مقالات

يوسف البصارة يكتب : “المحاسبة” يصطرخون فهل من مجيب؟!

يعتبر ديوان المحاسبة من اكفأ وأدق وأرقى مؤسسات الكويت، اذ ان تقاريره تتسم بالموضوعية والمصداقية والشفافية وفي جميع الأحوال تبين تقاريره وتكشف عن تلاعب ومخالفات جمة لمؤسسات وقياديين يندى لها الجبين وتتوجب المساءلة والتحقيق والسجن ان استدعى ذلك، بيد ان الحكومة تكتفي بالتأكيد على عدم تكرار المخالفات او تبرئتهم من محكمة الوزراء بحفظ القضية، فبذلك لا طبنا ولا غدا الشر، وعوض الله على أهل الكويت أموالهم ولا غرو ان الديوان لم يكتف بذلك فحسب بل قد طور من أعماله وعطائه بتقارير عن الحالة المالية للدولة، وهم في الديوان يصطرخون وينادون ويستغيثون ان كان هناك من مجيب نستعرض ادناه مثالا على عطاء الديوان المتميز:

٭ على الحكومة للحد من او تقليل العجز تحمل المسؤولية بجدية للاصلاح الهيكلي للمالية العامة واصلاح الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد الوطني والمتمثلة في احادية مصدر الدخل «البترول» وهيمنة الحكومة على القطاعات الاقتصادية وضعف دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية المستدامة.

٭ اجراء اصلاحات على السياسات المالية للدولة للتعامل مع العجوزات المستقبلية المتوقعة في الموازنة العامة للدولة، واقتراح الحلول والاجراءات العملية في حالتي ارتفاع وانخفاض اسعار البترول لضمان المحافظة على المال العام.

٭ على الهيئة العامة للاستثمار الالتزام بتبني معايير التقارير المالية الدولية عند احتسابها للسياسات المحاسبية للاحتياطي العام واحتياطي الأجيال القادمة.

وهناك أمور أخرى اجتهد فيها الديوان بغية وأملا أن يسمع من ينادون، فعلى الحكومة تحمل مسؤولية الاصلاح المالي اذ لا جدال بأن الدولة هي المسؤولة الرئيسية عن اصلاح خلل التركيبة المالية والاقتصادية الا ان ظاهر الامر يبدو غير ذات التمني.

وقد كنا نعول على مجلس الأمة أن يكترث لمثل هذه الامور اذ ان دوره الرقابي والتشريعي يلزمه بذلك، ونحن كشعب لنا الحق وكل الحق ان نحاسب مجلس الأمة بقصوره في ذلك اذ انه ليس للشعب دور مباشر في محاسبة الحكومة.

ولكن، لا يبدو أن بعض أعضاء مجلس الأمة قد انشغلوا بأمور إما ليست من مسؤولياتهم أو أنها ليست من مبتغى الشعب الكويتي، وهذا ما أوصاني به العديد والعديد من أبناء الشعب لطرحه.

فمثلا تحول المجلس إلى اتحاد كرة القدم، وقد رأينا ببيانات عن أي دولة ستلعب أو أي دولة ستغيب عن «خليجي 23» وترك أمور المجلس، وكثرت هذه التصاريح على مدار الساعة، رغم أن تكل الأمور يفترض أنها من اختصاصات اتحاد الكرة واللجنة المنظمة لدورة الخليج!

بعض من حديثي التجنيس ومن ليست لهم صلة بالنسيج الكويتي يكون جل همهم ومطالبتهم بالتجنيس أن يفرقوا اللحمة الكويتية بذات أشكالهم، فيكون لا عزاء للشعب الكويتي وضعنا هذا يذكرني بالمثل: هذا شهابوه وهذه خلجينه «أي ثيابه» فصبر جميل والله المستعان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق