأن تكون القوانين مدروسة من قبل المختصين قبل إقرارها، فالمواطن يستحق أن تقوم السلطتان بأكثر من دورهما لتطوير الوطن والقوانين من أجله.
وقال ان أمير البلاد زرع التواصل وشجع بخطاباته على الوحدة الوطنية، ونحن بدورنا باقون على التواصل الأسري والاجتماعي كما أمر أمير الإنسانية، متمنين الا يكون هناك خلاف بين اعضاء الحكومة والمجلس دون حل، خصوصا أننا في شهر رمضان الكريم الذي يشجعنا على العمل بإخلاص وأن نجعل القلب خال من أي غضب وحزن.
علاج «سرطان الثدي»
ذكر حمود البرجس، أن نسبة امراض الثدي للرجل لا تتعدى 1 % وجلهم في السبعين من العمر، بخلاف المرأة التي تؤكد الاحصائيات أن 90% من امراض الثدي لديها تعد أمراضا حميدة، و10% منها سرطانية، والكثير من الحالات تم علاجها. ونصح النساء المتجاوزات للأربعين من العمر أن يقمن بالفحص الدوري للثدي من خلال السونار والاشعة للاطمئنان والمسارعة للعلاج اذا دعا الامر.
وأضاف أن النساء اللواتي اعمارهن أقل من الأربعين، عليهن الاكتفاء بالسونار لفحص الثدي ومن تجد أوراما أو افرازات أو آلاما فعليها مراجعة العيادات المختصة. وأثنى على الخدمات الصحية في البلاد والأطباء في وزارة الصحة، وشجع النساء على الفحص دون خوف أو تردد، فالفحص عامل مهم لتلافي مخاطر أمراض الثدي وعلاجها في وقت اسرع.
