خارجية

عزل #ترامب يكتسب زخماً.. و #البيت_الأبيض يحذِّر

لا تزال الولايات المتحدة تتخبط في الأزمة التي وضعها بها الرئيس دونالد ترامب بانتهاكه الصارخ للتقاليد التي قامت عليها أميركا.
فبعد ما شهدته العاصمة واشنطن الاربعاء لا تزال تتكشف المزيد من الفضائح التي اقترفها الرئيس في «6 يناير الأسود»، لمحاولة إعاقة الانتقال الديموقراطي للسلطة، فترامب لم يحرض مؤيديه على اقتحام مبنى الكونغرس فحسب، بل حاول جاهدا استغلال كل الفرص لعرقلة فوز بايدن. وكشفت تحقيقات جديدة أنه أجرى اتصالاً قبل الحادثة بدقائق طالب فيها تأخير المصادقة، والتخريب على الكونغرس. من جهة أخرى، أوقف محققون فدراليون شاحنة محملة بالأسلحة والمتفجرات في محيط مبنى الكابيتول، واعتقلوا رجلاً كان يحمل بندقية ومئات طلقات الذخيرة الحية، بغية قتل نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب. وفي ألاباما أوقفت شاحنة صغيرة حملت بـ11 قنبلة ومسدسات وبنادق هجومية.
ولكن كل هذه الفضائح قد لا تؤدي إلى عزل ترامب، جراء الانقسام الحاد الذي تركه في المجتمع الأميركي. ففيما يستعد الديمقراطيون لمحاكمة ترامب برلمانياً، يبدو أنه من غير المجدي عزل رئيس يوشك على ترك المنصب.
أكثر من 200 سيناتور تحركوا لعزل ترامب وتسريع محاكمته برلمانيًا إذا لم يتقدم باستقالته ويفترض أن يقدموا، الاثنين، مشروع قانون لذلك. ورغم الصعوبات التي ينطوي عليها هذا المسار، خاصة مع بقاء نحو 10 أيام فقط قبل انتهاء ولايته، يبدو أن الديموقراطيين مصممون على اتخاذ إجراء قوي، لا سيما أن احتمال نجاح المحاكمة قد يؤدي إلى منعه من الترشح للرئاسة في المستقبل أو تولي أي منصب رسمي.
نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب أصدرت تعليمات للجنة القواعد في المجلس للاستعداد لإطلاق محاكمة برلمانية لترامب، وطالبت جدياً ضرورة عزل الرئيس أو تفعيل المادة الـ25 من الدستور الخاصة بتنحيه، وتحدثت مع رئيس الأركان فيما يتعلق بإجراءات احترازية لمنع ترامب من القيام بأعمال عدائية أو إصدار أمر بشنّ ضربة نووية.
وإذا وافق مجلس النواب على مساءلة ترامب سيعقد مجلس الشيوخ جلسة لمحاكمته ثم يصوت على عزله، وتحتاج إدانته إلى تأييد الثلثين.
وفي السياق، نقل عن مصادر في الحزب الجمهوري أن تهديد المساءلة الثانية حقيقي، ويمكن أن تحظى هذه المساءلة بدعم من الجمهوريين الذين يواجهون ضغوطاً من شركات ومؤسسات ضغط، تساعد في تمويل حملاتهم.
وعملية العزل تتم على مرحلتين مع ضرورة موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ:
1 – يصوت مجلس النواب على احتمال عزل الرئيس أو لا، ويتم ذكر التهم في مواد المساءلة وتفصيل الجرائم ضد الأمة.
2 – ينظر مجلس الشيوخ في الاتهامات والبدء بالمحاكمة من ثم يقاضي مجلس النواب الرئيس بإشراف المحكمة العليا.
وفيما يخص المسودة الخاصة بمساءلة ترامب، كشفت مصادر أنها تؤكد تورط الرئيس في جرائم كبرى بالتحريض على التمرد، وقد أدلى بشكل متعمد بتصريحات شجعت على عمل مخالف للقانون، لذا سيظل تهديدا إذا سمح له بالبقاء في منصبه. ودعت الوثيقة إلى مساءلة ترامب بناء على بند واحد، هو التحريض على التمرد، مشددة على أنه عرض الأمن الأميركي ومؤسسات الحكومة لـ«خطر كبير».

البيت الأبيض يحذر

أمام تحركات الديموقراطيين في مجلس النواب، أصدر البيت الأبيض بيانًا، أشار فيه إلى أن مساءلة ترامب ذات دوافع سياسية، مع بقاء 12 يوما في فترة رئاسته، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام.
كما ان التوقيت هو احدى أكبر العقبات السياسية واللوجستية لعزله، ولحصول ذلك بسرعة، يجب أن يكون هناك نوع من التوافق أو التفاهم بين الديموقراطيين والجمهوريين والتحرك في غضون أيام، وتجاوز اللجنة القضائية في مجلس النواب لتوجيه الاتهامات والمضي قدمًا بعملية المناقشة والتصويت في مجلس الشيوخ.
وفي حال فشل عقد المحاكمة قبل انتهاء ولاية الرئيس ترامب، فمن الممكن محاكمته كرئيس سابق.

سابقة جديدة

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من قرن ونصف القرن، أعلن ترامب أنه لن يحضر حفل تنصيب جو بايدن يوم 20 يناير، وقال: «لكل مَن يسأل، لن أحضر حفل التنصيب». وبذلك، يكون ترامب، ثاني رئيس يرفض حضور حفل التنصيب بعدما رفض أندرو جونسون ذلك.
وفي سياق تعنت ترامب وإصراره على البقاء في السلطة ولو لأيام، أكد مستشارون بارزون في البيت الأبيض أنه لن يستقيل، ولن يسلم السلطة إلى نائبه مايك بنس، كي يطلب منه منحه العفو الرئاسي. ستيفن منوتشين وزير الخزانة ومايك بنس نائب الرئيس وكبير الموظفين مارك ميدوز أشاروا إلى أن الرئيس يواصل سؤال كبار المستشارين بشأن قدرته على العفو عن نفسه قبل أن يترك المنصب.

تهديد آخر

وتعهد أنصار ترامب بالعودة إلى واشنطن وحضور حفل تنصيب بايدن في 20، وقد بدأوا الحشد لذلك فعلاً عبر مواقع العالم الافتراضي مع التلويح لاستخدام السلاح. وأفادت وسائل إعلام أن منصات تطبيقات تلغرام وبارلير و«دونالد وين» – أشارت إلى أن مؤيدي حركة كيو أنون يخططون للتوجه إلى العاصمة بأعداد كبيرة وبأرقام لا يمكن لأي جيش دائم أو شرطة التصدي لها. وقال أحد مستخدمي بارلير: «سيعود الكثير منا في 19 يناير 2021 حاملين أسلحتنا دعماً لعزيمة أمتنا، التي لن ينساها العالم أبداً.. والجولة الثانية في 20 يناير.. بلا رحمة». وقال آخر: «أنا لا أهتم حتى بإبقاء ترامب في السلطة. أنا أهتم بالحرب».

قلق أمني وملاحقة

بينما تواصل السلطات الأمنية الأميركية ملاحقة المتورطين بأحداث الشغب التي رافقت اقتحام الكونغرس، تثار مخاوف أمنية كبيرة في واشنطن بعد سرقة حاسوبين. مكتب نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب أكد سرقة أنصار ترامب أحد الحواسيب المحمولة خلال اجتياحهم المبنى، ما يثير مخاوف بشأن إمكانية تسريب معلومات حساسة. وأكد مساعد لبيلوسي أن حاسوباً قد سرق بالفعل من مكتبها، موضحاً أنه يستخدم ضمن غرفة لقاءات لأغراض تقديم العروض. كما سُرق حاسوب آخر يعود لمكتب جيف ميركلي سيناتور ولاية أوريغون.

رقص وراء الكواليس

قبل دقائق من حدوث اقتحام الكونغرس، أظهر مقطع فيديو كان قد صوره دونالد ترامب جونيور عدداً من أفراد عائلة ترامب، منهم إيفانكا وإيريك، إضافة إلى صديقة جونيور، كيمبرلي جولفويل، يرقصون ويغنون لمشاهدة حشد أنصار الرئيس يتوافدون إلى الساحة أمام مبنى الكونغرس. ترامب جونيور الذي بدا متحمساً في الفيديو، قال بينما كان يجول في خيمة وراء ساحة الاحتجاجات: «يا رفاق استعدوا للخروج، لا أصدق كم الحشد، حرفياً مئة ألف شخص يتجهون نحو نصب واشنطن، إنهم وطنيون رائعون سئموا الثيران». وكان الرئيس ترامب ظهر وهو يشاهد على الشاشة الحشود قرب المنصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق