تقنيات

التكنولوجيا «عين» المكفوفين المبصرة

اعتمدت الباحثتان د.مروة حسين وسلوى المطيري في الدراسة التي شملت عينة من 50 معلماً ومعلمة من معلمي المكفوفين في مدرسة النور التابعة لمدارس التربية الخاصة، على المنهج الوصفي وتم تطبيق مقياس استخدام التقنيات التربوية في الصفوف الخاصة بعد تقنينه على البيئة المحلية.
وسلطت الدراسة الضوء على ايجابيات التكنولوجيا على ذوي الإعاقة البصرية في حال استخدامها بالطرق السليمة، كونها وسائل تعليمية توفر المتعة والتشويق أثناء تدريس الطلبة وابتعاد المعلم عن الطرق التقليدية فضلا عن احتياج الطلبة ذوي الاعاقة إلى وسائل تتناسب مع ظروف اعاقتهم مثل آلة بيركنز للطباعة بلغة برايل ولوحة تيلر لتعليم مادة الرياضيات والوسائل اللمسية الحسية الموصلة للمعلومات.
ولفتت الدراسة إلى امكان استخدام الطلبة المكفوفين الحاسب الآلي عبر برنامج «ابصار»، ضمن وسائل تسهل وصول المعلومات وتنمي قدرات الطلبة في الاطلاع كما توفر الجهد والوقت على المعلم.
وبينما ذكرت الدراسة أن مدارس النور تستخدم تقنيات تربوية ملائمة للمكفوفين، انتقدت عدم قدرة بعض المعلمين على توظيف تلك التقنيات في عملية التعليم، اضافة إلى صعوبة صيانتها داخل المدرسة لعدم توافر مختصين.
ولاحظت أن ثمة ضعفاً في واقع استعمال التقنيات التربوية في صفوف التربية الخاصة- لا سيما الحديثة منها رغم تأكيد أهميتها، مؤكدة أن الطلبة المكفوفين في أشد الحاجة إلى أنواع خاصة من التقنيات لتأهيلهم وتدريبهم وتنمية قدراتهم واعتماد تقنيات مناسبة وفق خصائص وظروف اعاقتهم لتحقيق أهداف وبرامج التربية الخاصة بالمكفوفين.

توظيف تقني
وألمحت الدراسة الى أن توظيف تلك التقنيات ينبغي أن يناسب طبيعة الإعاقة البصرية التي تتطلب أدوات قراءة وكتابة خاصة مصممة بلغة برايل، ومصورات ومطبوعات مكبرة للمكفوفين ذوي كف البصر الجزئي لذلك تعتبر التقنيات من أساسيات أي نظام تعليمي والاعتماد عليها، لاسيما في عصرنا الحالي تعد ضرورة من الضروريات لنجاح تلك النظم.
ودعت الباحثتان المسؤولين إلى الاهتمام بتوفير وسائل وتقنيات تربوية، لتنمية التعليم لدى المكفوفين ومعرفة أبرز المعوقات لتلافيها مستقبلاً، واشارتا إلى أن المكفوفين قد يواجهون صعوبات كبيرة على الصعيد الأكاديمي، خصوصا في المواد التي تعتمد على البصر، أما من لديهم ضعف بصر فهم قادرون على التعلم بشكل كبير بشرط إجراء تعديلات على عملية التدريس، وتقديم خدمات مناسبة لهم من أجهزة مكبرة وكتب مطبوعة بأحرف كبيرة.
واستندت الباحثتان إلى بعض الدراسات التي تشير إلى أن تقدم الطفل المعاق بصريا في تعلم الكلام يسير بمعدل أبطأ من معدله عند الأطفال العاديين، ولا يتوقف تأثير الإعاقة البصرية عند التأثير على معدل نمو الكلام، بل يمتد ليشمل اكتساب معاني الألفاظ وتكوين المفاهيم.
كما استدلت الدراسة بدراسات بينت أن كف البصر يعزل الشخص عن عالم الأشياء بسبب تباطؤ النمو الحركي ويؤثر ذلك على نموه الاجتماعي والانفعالي وعلى نمو القدرة على إدراك الأسباب وإدراك المساحات وتأثيره على النمو العام بشكل سلبي.
وزادت بالقول: ويتمثل التحدي الرئيسي لمساعدة الأطفال المكفوفين والأطفال الذين يعانون من ضعف البصر في الفصول الدراسية في مدى توفير احتياجاتهم دون أن يكون هناك حاجز بينهم وبين أقرانهم من التلاميذ، وكذلك القائمين على الفصول الدراسية الذين يحتاجون إلى الوعي الكافي بالمهارات الخاصة التي تستخدم في التعامل مع تلك الفئة من المكفوفين.

سلبيات وخلاصة
واعتبرت الدراسة أن الوسائل التعليمية المختلفة المطبوعة بلغة برايل مثل الكتب والمجلات والصحف اليومية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية والمكتبات المدرسية والعامة وغيرها تعد من أهم مصادر التعلم للمكفوفين وضعاف البصر.
واستعرضت سلبيات وسائل التكنولوجيا، حيث بينت أن عدم متابعة تحديثاتها باستمرار وعدم تنمية المعلمين مهنيا في طريقة استخدامها يعيق تعليم المكفوفين، كما أنها قد تؤدي إلى ادمان بعضهم عليها مثل جهاز الحاسب الآلي أو الهاتف علاوة على ارتفاع تكاليفها.
وخلصت إلى توصيات عدة منها ضرورة توفير مختصين في صيانة الأجهزة والوسائل التعليمية الخاصة بالمكفوفين، وتدريب المعلمين بطرق استخدام التقنيات التربوية الخاصة بالمكفوفين، وضرورة تفعيل التقنيات التربوية في تدريس المكفوفين ووضعها من ضمن أولويات الخطط التربوية، وإعداد مناهج ملائمة خاصة للمكفوفين طبقا للتقنيات التربوية التي يتم استخدامها.
كما شددت على ضرورة تمتع معلمي التربية الخاصة بالمهارات اللازمة لاستخدام التقنيات التعليمية الخاصة والقدرة على توفير بيئة تعليمية هادفة تهتم ببناء اتجاهات إيجابية نحو استخدام تلك التقنيات للطلبة من ذوي الإعاقة.

فوائد التقنيات
الحديثة

لخصت الدراسة فوائد استعمال التقنيات التربوية في نقاط عدة منها:
● استثارة الطالب والتغلب على العيوب اللفظية.
● ترسيخ المعلومة وتحويل النظريات إلى معلومات سلوكية.
● توفير الجهد والمال وتقوية العلاقة بين الطالب والمعلم.
● المساعدة على ترتيب الحواس وتنشيطها في التعلم.
● تنمية الثروة اللغوية لدى الطلبة وتيسير العملية التعليمية.

معيقات التطبيق

أشارت الدراسة إلى معوقات يواجهها معلمو التربية الخاصة، وتحول دون استخدام التقنيات التربوية، في مقدمتها ضعف القدرة على إنتاج التقنيات التربوية، وعدم توافر مختبرات خاصة للتقنيات، وعدم صيانة التقنيات الموجودة في المدرسة، فضلا عن عدم وجود دورات لمعلمي التربية الخاصة تتعلق بالتقنيات التربوية.

مشكلات الكفيف

بينت الدارسة أن كف البصر يعد من الإعاقات الحسية، التي تؤثر على الفرد، وتقلل من أدائه لوظائفه وأدواره الاجتماعية، لافتة إلى أن الكفيف يتعرض للعديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية، إلى جانب مشكلات الحياة اليومية، وتتمثل المشكلات في حاجة الكفيف إلى الحب والاحترام، والشعور بالاتجاهات الإيجابية للآخرين نحوه.

العاهات البصرية

ذكرت الدراسة أن العاهات البصرية من بين الأسباب الرئيسية لإعاقات الطفولة في الدول النامية، وبصفة خاصة عند التحقق من الوظيفة البصرية الأساسية والتقييم الفني للإبصار، لافتة إلى أنه لدى الكثير من العاملين في مجال التعليم اعتقاد بأن السمع واللمس عند المكفوفين أفضل من أقرانهم العاديين، بسبب ما يسمى بالتعويض الحسي.

السلوك الاجتماعي

ألمحت الدراسة إلى أن الإعاقة البصرية تؤثر في السلوك الاجتماعي للفرد تأثيراً سلبياً، حيث ينشأ نتيجة لها الكثير من الصعوبات في عمليات النمو والتفاعل الاجتماعي، وفي اكتساب المهارات الاجتماعية اللازمة لتحقيق الاستقلالية والشعور بالاكتفاء الذاتي، نظراً إلى عجز المعاقين بصرياً أو محدودية مقدرتهم على الحركة، وعدم استطاعتهم ملاحظة سلوك الآخرين ونشاطاتهم اليومية، وتعبيراتهم الوجهية كالبشاشة والعبوس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق