خارجية

إيران: 90 طالباً اعتُقلوا.. وجامعة طهران تلاحق مصيرهم

اعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات ضد الحكومة نهاية ديسمبر الماضي، بينهم 90 طالبا جامعيا، بحسب ما أعلنه النائب الإصلاحي في البرلمان الإيراني محمود صادقي لوكالة الطلبة الإيرانية، حيث قال إن العديد من الطلاب المعتقلين لم يشاركوا في التظاهرات الاحتجاجية. واعترف النائب صادقي بعدم توافر الكثير من المعلومات حول 10 طلاب على الأقل من بين 90 طالبا معتقلا. وقال لوكالة الأنباء الرسمية إرنا إن 58 طالبا معتقلا من جامعات في طهران والبقية من جامعات في مدن أخرى، وأكد اعتقال الكثير منهم في منازلهم. وأوضح نائب آخر يدعى فريد موسوي أن الاعتقالات إجراء وقائي وسيفرج عنهم قريبا.
بدوره، أكد نائب رئيس جامعة طهران تشكيل لجنة لمتابعة مصير الطلاب المعتقلين. وقال مجيد سارسانجي لوكالة الطلبة: «تهدف جهودنا في الجامعة إلى التعاون مع السلطات لتهيئة الظروف لعودة الطلاب المعتقلين إلى الجامعة وإلى عائلاتهم في أقصر وقت ممكن».
في المقابل، أشارت قناة «بي بي سي» فارسي إلى أن الاعتقالات «الوقائية» لطلاب الجامعات غير شائعة كثيراً في إيران، إلا أن السلطات تخشى تأثيرهم في تصاعد الاحتجاجات. فتاريخيا، كانت الجامعات الإيرانية بؤر المعارضة السياسية للحكومة.
وبحسب السلطات الايرانية، فإن أكثر من 90 في المئة من المعتقلين، خلال الأيام الأخيرة، تقل أعمارهم عن 25 عاماً، وفي ظل وجود هؤلاء الشباب أصحاب الخبرة في التعامل مع التكنولوجيا والراغبين في المزيد من الحرية وتحسن الأوضاع الاقتصادية، فإن خوف النظام من التنظيمات الشبابية ليس أمرا مفاجئا.
واتهمت منظمة العفو الدولية إيران بأن لها سجلا «مروعا» من الاعتقالات التعسفية الجماعية للمتظاهرين السلميين. وحث أربعة من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس، إيران على احترام حقوق المتظاهرين والسماح بحرية التعبير والتجمع.

مجلس الشورى
وعقد مجلس الشورى الايراني أمس جلسة مغلقة خصصها لمناقشة الاضطرابات الأخيرة في البلاد، فيما نظمت تظاهرات تأييد جديدة للسلطات في عدد كبير من المدن. واستمع النواب الى وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، ووزير الاستخبارات محمود علوي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، في شأن التظاهرات. كما ناقشوا اسباب الاحتجاج ورد السلطات ومسألة القيود المفروضة على شبكة تلغرام الاجتماعية، الاكثر شعبية في ايران.
وعبر عدد من أعضاء البرلمان ومسؤولي الجامعات عن قلقهم إزاء مصير الطلبة الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم البرلمان بهروز نعمتي إن نوابا طلبوا من مسؤولي الأمن تقريرا عن الطلبة المحتجزين خلال الجلسة المغلقة.
وقال الحرس الثوري إن الشعب وقوات الأمن تمكنا من إخماد اضطرابات أثارها أعداء أجانب. وفي بيان على موقعه (سباه نيوز) تزامن مع انعقاد مجلس الشورى، قال الحرس الثوري «الشعب الثوري الإيراني وعشرات الآلاف من قوات الباسيج والشرطة ووزارة الاستخبارات كسروا سلسلة الاضطرابات التي صنعتها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والمنافقون (مجاهدي خلق) ومؤيدو الملكية (أنصار الشاه)».
في المقابل، قال سكان اتصلت بهم رويترز في عدد من المدن إن الاحتجاجات انحسرت بعد أن كثفت الحكومة حملتها على المحتجين بإرسال قوات الحرس الثوري لعدد من الأقاليم.
وأظهرت لقطات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مساء السبت وجودا أمنيا مكثفا في مدن منها خرم آباد في جنوب غرب إيران.

أربيل تنفي
في المقابل، نفت حكومة إقليم كردستان العراق أمس المزاعم الايرانية بضلوع الاقليم في الاحتجاجات، وان التخطيط كان في أربيل مع الاستخبارات الاميركية ومجاهدي خلق وانصار الشاه. وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم سفين دزيي، في بيان، إن أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي اطلق تهمة باطلة تجاه الإقليم، مفادها أن التظاهرات الإيرانية تدار من أربيل.
وأضاف: «نرفض هذه التهمة المفبركة الباطلة البعيدة كل البعد عن الحقيقة رفضاً قاطعاً».
وأكّد دزيي أن الإقليم أثبت أنه دائماً عامل أمن واستقرار في المنطقة، لم ولن يسمح بأن يكون سبباً للفوضى وعدم الاستقرار في دول الجوار. واعتبر أن مثل هذه التصريحات لا تقدم أي خدمة للجيرة والعلاقات القائمة بين الإقليم والجمهورية الإسلامية.
نجاد طليق
بدوره، هاجم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس الهيئة العليا لحل الخلاف وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث سيد محمود شاهرودي، بسبب سفره للعلاج في ألمانيا. وقال أحمدي نجاد في تغريدة على حسابه في تويتر: «الكثير من أبناء وطني ليست لديهم تكلفة العلاج في المستشفيات داخل إيران، بينما هناك من يتعالج بأموال هؤلاء الناس في المستشفيات الأوروبية». من جانبه، نفى نجل نجاد، علي رضا نجاد، خبر اعتقال والده. وقال علي رضا متاجي، أحد المقربين من تيار نجاد، إنه اتصل بنجل نجاد، ونفى خبر اعتقال والده، وأكد أن والده ذهب إلى مكتبه للعمل في طهران، ولم يتم اعتقاله.
في سياق متصل، تحدث كاتب إسرائيلي عن خشية النظام الإيراني من تكرار ما حصل مع نظامي حسني مبارك في مصر ومعمر القذافي في ليبيا، لذلك فهو يسعى لوقف تمدد التظاهرات داخل البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق