محليات

مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير علي السعيد : مبادرة «الحزام والطريق» أثمرت شراكة إستراتيجية بين الكويت والصين

أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير علي السعيد عمق العلاقات التاريخية الراسخة والمتميزة والمتطورة التي تربط الكويت وجمهورية الصين الشعبية الصديقة، لافتا إلى أن انطلاقة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين كانت في العام 1971.

ولفت السعيد خلال حفل الاستقبال الافتراضي الذي أقامته السفارة الصينية ظهر أمس بمناسبة الذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين والكويت، إلى التعاون القائم والبناء بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما الاستثمار والتجارة والنفط، إضافة إلى مشاركة الشركات الصينية في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في الكويت، فضلا عن تبني المبادرات الطموحة أهمها مبادرة الحزام والطريق قد أثمرت قيام شراكة استراتيجية وطيدة بين البلدين، مشيرا إلى أن الكويت تولي أهمية بالغة بتعزيز علاقتها مع جمهورية الصين الصديقة، نظرا لما تحمله تلك العلاقات من أسس راسخة أرست دعائمها القيادة السياسية البلدين.

وأشار الى العزم المشترك على تعزيز أواصر العلاقات بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، مؤكدا التطلع الدائم والمشترك في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تجمعها والتي مهدت للوصول إلى المشاريع الكبرى بين البلدين الصديقين.

من جهته، قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد لي مينغ قانغ إن 22 مارس 1971 يوم استثنائي في تاريخ العلاقات الصينية – الكويتية، حيث بدأت العلاقات الديبلوماسية على مستوى السفراء رسميا بين البلدين الصديقين، وأصبحت الكويت أول دولة عربية في الخليج تقيم العلاقات الديبلوماسية مع الصين.

وتابع قانغ إن تلك العلاقات صمدت أمام التحديات الناجمة عن تغيرات الأوضاع الدولية المتسارعة، وحافظت على نموها وتطورها السليم والمستقر، برعاية القيادات المتتالية للبلدين وجهودهم المشتركة، وذلك بفضل الثقة الاستراتيجية المتبادلة والصداقة الحقيقية الخالصة التي تجمع البلدين.

وقد شهدت الأعوام الـ 50 الماضية دعما وتعزيزا متواصلا للثقة السياسية المتبادلة، حيث حرص الجانبان على الالتزام بالاحترام المتبادل والتعامل على قدم المساواة، وتبادل التفهم والدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الحيوية لبعضهما البعض، موضحا أن العام الحالي يصادف الذكرى الـ 3 لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت، والتي أدخلت الصداقة والتعاون بين الجانبين عصرا جديدا.

وأضاف السفير الصيني أن الكويت هي أول دولة في منطقة غربي آسيا وشمالي أفريقيا توقع على وثائق التعاون في إطار «الحزام والطريق» مع الصين.

وفي السنوات الأخيرة، قام البلدان بتسريع وتيرة المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، وكسبا نتائج مثمرة في المجالات الاقتصادية والتجارية والتمويلية والطاقة والبنية التحتية وغيرها من المجالات، وقد ظلت الصين لسنوات عديدة متتالية أكبر مصدر للواردات الكويتية، وأكبر شريك تجاري للكويت في المجال غير النفطي.

وفي عام 2020، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والكويت 14.3 مليار دولار أميركي، ما يساوي أكثر من 70 ضعفا لما كان عليه عند إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكويت مصدر مهم تستورد منه الصين النفط الخام.

وأوضح قانغ أن الأعوام الماضية شهدت تعزيزا حيويا للتبادل الإنساني والثقافي، وكما يقول مثل صيني: «وإن كان يفصلنا ألف ميل، فالتعارف يخلق بيننا جيرة وقربا»، فنجد أن البلدين قد شهدا زيارات متبادلة عديدة بين فرق الثقافة والفنون لهما، وتشغيل الخط الجوي المباشر بينهما، ومن المتوقع أن يتم إنشاء مركز الثقافة الصينية في الكويت قريبا.

كما أن الصين بعثت إلى الكويت أكثر من 200 شخص من أعضاء الفريق الطبي منذ عام 1976 لتقديم خدمات التشخيص والعلاج للمرضى في الكويت.

وفي وجه الجائحة المفاجئة، ظلت الصين والكويت تتضامنان وتتآزران بروح الفريق الواحد، وجسدتا المعاني العميقة لمجتمع المستقبل المشترك للبشرية عبر أفعالهما على الأرض، لاسيما عبر التعاون لمكافحة الجائحة، وأبرزتا الصداقة الوثيقة بين شعبي البلدين.

وتابع أن العلاقات الصينية – الكويتية جذورها عميقة وثمارها غنية. وتطلعا للعصر الجديد، نجد أن التعاون الصيني – الكويتي مليء بالإمكانيات وأمامه آفاق مشرقة رحبة، أما في الوقت الراهن فقد أطلق الشعب الصيني المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل تحت قيادة الرئيس شي جينبينغ، ويعمل الشعب الكويتي على الدفع بترجمة رؤية «الكويت 2035» على أرض الواقع وبناء دولة أكثر تقدما وازدهارا تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد.

تبادل التهاني بهذه المناسبة التاريخية بين القيادة السياسية في البلدين

أشار السفير الصيني إلى برقية التهنئة التي بعثها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، بهذه المناسبة التاريخية المهمة، متضمنة أحر التهاني وأصدق التمنيات لسموه وللكويت حكومة وشعبا، حيث قال الرئيس شي إن الصداقة التاريخية بين البلدين ازدادت متانة منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما قبل نصف قرن، مؤكدا الاهتمام البالغ الذي يوليه إلى تنمية العلاقات الثنائية، ومعربا عن حرصه على بذل جهود مشتركة مع صاحب السمو لتكريس الصداقة التاريخية وتعميق التعاون في كل المجالات في إطار بناء «الحزام والطريق»، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين، موضحا أن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد قد بعث ببرقية تهنئة أيضا إلى الرئيس شي، للاحتفال بالذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الكويت والصين والإعراب عن تطلعات سموه لتنمية العلاقات بين البلدين في المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق