خارجية

واشنطن تقترح على تركيا خطاً أمنياً بعمق 30 كيلومتراً

دخلت عملية «غصن الزيتون» التركية في عفرين يومها السادس مع تهديد انقرة بمد نطاق عمليتها نحو مئة كيلومترا شرقا إلى منبج.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس إن بلاده «ستحبط اللعب» على حدودها بداية من منطقة منبج السورية، في تحذير مبطن للأميركيين. واضاف ان انقرة «ستواصل إفساد كل المؤامرات من خلال مواصلة عملية «غضن الزيتون» حتى القضاء على آخر إرهابي من تنظيم «بي واي دي» الذي تم تزويده بـ5 آلاف شاحنة وألفي طائرة محملة بالسلاح في غضون سنوات قليلة».
ولفت أردوغان إلى أن تنظيمي «داعش» و«بي واي دي» وجهان لعملة واحدة، وأن الذين يتحكمون بهذه التنظيمات، يستغلونها بحسب حاجتهم. وأوضح أن لاجئي كوباني (عين العرب) في تركيا لا يعودون إلى منازلهم رغم تطهير المنطقة من «داعش» لتمركز تنظيم آخر «بي واي دي» في المنطقة. وحول عملية «غصن الزيتون»، قال أردوغان: «سنقضي أولا على الإرهابيين في منطقة عفرين ثم سنجعلها قابلة للعيش، من أجل 3.5 ملايين سوري لاجئ في تركيا».
وفي سياق متصل، قال شرفان درويش المسؤول في مجلس منبج العسكري إن المقاتلين الاكراد من انتشروا في الخطوط الأمامية للتصدي لهجوم هددت تركيا بشنه، وعلى أهبة الاستعداد للرد على أي اعتداء، كما أنهم على تواصل مع التحالف الذي تقوده واشنطن بشأن حماية المدينة، وأن التحالف كثف دورياته في منبج استجابة فيما يبدو للتهديد التركي.
وعلى النقيض من عفرين فإن منبج منطقة يوجد فيها عسكريون أميركيون، الأمر الذي يخاطر باحتمال وقوع مواجهة بين الاتراك والاميركيين، فهي تقع إلى الشرق من عفرين، وهي جزء من منطقة أكبر بكثير في شمال سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، وقد تهدد العملية التركية فيها خططا أميركية لإرساء الاستقرار وإعادة إعمار انطلاًقا من شمال شرق سوريا.

واشنطن تبادر!
ومنذ انطلاق العملية اكتفت الولايات المتحدة بالدعوة الى «ضبط النفس» لكن لهجتها بدأت تتصاعد منذ الثلاثاء مع التحذير من مخاطر زعزعة الاستقرار في منطقة بعيدة عن المعارك نسبيا. وقال البيت الأبيض إن واشنطن ترغب في أن تعمل تركيا على تهدئة الوضع، كما ان وزير الخارجية ريكس تيلرسون ذكر أن بلاده تبحث ما يمكنها القيام به للاستجابة للمخاوف الأمنية التركية وتتطلع إلى العمل مع أنقرة لإقامة منطقة أمنية قد تحتاج إليها في شمال غرب سوريا. وفي هذا السياق اقترح تيلرسون، على نظيره التركي، مولود تشاويش أوغلو، إقامة خط أمني بعمق 30 كيلومترًا في عفرين بما يلبي المخاوف الأمنية لأنقرة. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن ملف عفرين تصدّر جدول أعمال اللقاء الثنائي الذي جمع تشاويش أوغلو وتيلرسون، في باريس الثلاثاء. لكن في المقابل اشترطت انقرة أن تنهي واشنطن دعمها للمقاتلين الاكراد قبل أي مقترح للتعاون، حيث دعتها الى «استعادة كل الاسلحة التي قدمتها الى (قسد)».

التطورات الميدانية
وفي الميدان، قالت صحيفة حرييت التركية، إن قوات «غصن الزيتون» تتقدم إلى عفرين من سبعة محاور، مشيرة أن عمق التوغل بلغ بين 5 إلى 6 كيلومترات في كل محور، وان أبرز الاشتباكات تتواصل في جبل بورصايا الاستراتيجي الذي لم يكمل الجيش التركي والسوري الحر السيطرة عليه بعد. وفي تطور جديد شاهدت مراسلة لوكالة فرانس برس في بلدة كركخان رتلا من الدبابات ومئات الجنود من الوحدات الخاصة التركية يعبر الحدود الى سوريا، بينما قصف الجيش التركي جوا وبرا مواقع عسكرية لاسيما من جهة إعزاز، ردا على تحركات لوحدات حماية الشعب.
وتركزت الغارات الجوية على المناطق الحدودية في شمال غرب وشمال شرق عفرين «لحمل المقاتلين الاكراد على التراجع وفتح الطريق امام تقدم بري»، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اشار إلى قوات «غضن الزيتون» لم تحرز سوى تقدم محدود منذ بدء الهجوم.
وتحركت القوات التركية امس قرب مدينة دارة عزة (جنوب عفرين)، كما أنها تحركت بالقرب من مدينة الباب في ريف حلب الشرقي. كما استهدف الجيش التركي قرى في ناحيتي جنديرس وراجو شمال غرب عفرين.

أجانب مع الأكراد
في اطار متصل، قالت قوات سوريا الديموقراطية إن «متطوعين دوليين» انضموا إلى صفوفها في مواجهة القوات التركية. وحسب «قسد» فإن مقاتلين من الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى يشاركون في القتال في عفرين. ونقلت وكالة رويترز عن ريدور خليل، أحد كبار المسؤولين في «قسد»، قوله «كانت هناك رغبة لدى المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في الرقة ويقاتلون في دير الزور للتوجه إلى عفرين». غير أنه رفض تحديد توقيت وصول هؤلاء المقاتلون الأجانب لعفرين مكتفيا بالقول إن أعدادهم تقدر بالعشرات. وكان مقاتل بريطاني قد قال لقناة «بي بي سي» في وقت سابق إنه ذاهب إلى عفرين برفقة حوالي 20 مقاتلا أجنبيا آخر. (ا ف ب، رويترز، الاناضول)

تركيا: المواجهة المباشرة مع أميركا احتمال ضئيل

في أول حديث تركي عن احتمال التصعيد مع الاميركيين، قال بكر بوزداج نائب رئيس الوزراء التركي إنه لا يعتقد أن تركيا ستصل إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن خلال عمليتها في عفرين، لكن هناك احتمالا ضئيلا بأن يحدث ذلك في منبج. وأضاف في مقابلة مع «رويترز» أن تركيا ستواصل استخدام المجال الجوي فوق عفرين عند الضرورة، ومستعدة لكل أشكال التعاون مع الولايات المتحدة وروسيا إذا كان سيجلب السلام للمنطقة.

تفاوت في عدد القتلى

أعلن الجيش التركي امس تحييد ثمانية من المسلحين الأكراد أثناء محاولتهم استهداف قواته في قرية خورز في منطقة بلبل، فيما قالت قوات سوريا الديموقراطية إنها نفذت عملية نوعية في محيط دير سمعان جنوب شرق عفرين، وتحدثت عن مقتل ثمانية من الجنود الأتراك ومسلحي الجيش الحر. وفي وقت يقول الأكراد إنهم قتلوا 203 من الجنود الأتراك والقوات المتحالفة معهم، اعلن الجيش التركي أن ثلاثة من جنوده قتلوا حتى الآن، وأكد في المقابل أنه قتل نحو 260 من الأكراد. اما الرئيس رجب طيب اردوغان فقال امس ان عدد قتلى القوات التركية والجيش السوري الحر خلال الأيام الأربعة الأولى من غصن الزيتون «لا يتعدى 8، مقابل تحييد 268 إرهابيا».
المرصد السوري لحقوق الانسان كان له تقييم آخر، حيث اشار امس إلى مقتل ثلاثة اتراك و48 من مقاتلي الفصائل، مقابل 42 كردياً. في سياق منفصل، قالت وسائل الإعلام التركية إن السلطات احتجزت 150 شخصا «لنشرهم دعاية إرهابية» على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن حملتها العسكرية في سوريا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق