خارجية

تعبئة لمسيرة مليونية في ذكرى النكبة

دخلت التحضيرات، وعمليات التحشيد، والتعبئة الشعبية استعداداً لإحياء الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، مرحلة حاسمة، حيث من ينتظر ان تبلغ «مسيرة العودة» التي انطلقت قبل نحو شهرين ذروتها باقتحام السياج الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل، التي هددت لأول مرة علناً باغتيال قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيي السنوار، في حال اصراره على الاستمرار بفعاليات «مسيرة العودة» كما اعلنت حالة التأهب في صفوف الجيش والشرطة وحرس الحدود وعلى سائر الجبهات..
وقال جهاز الموساد الاسرائيلي في تغريدة غير مسبوقة على تويتر «ان السنوار قال في جمع من انصاره قبل ايام إنه يخشى ان يموت على فراشه، وانه يتمنى ان يموت شهيدا في مسيرة العودة». مضيفاً «نحن عادة لا نأخذ طلبات من احد، ولكن بالتأكيد يمكننا ان نحدد رتبتك يوم الاثنين القادم» في اشارة الى امكانية تصفيته وقتله.
يذكر ان التهديدات الاسرائيلية للقيادات فلسطينية بالاغتيال تصدر عادة من قبل جيش الاحتلال او جهاز الامن الداخلي (الشاباك) ولكنها المرة الاولى التي يدخل فيها جهاز الموساد الاسرائيلي على خط التهديدات لقيادي فلسطيني بارزة.
في الغضون، دعت الهيئة الوطنية العليا لـ«مسيرة العودة» الفلسطينيين للمشاركة في تظاهرة «مليونية العودة وكسر الحصار» غدا الاثنين بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وفلسطيني مناطق عام 1948 والمخيمات والشتات، تزامناً مع اعلان الولايات المتحدة تدشين سفارتها في اسرائيل، داعية الشعب الفلسطيني داخل اسرائيل للاحتشاد في ساحة باب العمود بالقدس المحتلة.
وقال عضو الهيئة خالد البطش: «قرر الشعب الفلسطيني أن يكون الاثنين 14 مايو يومًا تاريخيا لرفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس ورفض صفقة القرن». كما طالبت الهيئة برفع أصوات التكبير في كل مساجد فلسطين وقرع أجراس الكنائس مساء اليوم الأحد في مختلف ارجاء فلسطين.
من جهة ثانية، اعلنت قوات جيش الاحتلال، والاجهزة الامنية المختلفة حالة التأهب القصوى لمواجهة فعاليات «مسيرة العودة» وقد نشرت 11 كتيبة معززة عند نقاط الاحتكاك ومداخل المدن الفلسطينية، كما نشرت عدة ألوية عسكرية في محيط قطاع غزة والضفة الغربية. ونقلت صحيفة هآرتس عن ضابط قوله: إن الجيش يتوقع أن تكون مسيرة العودة يومي الاثنين والثلاثاء المقبل الأكثر عنفاً، مقدرا بأن نحو 100 ألف فلسطيني سيحاولون اجتياز الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وقال موقع «وللا» الاسرائيلي ان رئيس الاركان غادي ايزنكوت قدم لوزير الدفاع افيغدور ليبرمان استعراضاً حول جهوزية الجيش في البحر والبر والجو للأسبوع الجاري والجهوزية لاحتمال اشتعال جبهات مختلفة في الوقت ذاته عند الحدود مع سوريا، والضفة الغربية، والحدود مع غزة.
وفي سياق متصل، كشف محرر الشؤون العسكرية في القناة العبرية العاشرة الون بن دافيد عن ان حركة حماس، ارسلت لإسرائيل عدة رسائل بأنها ترغب في فتح حوار مع إسرائيل وترتيبات تقود الى هدنة طويلة الأمد وفك الحصار عن قطاع غزة، دون الاعتراف بإسرائيل.

«المقاومة السلمية»
وتعتمد حركة حماس منذ أسابيع استراتيجية جديدة تتمثل في دعم الاحتجاجات السلمية كأداة جديدة تختبرها في مواجهة إسرائيل في ما يبدو أنها وضعت بصورة مؤقتة الخيار العسكري جانبا، بعد أكثر من عشرة أعوام من سيطرتها على قطاع غزة وثلاث حروب مدمرة.
وفي أول لقاء لزعيم حماس قي غزة يحيى السنوار، مع وسائل الاعلام الأجنبية، قال انه لا يرى ضيرا من اقتحام آلاف الفلسطينيين السياج الحدودي مع اسرائيل خلال احتجاجات مقررة الاثنين والثلاثاء. ويرى محللون سياسيون ان حماس تسعى من خلال لجوئها الى المقاومة السلمية الى لفت انتباه العالم والضغط على حكومة اسرائيل لإنهاء حصارها المحكم الذي تفرضه على قطاع غزة منذ أكثر من عقد، دون المغامرة بالانزلاق نحو حرب جديدة مع الدولة العبرية. وردا على سؤال عما يتوقعه من الاحتجاجات الاثنين والثلاثاء المقبلين، قال السنوار «لا أحد يستطيع أن يتصور ما الذي سيكون بالضبط، ولكن نستطيع أن نضمن شيئا واحدا وهو ان هذا الحراك سلمي».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق