خارجية

فلسطين تشتعل من البحر إلى النهر

اشتعلت في «يوم العبور» من «مسيرة العودة الكبرى» جميع خطوط التماس على طول الخط الفاصل بين الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والمحتلة عام 1948 من البحر الى النهر.
فقد خرج عشرات الآلاف من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وحتى مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، احتجاجاً على نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، واحياءً للذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، حيث وقعت اعنف المواجهات بين قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي وعشرات آلاف الفلسطينيين، حيث سقط 53 شهيداً بينهم طفلان، واصيب 2400 برصاص جيش الاحتلال والقنابل الحارقة التي القتها الطائرات الاسرائيلية المسيرة باتجاه المتظاهرين قرب السياج الامني شرق قطاع غزة.
ومن جهتهم اشعل المتظاهرون مئات اطارات الكاوتشوك التي شكلت ستاراً كثيفاً من الدخان الذي اتاح للعشرات منهم بلوغ السياج الفاصل. وفتح ثغرات به في عدة مواقع، كما نجحت طائرات ورقية من اشعال حرائق هائلة في مستوطنات غلاف غزة، لا سيما كيبوتس «ميفلاسيم» و«كفار عزّة» و«ناحال عوز».
وهاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الباكر مخيمات العودة المنتشرة على طول السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، وقامت بإحراق خيام مخيمات العودة شرقي جباليا شمالي قطاع غزة، وشرقي خان يونس جنوبي القطاع مع إطلاق النار وقنابل الغاز صوب المخيمين.
وذكر الشهود ان طائرات إسرائيلية «مُسيّرة» القت شُعلاً نارية تجاه خيام المتظاهرين شرقي مدينة غزة، وبلدة عبسان الجديدة (جنوب)، وشرقي بلدة جباليا (شمال). وألقت الطائرات كذلك شعلاً نارية على كميات من إطارات السيارات المطاطية، كان المتظاهرون قد جمعوها، جنوبي القطاع، ما أدى إلى اشتعالها. كما توغلت جرافات إسرائيلية في عدة مواقع حدودية، وقامت بأعمال تجريف وإزالة لسواتر ترابية، وقامت بتركيب أسلاك شائكة في عدة مواقع.

إطلاق النار مباشرة
وتلقّى الجيش الإسرائيلي تعليمات صريحة بإطلاق النار على أي فلسطيني يحاول اختراق السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، حسب صحيفة هآرتس الاسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي ضاعف عدد وحداته المقاتلة حول قطاع غزة وبالضفة الغربية المحتلة، تحسباً للتظاهرات.
وكانت الحكومة الإسرائيلية حذرت المشاركين في المسيرات من الاقتراب من السياج الحدودي، واعتبرتها جزءاً من «حالة حرب ولا ينطبق عليها قانون حقوق الإنسان».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، تعقيبًا على فعاليات «مسيرة العودة»: «نحن مستعدون لمواجهة محاولات حماس تخريب احتفالات نقل السفارة الاميركية الى القدس»
وقال ليبرمان: «اقترح على سكان غزة ألا يستمعوا الى يحيى السنوار (قائد حماس في غزة) الذي يتنعم مع أطفاله بالحياة بينما يرسل أبناءكم للتضحية بهم ومن دون أي أمل» على حد زعمه.

القدس ثكنة عسكرية
وفي القدس المحتلة، شارك المئات من المقدسيين وفلسطينيي الخط الاخضر بوقفة احتجاجية قرب مقر السفارة الجديد في القدس، وسط اجراءات عسكرية مشددة، حولت المدينة الى ثكنة عسكرية، حيث انتشر المئات من عناصر الوحدات الخاصة والمحمولة والخيالة في مدينة القدس المحتلة، تزامناً مع احتفالات الاحتلال بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وشملت اجراءات الاحتلال إغلاق محيط القدس القديمة، وصولاً الى محيط موقع السفارة الجديد في حي «ارنونا».
وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بتعزيزات عسكرية وشرطية إضافية الى وسط مدينة القدس المحتلة، خاصة في المناطق المتاخمة لسور القدس التاريخي، وإطلاق منطاد راداري استخباري وعدد من المروحيات في سماء المدينة.

مسيرات في الضفة
وفي الضفة الغربية انطلقت، من ميدان الرئيس ياسر عرفات وسط مدينة رام الله مسيرة جماهيرية حاشدة باتجاه حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، لمناسبة الذكرى الـ70 للنكبة، وللتنديد بقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وكانت القوى الوطنية، دعت الجماهير للمشاركة في الزحف نحو نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعا مجلس الوزراء إلى تعليق الدوام الحكومي من الساعة الـ11 وحتى الساعة الـ1 ظهرا، لإفساح المجال أمام الموظفين الحكوميين للمشاركة للتعبير عن رفضهم لنقل السفارة الاميركية، ونصرة لمدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
وفي مدينة بيت لحم، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، والإغماء، إثر اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلي على مسيرة العودة.
كما أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال للمسيرة التي انطلقت من منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل.
وقد اندلعت مواجهات مركز مدينة الخليل التجاري بمنطقة باب الزاوية، حيث أطلقت خلالها قوات الاحتلال، التي اعتلت أسطح عدد من المنازل في المنطقة، القنابل المسيلة للدموع، واقتحمت الأسواق، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وجرى علاجهم ميدانيا.
كما اندلعت مواجهات مماثلة مع قوات الاحتلال على مداخل مدن طولكرم وقلقيلية وجنين وسلفيت واريحا، حيث اصيب العشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات.

الحكومة الفلسطينية: مذبحة رهيبة
تركيا: اللعنة على إسرائيل وجيشها

أعرب الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس امس عن «قلقه العميق» إزاء الوضع في غزة، بينما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الى «أقصى درجات ضبط النفس».
ودعت فرنسا «جميع الافرقاء» الى تجنب «تصعيد جديد» في الشرق الاوسط.
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ على تويتر «الادارة الاميركية مسؤولة مثلها مثل الحكومة الاسرائيلية عن هذه المجزرة».
وندد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو من جانبه بـ«مجزرة» وبـ«ارهاب دولة» في تعليقه على حصيلة الشهداء المرتفعة للفلسطينيين في قطاع غزة.
واضاف «اللعنة على اسرائيل وقواتها الامنية».
واتهمت الحكومة الفلسطينية اسرائيل بارتكاب «مذبحة رهيبة» في قطاع غزة.
وطالب المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود «بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا البطل» في قطاع غزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق