مقالات

عبدالله العبدالجادر يكتب | هكذا تنجح شركات الطيران!

بشكل عام نجاح أي عمل تجاري سواء شركة أو بنك يعتمد على الموارد البشرية التي تعمل لديه وعلى الإدارة العليا وهناك الكثير من الشركات والبنوك وغيرها وضعت رأسمال كبيرا واستثمرت أموالها ولديها أصول متنوعة وأرباحها سنوية ولكن واحدة من هذه الشركات والبنوك أو أكثر قد جاء يوم وبدأت في التراجع وزادت ديونها وبالكاد تغطي تكلفتها واضطرت الى بيع بعض أو أغلب أصولها حتى تستمر ولكن لم تستطع وحتى وصل الأمر الى اندماجها مع شركة ناجحة وتم الاستحواذ عليها، ولكن ما السبب وراء هذه الخسائر وضياع أصولها حتى اختفت في الاندماج والاستحواذ.

السبب وراء ذلك إدارة غير كفء وعدم تشجيع ودعم والاهتمام بالموارد البشرية التي تعمل لديها، فهناك أصول وأساليب القيادة الناجحة ومنها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب يعني هناك بعض القياديين من الإدارة العليا يتم اختيارهم ليس لكفاءتهم ولا خبراتهم وإنما لواسطة أو معرفة شخصية وليست لديهم المهارات والمواصفات القيادة الناجحة والفعالة وعندما تكون الإدارة بهذه المواصفات فأكيد سيصبح هنالك خلل ومشكلة في تحقيق أهداف الشركة ومشكلة في التواصل والإشراف المهني مع الإدارة التنفيذية مما يسبب الإحباط والقصور في الأداء ويؤثر على الشركة ككل وعلى سمعتها في السوق وخاصة مع عدم متابعة ما تقدمه من خدمة للعملاء ومعرفة ما اذا كان هناك أي قصور ومشاكل فيها مما سوف يؤدي الى هبوط مستواها بين الشركات المنافسة.
نصيحة من القلب الى شركة الخطوط الجوية الكويتية والتي اعتز بها كوني من العاملين فيها من 1979 حتى 1995 وكانت نجمة في السماء وسفيرة الكويت في العالم والأولى في الخدمات والصيانة والمواعيد مقارنة مع شركات الطيران في المنطقة، ولقد مرت عليها مشاكل مالية ومشاكل تغيير الإدارات العليا منذ تحرير الكويت مما أثر على مستواها وخدماتها وعلى مواردها البشرية مما أعطى فرصة لشركات طيران المنطقة والمحلية بالمنافسة والتقدم وتركتها في الخلف ومازالت هناك تخبطات ومشاكل إدارية ومالية وفنية لم نعتد عليها في شركة طيران الكويتية، ومنها مواعيد الرحلات وما فيها من تأخير غير عادي يصل الى 8 ساعات تأخير والمشكلة ليست في هذا وانما في التعامل مع هذا التأخير، حيث يُترك ركاب الكويتية في المطار بدون علم ولا خبر ولا اعتذار، أو على الأقل تعويضهم في استضافتهم. والأمر الآخر هو تعطل بعض الطائرات وهذا امر من الممكن ان يحدث لأي شركة طيران، ولكن كانت “الكويتية” أقلهم وكانت تتدارك المشكلة بسرعة.

ولذلك، أولا أبارك للزميل يوسف الجاسم لترشيحه لرئاسة شركة الطيران الكويتية، حيث أتمنى له كل التوفيق والنجاح والله يساعده على تحمل المسؤولية، ولا يخفى عليكم أن يوسف الجاسم كان نائباً للمدير العام للشؤون المالية والإدارية، وهو كفاءة وناجح في عمله وفيه صفات القيادي والإنساني والاجتماعي، وهذه صفات تساعده ان شاء الله في مسعاه للوصول بالكويتية الى مستواها الذي كانت عليه، وأكثر وأن يحرص على سياسة الباب المفتوح لموظفي وعملاء الشركة والاستماع الى مشاكلهم وشكاواهم واقتراحاتهم التي قد تنهض بـ”الكويتية” وتتقدم بنجاح، كما سوف يحتاج الى إعادة هيكلة الكويتية إداريا وماليا وفنيا والله الموفق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق