خارجية

«الحرس الثوري» ينتشر في الأقاليم..والجيش يعرض المساعدة

بعد اعلان الحرس الثوري الايراني «انتهاء الفتنة»، على وقع تظاهرات ضخمة في طهران مؤيّدة للنظام ردّاً على الاحتجاجات المناهضة التي بدأت في 28 ديسمبر، ردّت روسيا على تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدعم الشعب الإيراني في «الوقت المناسب»، بتحذير الولايات المتحدة من التدخل في «الشؤون الداخلية» لإيران «الجارة والصديقة»، منتقدةً «دعوة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الى عقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن لمناقشة قمع السلطات الإيرانية للمتظاهرين.
الموقف الروسي تزامن مع تقديم طهران شكوى إلى الامم المتحدة ضد ما سمته تدخل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية. وقال المندوب الإيراني في المنظمة الدولية غلام علي خوشرو، في رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام أنطونيو غوتيريس، إن «الإدارة الأميركية زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة».
واتهم خوشرو الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعا إلى إدانة تصريحات واشنطن. وقال السفير الإيراني إن «الرئيس ونائب الرئيس (الأميركيين) بتغريداتهما السخيفة، حرضا الإيرانيين على القيام بأعمال مخلة بالنظام». واعتبر في الرسالة ان ما تشهده ايران هو تحركات محدودة تديرها من الخارج أطراف «معادية للثورة»، مشدداً على أن «حق التظاهر ينص عليه ويكفله الدستور الإيراني».
وفي حين أعلن مسؤول أميركي أن واشنطن تفكر في فرض مزيد من العقوبات على طهران، كانت السلطات الإيرانية تدرس خياراتها بما فيها التخلي عن التدابير التي لا تلقى رضا شعبيا في ميزانية الرئيس حسن روحاني الجديدة.
وكانت ايران شهدت امس يوماً آخر من المسيرات المؤيدة للنظام بعد إعلان السلطات انتهاء العصيان، وما اسمته فتنة 2017، التي شهدت سقوط قتلى واعتقالات وحولت الانظار إلى معالجة المشكلات الاقتصادية التي غذت الاحتجاجات.
وبعد أسبوع من اندلاع الاحتجاجات لم ترصد وسائل الإعلام المحلية تحركات جديدة خلال الليل، في حين أظهرت أشرطة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تحركات محدودة في بعض مدن المحافظات لم يتم التحقق من صحتها.
وعرض التلفزيون الحكومي مسيرات ضخمة مؤيدة للحكومة في طهران وتسع مدن امس، بما فيها اصفهان واردبيل ومشهد التي انطلق منها أول الاحتجاجات في 28 ديسمبر. وهتفت الحشود تأييدا للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي «كلنا وراء القائد» و«الموت لأميركا»، «الموت لإسرائيل»، «الموت للمنافقين» في إشارة إلى حركة مجاهدي خلق المعارضة المحظورة في إيران، كما طالبوا بمحاكمة من تسميهم السلطات مثيري الفوضى.
وقال قائد الجيش الإيراني الميجر جنرال عبد الرحيم موسوي امس إن قوات الشرطة نجحت بالفعل في إخماد الاضطرابات المناهضة للحكومة، لكن قواته مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر.
وقال موسوي «رغم أن هذه الفتنة العمياء كانت من الصغر بحيث تمكن جزء من قوات الشرطة من وأدها في المهد.. فإننا نطمئنكم الى أن رفاقكم في جيش الجمهورية الإسلامية سيكونون على استعداد لمواجهة من غرر بهم الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة)».
بدوره نشر الحرس الثوري قوات في ثلاثة أقاليم لإخماد الاضطرابات بالمناطق التي شهدت أكبر اضطرابات. وقال وزير الداخلية الإيراني رحمان فضلي إن عدد من كان يخرج في التظاهرات الليلية لا يتجاوز 42 ألفا. وأضاف أن السبب في استمرار التظاهرات الليلية في بعض المحافظات والمدن الصغيرة هو طريقة تعامل قوى الأمن وعدم استعمالها للقوة وتسامحها مع المحتجين.
كما أوضح أن التظاهرات المؤيدة للنظام ستتواصل خلال الأيام المقبلة، ودعا إلى ضرورة البحث عن جذور المشاكل التي تعيشها البلاد وإيجاد حل لها.
أما في خارج إيران، فلا تزال ردود الفعل تتوالى. ففي باريس، شدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على أهمية استمرار الحوار مع إيران، معتبرا ان اولئك الذين يرفضون الاتفاق النووي اي الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية يعتمدون «خطابا سيقودنا الى الحرب في ايران». وشدد الرئيس الفرنسي على وجوب «زيادة الضغوط الدولية على ايران» من دون «وقف المحادثات» كي لا نواجه خطر قيام عناصر نزاع شديد الوحشية». وبشأن زيارته المقررة الى طهران شدد ماكرون على اهمية ان تسبقها «عودة الهدوء واحترام الحريات».
بدوره، وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، عبر عن قلق بلاده بشأن الموقف المتصاعد في إيران، مطالباً بتجنّب محاولة إساءة استغلال هذا الصراع الإيراني الداخلي دولياً.
وجددت تركيا تحذيرها من محاولات أطراف خارجية التدخل في سياسة إيران الداخلية، قائلة إن مثل هذه الأفعال قد تؤدي الى رد فعل عكسي.
في حين ان مسؤولا كبيرا في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أن الولايات المتحدة تسعى لجمع معلومات يمكن اتخاذ قرار على أساسها، قد تتيح لها فرض عقوبات على منظمات إيرانية وأفراد لهم صلة بالحملة القمعية ضد الاحتجاجات. (طهران-عواصم – ا ف ب، رويترز، الاناضول)

نظام الأسد: ما جرى مدبر بسبب موقفها من القدس!

هاجم النظام السوري على لسان فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية التظاهرات التي تشهدها إيران، قائلاً إنها «أعمال شغب» تدعمها أميركا وإسرائيل وقوى أخرى بالمنطقة.
وكالة الأنباء السورية سانة نقلت عن المقداد، قوله أمام وفد برلماني إيراني برئاسة أحمد سالك، إن ما وصفها بـ«الإنجازات العسكرية» للقوى المؤيدة للنظام في سوريا “تمثل انتصارًا لمحور المقاومة في المنطقة».
وتابع المقداد بالقول إن ما وصفه بـ«فشل مشاريع الأعداء في سوريا» دفعهم إلى «نقل المعركة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعم أعمال الشغب على أراضيها»، رابطًا بين ما يحصل من احتجاجات في إيران وبين «إعلان مجلس الشورى الإسلامي الإيراني القدس عاصمة موحدة أبدية للشعب الفلسطيني».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق