اقتصاد

2 مليار مستخدم لـ«فيسبوك».. وسعر الإعلان يرتفع 64%

هل جربت أن تنشر إعلانا على «فيسبوك» قبل ذلك؟.. سواء أكنت مدير شركة أو رئيس قسم التسويق بها، أو حتى شخصا يرغب في نشر أفكاره وإبداعاته؟
فور دخولك للإعلان عن منتج ما على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر ستظهر لك مجموعة من المحددات فيمن ترغب أن يصل إعلانك إليهم.
السن، الجنس، منطقة الإقامة، الاهتمامات، كل هذه عناصر يسمح فيسبوك لك بتحديدها لكي يكون الإعلان مستهدفا للفئة الصحيحة، ودون أن تصل الدعاية «لمن لا يهمه الأمر».
ورغم سهولة الإعلان في موقع التواصل الاجتماعي الشهير وفاعليته أيضا في تحديد الجمهور المستهدف، إلا أن الأمر لم يعد جذابا كما كان قبل ذلك، بسبب العديد من العوامل التي استجدت مؤخرا بعد قصص نجاح لافتة لاستخدام «فيسبوك» كمنصة دعاية.

ملايين الدولارات من صفحة فيسبوك!
وتضرب مجلة فوربس الاقتصادية مثلا بطالبين جامعيين قررا ترك الدراسة قبل 5 سنوات ليؤسسا صفحة على فيسبوك لتبيع ساعات ونظارات تحت اسم MVMT.
ورغم من بدايتهما برأسمال متواضع للغاية، ومن أن السلع التي يبيعونها ليست غالية الثمن، إلا أنهم تمكنا من إيصال حجم أعمالهما إلى 80 مليون دولار.
وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى لأعمال تمكنت من تحقيق قفزات كبيرة للغاية بفضل أسلوب الإعلان على فيسبوك وانستغرام، حتى وصلت رؤوس أعمال الكثير من تلك الأعمال إلى عشرات وربما مئات ملايين الدولارات.
وبلغ الأمر إلى حد ظهور شركات متخصصة في وضع قواعد تُمكن المعلنين على فيسبوك من الوصول إلى جمهورهم المستهدف، وأبرزها في الولايات المتحدة شركة «تيوب تيربو».
ويقول المدير التنفيذي للشركة انه مع زيادة التكلفة في الإعلان على مختلف منصات التواصل الاجتماعي فإن الحاجة إلى جعلها أكثر كفاءة ازدادت بشدة.
وتشير «فوربس» إلى أن تكلفة الإعلان ارتفعت في المتوسط بنسبة %67 على موقع انستغرام، وبنسبة %64 على موقع فيسبوك.
ورغم عدم وصول الإعلان على الموقع إلى النقطة التي تجعله غير فعال، إلا أن استمراره في الارتفاع باستمرار من شأنه أن يصل به إلى نقطة تجعله غير فعال للكثير من الأعمال الصغيرة على الأقل.

ارتفاع الأسعار.. لماذا؟!
فما الذي جعل تكلفة الإعلان على فيسبوك وانستغرام تتزايد بهذا الشكل المخيف، بنسبة تقترب من الثلثين في عام واحد؟
هناك سببان رئيسيان، الأول هو حقيقة أن الزيادة الكبيرة في الطلب على الإعلان على الموقع في فترة محدودة بسبب النتائج اللافتة التي حققتها بعض الشركات الصغيرة أدى لزيادة للطلب لا يتبعها زيادة في العرض لمحدودية مساحة الإعلان في الموقع على أي حال.
السبب الثاني هو دخول الشركات العملاقة أيضا في المنافسة على المساحات الإعلانية، وميزانية الدعاية في تلك الشركات تتخطى حجم أعمال بعض الشركات الصغيرة بمراحل، وبالتالي فإن المنافسة لن تكون في مصلحة الأخيرة بحال.
وتشير صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أن الكثير من الشركات الكبيرة أصبحت تضخ فائض ميزانيتها الدعائية بالكامل في «فيسبوك»، بما سبب زيادة كبيرة للغاية في الطلب على الإعلان.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع اللافت في الأسعار، فإن إدارة موقع فيسبوك تحديداً قررت أن تتخذ منحا جديدا من شأنه أن يزيد الطين بلة للمعلنين.
فالموقع أعلن في بيان له منذ أيام عن تغييرات جذرية من شأنها أن تجعل كمية الأخبار والإعلانات التي تظهر للمستخدم أقل في مقابل ظهور أكبر للمحتوى الاجتماعي (من أصدقائه على الموقع).
ومن شأن تلك التغييرات أن تزيد مما يعانيه المعلنون على «فيسبوك» من ارتفاع في الأسعار بالفعل، ولربما حتى لصرف بعض الشركات الصغيرة عن الإعلان عليه.
وتتوقع إيمي فيلدمان، الخبيرة الاقتصادية، كما نقلت عنها «الايكونوميست»، أنه مع السياسة الجديدة المتبعة من قبل الموقع، واستمرار تزايد المنافسة على المساحات الدعائية على الموقع، فإن تكلفة الإعلان الواحد قد تتضاعف خلال أقل من عام.
كما أن تحول الكثير من الشركات من فكرة البيع المباشر إلى فكرة الـ branding أو التعريف بالمنتج فحسب أدى إلى زيادة حجم الإعلانات التي تستهدف جمهوراً عاماً وكأنه تتم إذاعتها في التلفزيون أو طبعها في جريدة ورقية.

«فيسبوك».. الفقراء يمتنعون!
ويقول مالكا MVMT لمجلة «فوربس» إنه لم يعد هناك فرصة للكثيرين لكي يتمتعوا بما تمتعا به من انطلاقة كبيرة بسبب الإعلان على «فيسبوك»، مشيرين إلى أن التغييرات الأخيرة دفعتهما إلى التفكير جدياً في الإعلان عبر التلفزيون بعد أن كان «فيسبوك» يحتكر إعلاناتهما.
«عندما بدأنا العمل كان يمكننا عمل إعلان بدولار واحد، صحيح أنه كان لعدد قليل للغاية من الناس إلا أنه كان متاحاً، أما الآن فأرخص إعلان يبدأ من 10 دولارات» يضيف مالكا شركة الساعات.
وتختلف السياسة السعرية لـ «فيسبوك» اختلافاً كبيراً بين البلدان وبعضها البعض، بل إنها تختلف داخل الولايات المتحدة نفسها وفقاً للموقع الجغرافي والجمهور المستهدف، بل ووفقاً للمنتج الذي يتم الترويج له.
وعلى الرغم من تلك التغييرات الكبيرة فإن صحيفة فايننشيال تايمز ترى في تقرير أعدته أن هناك مزايا يوفرها «فيسبوك» لا تظهر في الإعلان التقليدي، ومنها متابعة المعلن لتأثير إعلانه، وعدد من استجابوا له سواء بعمل إعجاب للصفحة بسبب الإعلان.
كما أن الإعلان هنا يتمتع بـ «شفافية» أكبر، فبدلاً من أرقام توزيع الصحف التي تشهد تضليلاً في كثير من الأحيان، بسبب غياب أرقام موثوقة ومحايدة في هذا المجال، كما هو الحال لمعدلات المشاهدة في التلفزيون، فـ «الفيسبوك» يوفر لك أرقاما دقيقة يسهل التحقق منها عن عدد من وصل الإعلان إليهم، غير أن سلبيات السعر قد تضرب «فيسبوك» في مقتل.
«من أجل الناس قمت بعمل هذا الموقع ولذا علي أن أحافظ عليه اجتماعياً وللجميع».. هذا ما كتبه مارك زوكربيرغ مؤسس «فيسبوك» في بيانه منذ أيام.
غير أن سياسة موقعه تبدو مختلفة، على الأقل في مجال الإعلان، فهي تحابي الشركات الكبيرة على حساب الصغيرة، ليبدو أن «فيسبوك» سيرفع قريباً شعار لـ «القادرين فقط».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق