بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي، احتفى مهرجان القرين الثقافي 24 بالفنان التشكيلي الراحل حميد خزعل، باختياره المنارة الثقافية الكويتية لهذا العام، وقد استضاف مسرح المكتبة الوطنية المنارة التي تحدث فيها الخبير التربوي د. عبدالله عيسى الحداد والفنان التشكيلي فاضل العبار وادارت الأمسية د. سعاد الحمر.
بدأ د. عبدالله الحداد ورقته بسؤال: من هو حميد خزعل؟ وأجاب من خلال سرد السيرة الذاتية للفنان الراحل من بداية رحلته مع التعليم في مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية، وحتى تخرجه في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ثم عمله بوزارة التربية معلما وموجها.
وتطرق الحداد إلى سيرة خزعل الفنان، حيث اشار إلى أن اسلوب الراحل تميز بالرمزية الصعبة التي تحتاج إلى متلق واع بأبجديات الفن التشكيلي، وان خزعل كان يبتعد عن التشخيص ويحاول أن يؤثر في فكر المشاهد، كما أوضح أن خزعل كان يصوغ لوحاته باقل عدد من العناصر، فكان يكتفي بعنصر أو اثنين، ويستغل معالجة المساحة في إبراز هذا العنصر كما كان يعتمد في اغلب أعماله على اللون المحايد.
خزعل الفنان المجتهد
من جهته، تحدث الفنان التشكيلي فاضل العبار عن الجانب الشخصي والاجتماعي للفنان الراحل حميد خزعل، حيث اشار العبار إلى أن علاقته بخزعل تعود إلى العام 1985، واعتبر أن خزعل كان فنانا مجتهدا ومطلعا على كل مجالات الفن التشكيلي، كما كانت لديه الجرأة وحب الاطلاع على مختلف الأعمال الفنية العالمية، وهو ما انعكس على حصيلة أعماله الفنية المتنوعة التي حصل بعضها على جوائز فنية فضلا عن إعجاب الجمهور.
كما اشار العبار إلى اعمال الراحل خزعل في دفع الحركة التشكيلية في الكويت إلى الأمام مثل البرنامج الذي اطلقه على الإنترنت لجمع الفنانين الكويتيين، وكذلك إصداره مجلة «التشكيلي» التي كانت تغطي أعمال الفن التشكيلي في الكويت، كما قام بإصدار العديد من الكتب عن الفن والفنانين التشكيليين في الكويت، وأنهى العبار كلمته بتأكيد أن حميد خزعل كان علما من أعلام الفن التشكيلي، ليس على مستوى الكويت وحدها وإنما على المستوى الدولي أيضا.
قيود خزعل
في مداخلة للناقد والكاتب خالد عبدالمغني قال ان ثلاثة فنانين كويتيين رحلوا في أوج عطائهم، وهم عيسى صقر وصفوان الأيوبي وثالثهم حميد خزعل، وأن خزعل بدأ بالسريالية وانتهي بالتجريدية التعبيرية، وأنه لم يكتف بالرسم وإنما مارس فن النحت أيضا، واشار عبدالمغني إلى قيدين كبلا الراحل خزعل وهما ارتباطه بالعمل النقابي طوال 17 عاما التزم فيها بالشأن الإداري في جمعية الفنون التشكيلية، وكان المرض هو القيد الثاني، حيث فاجأه على حين غرة وانقض عليه بعد أن تفرغ للفن.
وقال العبدالمغني ان خزعل جاء في زمن اغراء للوحة التراث ذات الدلالة السياحية، فلم ينكسر لذائقة الجمهور وطلبهم، أو يستكين ليكون نسخة من فنان آخر، واننا بالنظر إلى أعمال خزعل نجد أنها تجسد إيمان الفنان بالرسالة التي هدفها إيجاد سبيل مستنير في لوحة حملت المعنى والمبنى.
فيلم وثائقي
منارة الفنان حميد خزعل تضمنت أيضا عرضا لبعض أعماله الفنية في رواق المكتبة الوطنية، كما تضمنت عرض فيلم وثائقي يجسد مشوار رحلته الفنية الحافلة، يذكر أن الفنان حميد خزعل رحل عن عالمنا في 15 يناير عام 2016، بعد رحلة فنية حافلة كان فيها أحد الأسماء الفاعلة في الحركة التشكيلية الكويتية، سواء من خلال اعماله الفنية أو مقالاته النقدية او كتبه التي وثقت للكثير من الأعمال والاسماء في عالم الفن التشكيلي الكويتي.
