فنيات

«فارس سيفه الفن» أعاد إلينا الابتسامة

يكاد كثيرون منا يتفقون على أن ابتسامتنا التلفزيونية الدرامية افتقدناها منذ فقدنا الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا، ولكن ليلة أمس الأول في مركز جابر الأحمد الثقافي، عشنا أجواء هذا الفنان العملاق الذي نجح في أن يرسم الابتسامة على شفاهنا وفي قلوبنا حتى بعد رحيله.
في الحوار الذي أطلقت عليه ادارة المركز «حوار الاثنين» بإدارة علي خاجه، خصص هذا الشهر عن الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وأسموا الفعاليه «فارس سيفه الفن»، وخصصت لمناقشة مسرحية فرسان المناخ، واستضافوا فيها داود حسين واستقلال أحمد ود. محمد باقر رئيس قسم الموسيقى في المركز، ومتخصص بألحان أحمد باقر، وضيف شرف بشار عبدالحسين.
شي ما شفتوه

الثلاثي داود واستقلال وبشار قدموا لنا فعالية من نوع خاص تدور حول الفنان الكبير.. كانت كفيلة بأن تزرع الضحكة وترسم الابتسامة على شفاهنا من سوالفه ومواقفهم معه، ونوادر من حياته المهنية وكأن الفعالية كانت «شي ما شفتوه ولا سمعتوه في مسرحية فرسان المناخ».
يصعب في وجود فنانين قديرين مثل داود واستقلال أن يحدد الحديث عن فنان كبير بحجم عبدالحسين في ساعة ونصف الساعة، خاصة أن عريف الحوار كان يتحدث أكثر مما توقعت، ولو ترك الأمر لهما لكان أفضل، ومع ذلك كان الحوار رائعا وجميلا.. خاصة بعد أن بدأ داود وابن الراحل بشار يتذكران الحوادث والمواقف الطريفة والمحرجة التي مرا بها معه، هنا بدأت الأمسية الحوارية تصبح أجمل وافضل.
مواقف طريفة

ومن أطرف المواقف التي ذكرها الضيوف:
– استقلال: كنت اشعر بالحرج من اغنية تحتوي على جملة «هزي يا وز»، خاصة ان مع الكلمة يجب أن اتحرك واسير، فلاحظ علي انزعاجي من هذه الكلمة والحرج الذي أنا فيه، فشرحها لي وأقنعني بأن هذه الكلمة هي اسم شركة مقفلة، وهذا يعني أنه يلاحظ أدق الأشياء في الفنانين.
– داود: أمرنا قبل بدء العرض بتسجيل اغاني المسرحية في الاستديو، ذهبنا مبكرا من غير افطار، ونحن في الاستديو ننتظر مررنا بكافتيريا الاذاعة وتناولنا افطارا سريعا، واكلت بصلة كاملة.. وعندما بدأنا التسجيل سأل العم عبدالحسين «منو ماكل بصل؟!» فطلب مني أن أجلس في طرف المكان لكي أريح الموجودين من رائحة البصل.. وكلما قلت «آآه يا سوق المناخ» التفت الي الجميع وعيونهم تريد أن تقول لي اخرج من الاستديو(!) كان رحمه الله يهتم بكل شيء في اللوكيشن.
تعليقات محرجة

– بشار: كانت وظيفتي في فرسان المناخ أحمل المنشفة (الفوطة) لوالدي وكأنني أنتظر ملاكما في حلبة الملاكمة والدشاديش للوالد وأقف عند طرف الستارة لكي يقوم بتغييرها بعد المشهد، وكان هذا يسبب لي احراجا بسبب تعليقات الممثلين التي لا تنتهي وخاصة داود حسين.
– محمد باقر: استقلال غنّت في المسرحية من مقام الرست وكانت العُرَب فيه صعبة ومن مقام الرست الثاني وهو أصعب، ولكنها أجادته بطريقة جيدة جدا وهذا يحسب لها، لأن هذين المقامين صعبان وليس من السهل إتقانهما.
ظروف مالية صعبة

بشار: قدم والدي، رحمه الله، مسرحية فرسان المناخ في ظروف مالية صعبة جدا بالنسبة لنا، حاول أن يقف على قدميه من جديد فطلب قروضا ولكن لم يستطع لأنه لم يكن هناك من يكفله ويضمن السداد، في البنك الوطني قال العم محمد عبدالمحسن الخرافي رحمه الله «أنا أكفله وأضمنه، نحن نبني ونستثمر ولكن لا نستطيع أن نقدم ما يقدمه الفنان عبدالحسين عبدالرضا»، فكانت «فرسان المناخ» بداية جديدة لوالدي وليست مسرحية عادية.
في نهاية الحوار والنقاش فجّر بشار مفاجأة عن والده رحمه الله أثناء عرض مسرحية فرسان المناخ، قال: والدي خسر كل ماله بسبب المناخ، ومرّ بوقت عصيب وحالة صعبة، وشعر بتعب وسقط مريضا وأدخل المستشفى، وعندما خرج قدم المسرحية.. وكان يومها يمر بوقت وحالة صعبة، ومع ذلك أضحك الناس كلهم وجعل من مشكلة سوق المناخ مسرحية لا نزال نذكرها ونضحك على مواقفها إلى اليوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق