دخل لبنان عملياً في عطلة عيد الفصح، التي بدأت أمس، وتمتد حتى الأسبوع المقبل. وفي مقابل الجمود السياسي الرسمي، سيشهد الاستحقاقان المالي والانتخابي وتيرة متسارعة، لاسيما اننا بتنا على بعد أيام معدودة من مؤتمر «سيدر»، الذي ينعقد في باريس الجمعة المقبل، وهو ما اضطر المجلس النيابي الى إقرار الموازنة لعام 2018 في الجلسة المسائية الأخيرة من مناقشتها.
كان اليوم الثاني من مناقشة الموازنة شهد رداً من رئيس الحكومة سعد الحريري على مداخلات النواب، حيث شدد على ان لبنان ليس دولة مفلسة، «لكن الآن لا يمكننا ان ندفع كل ما يطلب منا»، مبرراً كلام رئيس الجمهورية، الذي نقل عنه البطريرك الماروني بشارة الراعي، ان لبنان مفلس بأنه جاء ردا على «ترف البعض». واستغرب الحريري ما قاله بعض النواب حول الفساد، مطالبا بإعطاء أسماء الفاسدين لكي تتم محاسبتهم: «حتى لو كانوا ينتمون الى تيار المستقبل». ورد على النائب حسن فضل الله، الذي اعتبر ان الموازنة أتت «سلق بسلق»، وقال: «نحن نحب أن نجلد أنفسنا. والكلام عن أن الموازنة سلق بسلق غير مقبول، وهي أنجزت في الوقت المطلوب بسبب العمل الكثيف والدؤوب». بدوره، أشار وزير المال علي حسن خليل إلى «أننا امام أزمة في نمو الدين، لكننا بالتأكيد لسنا دولة مفلسة، انما موثوقة مالياً وتحترم التزاماتها، ولم تتعرض يوما لانتكاسة في دفع التزاماتها للجهات المقرضة»، مقرا في المقابل «بحصول تجاوز في بعض أصول التعيينات والتوظيفات».
ويبدو أن إعلان عدد من النواب في صلب مداخلاتهم خلال مناقشة الموازنة بأن «البلد مفلس»، قد أثار حفيظة الحكومة والهيئات الاقتصادية التي تتحضر للذهاب إلى باريس للمشاركة في مؤتمر «سيدر» لدعم الاستثمارات في لبنان، وهو ما دفع برئيس الجمهورية للتوضيح أنه أطلق هذا الكلام كتحذير في حال أكملنا في النهج المتبع قد نصل الى الإفلاس و«ليتحمل الجميع مسؤوليته»، مكرراً مطالبته بضرورة تأمين الكهرباء، بقوله: «علينا شراء الكهرباء من أي مصدر كان، وأنا لن اعترض أو أسأل إلا عن الأسعار».
المشنوق والعائلات البيروتية
وفي سياق الحراك الانتخابي، جال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على بعض العائلات البيروتية، وتباحث معهم في شؤون المدينة، مشدداً على أن «الانتخابات مفصل أساسي في سياق مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة ولبنان»، داعياً «إلى التصويت لتبقى بيروت عربية، وإلا سنكون جزءاً من الاضطرابات في المنطقة ومرتبطين بالمشروع الإيراني، كما حصل في سوريا والعراق واليمن وغيرها».
وأمس، غرّد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، عبر حسابه الخاص على «تويتر»، متسائلاً: «هل صحيح أنه يجري في مطار بيروت توقيف مواطنين عائدين من السفر أو مسافرين بحجة محاضر مخالفات سير، وبالتالي يسجنون إلى أن تسوى الأمور؟!». وأضاف: «بالمناسبة المدعي العام لا يعمل السبت والأحد، فيبقى المواطن موقوفاً. أليس أفضل سجن كبار القوم ومرافقيهم، الذين يهينون الناس لدى مرورهم ويستفزون الشعور».
عودة للنازحين
وأمس، بدأت المرحلة الأولى لعودة النازحين من شبعا والعرقوب إلى بلدتي بيت جن ومزرعة بيت جن في المقلب الشرقي لجبل الشيخ. إشارةً إلى أن عدد النازحين، الذين قرروا العودة بحدود الـ600 نازح، وأن العملية ستنجز بالتنسيق بين الأمن العام اللبناني والجهات السورية المعنية، وتعمل حافلات سورية على نقل النازحين من المدخل الغربي لبلدة شبعا إلى قراهم في الجهة الشرقية لجبل الشيخ، عبر طريق الحاصباني ــ المصنع.
مارسيل غانم يودع «كلام الناس»
بعد مضي ربع قرن على انطلاقته، ودع الإعلامي مارسيل غانم شاشة «ال بي سي» وبرنامجه السياسي «كلام الناس» الذائع الصيت. جاء الوداع بكلمات مؤثرة، فقرأ غانم «بيان الوداع» في ختام الحلقة الأخيرة من كلام الناس التي استضاف فيها رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض. وقال «صمدنا بفضل ثقة الناس ودعم الناس وبفضل اوجاعهم وثقتكم بنا كانت تكبر وتكبر وبنينا على مدى سنوات حلماً اعلامياً»، واصفا قرار الفراق بأنه ليس سهلا، ولكن فيه الكثير من الجرأة والحرية. وختم غانم رسالته وهو يغالب دموعه بالقول «تسدل الستارة اليوم على مسرح مرّ عليه ابطال… سيغادر الناس وعلى الباب ثمة من يسأل هل كان العرض جيداً؟». وفور انتهاء الحلقة الأخيرة من البرنامج انهالت التعليقات، التي تحيي غانم، على مواقع التواصل الاجتماعي، وغرد الرئيس سعد الحريري على حسابه عبر تويتر موجهاً رسالة إلى غانم قال فيها: «ربع قرن من النجاح والتألق على شاشة أغنيت منها ثقافة الحوار السياسي… ننتظرك في ربع قرن آخر».
