فنيات

«الفيل في المدنية» .. ريادة محلية في خيال الظل

قدمتها هدى الشوا عبر «الطاقة الإبداعية»

تخوض الكاتبة هدى الشوا تجربة مسرحية جديدة من خلال عرض «الفيل في المدنية» التي تنتمي إلى خيال الظل، لتدشن الشوا من خلالها أول تجربة محلية في هذا النوع من المسرح، وتتعاون في المسرحية مع المخرج الدكتور نبيل بهجت الذي صاغ أيضا كلمات الأغاني والحوار، أما التمثيل فهو لكل من علي أبو زيد سليمان ومصطفى الصباغ، رسومات الدكتور ابراهيم سلام، ألحان ألفريد جميل، غناء عدنان باعيس، والمسرحية موجهة للأطفال، وقد لمست أثناء حضوري العرض مدى تجاوب الصغار مع العرض وتفاعلهم الإيجابي.

خيال ظل
شهدت الكويت في السنوات الأخيرة بعض مسرحيات خيال الظل العربية والعالمية، من بينها تجربة للدكتور نبيل بهجت قدمها قبل أربعة أعوام، أما على صعيد الإنتاج المحلي فلم يكن هناك أي عمل إن لم تخني الذاكرة، ومن هنا فإن لهدى الشوا شرف الريادة في هذا الفن ذي الجذور العربية، والذي يرى بعض الباحثين في مجال المسرح ان خيال الظل هو أول مسرح عرفه العرب، وتؤكد تجربة الشوا أنها دائمة البحث عن أنواع مختلفة من المسرح، إذ إنها قدمت المونودراما والعمل الأجنبي والعمل العربي، وتوسع في تجاربها وتتجه إلى خيال الظل، وهو نوع يبدو للوهلة الأولى أنه سهل لكنه في الحقيقة يحتاج إلى جهود جبارة تبدأ من اختيار النص المناسب، ثم تحويله إلى حوار وسيناريو ثم اختيار المخرج القادر على تحويله إلى عرض ناطق، مستعينا بفريق احترافي يواجه الجمهور، وهي أمور تحتاج إلى الكثير من الاستعداد والتحضير والتجهيز.
الشوا نجحت كثيرا في اختيارها للفريق المساعد في العرض المسرحي وقدمته في استوديو طاقة ووفرت له كل مستلزمات النجاح وكان لها ما أرادت.

حكاية بسيطة مفيدة
للوهلة الأولى، تبدو حكاية مسرحية «الفيل في المدينة» بسيطة جدا وتتواءم مع مدارك الأطفال وتقترب منهم كثيرا، وهي تتحدث عن فيل يعيش في حديقة الحيوان ملّ من الظروف التي يعيشها داخل قفصه، وخرج من قفصه بحثا عن الحرية تاركا زوجته وراءه، فتجول في المدينة وشاهد الأبراج والمدينة الترفيهية وحركة السيارات والمباني والاضواء، لكنه في النهاية عاد إلى قفصه ليجده مختلفا ومريحا ومجهزا بما يرغب.
المسرحية أساسا موجهة إلى الأطفال من خلال حواراتها البسيطة واغانيها الممتعة، ومن خلال العبارات التي تحتويها وفيها النصح والتوجيه والإرشاد، وهذا وجد تجاوبا كبيرا من الأطفال الحاضرين الذين لمست استمتاعهم عند حضوري العرض الأحد الماضي.
لكن يتبادر إلى الذهن سؤال مهم جدا: هل هذا ما ارادته الكاتبة من النص؟ أعتقد أن كل عمل مسرحي يمكن قراءته بأكثر من صورة، وهذا يمكن تطبيقه على عرض «الفيل في المدينة».

قراءة مختلفة
دائما أجنح شخصيا إلى القراءات المختلفة للعروض التي أشاهدها، محاولا الغوص فيما وراء الكلمات والعبارات والأحداث، قرءاة ربما لم تكن الكاتبة تقصدها، لكنني أراها مناسبة جدا لما يتضمنه النص. ولعل اختيار بعض الأسماء والمعاني قد يخفي وراءه الكثير مما يشغل الناس في حياتهم اليومية، فالفيل الذي يحاول تغيير وضعه قد يشير إلى حالة عدم الرضا التي يعيشها البعض من ظروفه الحياتية التي يرى أنها غير مناسبة له، لكنه يصدم بواقع أسوأ ومختلف عندما يبحث عن خلاص وربما يواجه المصاعب، والفكرة الأساسية التي ينطلق منها العرض تحمل أكثر من معنى ولها أكثر من تفسير.
ومن الأمور التي يشير إليها النص بطريق غير مباشر أن على الإنسان أن يطلب تحسين وضعه بطريقة إيجابية بعيدا عن أسلوب التمرد، وأن التعاون هو السبيل لحل بعض المشاكل، وان المجتمع جسم واحد وإن اختلفت الظروف التي يعيشها كل فرد.
ومن المهم الإشارة إلى نجاح الكاتبة في التعريف ببعض الجوانب الإيجابية في المعالم الكويتية التي تؤكد نهضة الكويت من خلال طرح غير مباشر مثل المدينة الترفيهية والأبراج والاهتمام بالزراعة وغيرها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق