محليات

سياسيون ودبلوماسيون : #صلح_العُلا زاد #الكويت علواً #الوساطة_الناجحة جعلتها محل أنظار العالم

اعتبر خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن نجاح الكويت في الوساطة بين الأشقاء يكسبها المزيد من الزخم والحضور الدولي، ويعزز ثقلها السياسي على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأشاروا لـ القبس إلى أن المصالحة الخليجية التي جرت في «قمة العلا» زادت الكويت علواً، وجعلتها محط الأنظار، وأثبتت نجاحها في لم الشمل الخليجي. انها صغيرة المساحة والحيز الجغرافي بيد أنها كبيرة المكانة إقليمياً وعالمياً، مبينين أن العالم يشيد بالدور المحوري، الذي لعبته البلاد بزعامة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد – طيب الله ثراه – وأكمل المسيرة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد. وشدد الدبلوماسيون على أن رأب الصدع الخليجي واعادة اللحمة والوفاق ولم الشمل، كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا تحمل الكويت مشقة وعناء لعب دور الوسيط، الذي تمكنت من القيام به بنجاح فائق بفضل رصيدها الدبلوماسي وثرائها التفاوضي، الذي تكون على مدار العقود الماضية، والقائم في الأساس على التزام الحياد الإيجابي والبعد عن المحاور والأحلاف وامتلاك مهارة طرح المبادرات. نجاحٌ باهر ورأى السياسيون أن الكويت بهذا النجاح الباهر باتت مرجعا لحل خلافات البيت الخليجي، بل وباتت وسيطا عالميا يمكن الاعتماد عليه لحل أي خلاف، سواء بين العرب وبعضهم البعض أو بين غيرهم من الدول، وهو دور سبق أن لعبته الكويت خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الخليج آن له أن يتنفس بارتياح، وأن ينظر بعمق للمشاكل التي تحيط به بعد انجلاء غمة الخلاف، وأن يتعامل مع التحديات برؤية موحدة، سواء ما يتعلق منها بجائحة كوفيد 19 أو التحديات السياسية وأبرزها ملف الحوار مع الجارة إيران. ولفتوا إلى أن التكتل الخليجي أصبح ضرورة ملحة خلال هذه المرحلة الحرجة أكثر من أي وقت، فالعالم يشهد تحولات جذرية مما يضاعف المخاطر، مبينين أن دول مجلس التعاون الخليجي يجمعها تاريخ واحد ومصير مشترك، ومن ثم يصبح الشقاق وبالاً حتى على الأجيال القادمة، منوهين الى أن نجاح الكويت في الوساطة يكرس لكونها أرض الصداقة والسلام والوفاق، لافتين إلى ان توحيد الصف الخليجي قارب نجاة. بشارة: إنجاز كبير للدبلوماسية الكويتية اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الأسبق السفير عبد الله بشارة أن المصالحة التي تحققت في قمة العلا إنجاز كبير جدا للدبلوماسية الكويتية ولجهود سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ومن قبله الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه. وأضاف بشارة ان قمة العلا وما شهدته من اجتماع قادة المنطقة أعادت اللحمة مجددا بعدما ضرب الخلاف عظام مجلس التعاون، واصفا ما حدث في قمة العلا بالقفزة الكبيرة التي لم يكن يتوقع حجمها. وأكد البشارة أن فصل الخلاف لم يكن يحتمل الاستمرار أكثر من ذلك، وكان من المهم إغلاقه ملف التعثرات تماما وفتح المجال للانطلاق بحيوية لتعويض ما ضاع خلال السنوات الماضية لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة. ولفت إلى أن الخطوات التالية بعد هذا الإنجاز أشار إليها بيان القمة الختامي، وهي تتضمن على المستوى الاقتصادي ضرورة البدء في إنشاء السوق الخليجي المشترك وسياسيا دراسة الانتقال إلى مرحلة الاتحاد الخليجي، ومن الضروري المضي قدما لتحقيق تلك الخطوات. الشايجي: الكويت بارعة في سياسة النفس الطويل قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبد الله الشايجي إن الدبلوماسية الكويتية أثبتت جدارتها في سياسة النفس الطويل والحياد التام، ما جعلها تحظى بقبول الأطراف المختلفة، مشيرا إلى أن مزايا تلك الدبلوماسية إلى جانب حيادها ومهنيتها قدرتها على تقديم المبادرات والعمل في سرية لإنجاحها. وأضاف الشايجي أن الكويت بنت سجلها الناجح والمشرف والحافل بالوساطات منذ الستينيات واستطاعت خلال تلك العقود لعب دور الوسيط بنجاح، ولذلك فإن نجاحها في حل الخلاف الخليجي لم يأت من فراغ، وإنما يستند إلى سجل حافل من دبلوماسية الوساطة، وهو ما ترجمته ردود الفعل العربية والعالمية الداعمة والمؤيدة لما قامت وتقوم به الكويت، وهو ما يؤهلها لتكون محط الأنظار في أي أزمة سياسية في المستقبل، سواء في دول عربية أو غير عربية. وقد سبق لها بالفعل أن توسطت في الستينيات بين دول غير عربية، ومن ذلك أزمة كشمير بين الهند وباكستان، وكذلك بين تركيا وبلغاريا حول الأقلية المسلمة، فضلا عن وساطتها في الأزمة اللبنانية. وأشار الشايجي إلى أن أي خطوة جادة على مستوى الخليج ستتبناها الكويت كمراقب وضامن، وإذا حدث أي خلاف -وهذا ما لا نريده – ستكون الكويت هي الدولة المرشحة للعب دور الوسيط. وقد شاهد الجميع الإشادة بدورها من كل الأطراف، إذ سمعنا ما جاء على لسان رئيس القمة أمس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أشاد بدور الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وأُطلق على القمة قمة «قابوس وصباح»، تكريما لهما. وكذلك إشادة الإدارة الأميركية بالدور الكويتي، ما يعني أن الكويت ستلعب مع أميركا دور الضامن لعودة الأوضاع لما كانت عليه قبل 5 يونيو 2017، وأن تكون الطرف المؤهل والرئيس في حل أي نزاع بشأن الأزمة الأخيرة بعدما تحدت كل الصعوبات والتعقيدات ونجحت في حل أكبر أزمة في عمر مجلس التعاون. النجار: 4 مرتكزات لنجاح الوساطة تمتلكها الكويت قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.غانم النجار إن نجاح الكويت في مهمتها الخليجية كان متوقعا، بالنظر إلى تاريخها الطويل في الوساطة والتزامها الدائم بالحياد، مشيراً إلى أن نجاح الوسيط دائماً يتطلب امتلاك الوسيط 4 مرتكزات، وجميعها متوافرة لدى الكويت، أولها الاستعداد، وثانيها المصلحة بالنظر إلى أن الكويت من مصلحتها استقرار المنطقة والعالم، وثالثها الخبرة وهي تراكمية مخزنة في سلوك المفاوض الكويتي، ورابعها القدرة سواء المادية أو المعنوية. وأشار إلى أن توافر الأدوات يتضح أكثر في وساطات الكويت خارج منطقة الخليج، والتي قد تحتاج لنجاحها أحيانا تأمين دعم مالي معين، وهو ما تستطيع الكويت توفيره لتحريك عجلة التقارب بين الأطراف، لافتا إلى أنه بالعودة لأزمة الخليج الأخيرة فإنه من المهم إدراك أمر أساسي وهو أن استقرار المنطقة بالأساس مصلحة كويتية، ولذلك سعت حتى اللحظات الأخيرة لنجاح مهمتها، بل وحرصت طوال السنوات السابقة على الأزمة نفسها على عدم الدخول في سياسة المحاور أو الأحلاف، حتى يمكنها أن تتدخل حال استدعت الحاجة لذلك. مقومات الخبرة ولفت إلى أنه وفق معلوماته فإن هناك مطالبات كثيرة قدمت للكويت من دول لديها إشكاليات داخلية أو مع دول جوار، كي تلعب الكويت دور الوسيط بعدما باتت دبلوماسيتها ووساطتها مقبولة ربما على مستوى أكبر من الإقليم الذي نعيش فيه. وأوضح النجار أن توافر الخبرة والأدوات كما سبق الإشارة عاملان مهمان للنجاح، ولذلك رأينا كيف تعرضت الكويت في بداية الأزمة الخليجية نفسها للهجوم والتشكيك، ولكن في النهاية حدثت المصالحة بفضل سياسة النفس الطويل للوسيط الكويتي النزيه، ونحن بحاجة إلى رفد هذه القدرة وتطويرها عبر إنشاء معهد أو مركز غير حكومي لحل النزاعات ودعم العمل الإنساني لمساندة التحركات الدبلوماسية الهادئة من خلال استضافة أطراف النزاع في الدول المعنية والتقريب بينها من دون إعلان على غرار ما يحدث في العاصمة النرويجية أوسلو وهو مشروع يعمل عليه حاليا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق