خارجية

ولاية بايدن وقنابل ترامب الموقوتة

وضع غير مسبوق في التاريخ الأميركي مع تركة مربكة من التحديات يتركها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لخلفه جو بايدن، لدرجة دفعت البعض إلى الذهاب لتفسيرها على أنها نهج متعمد بغرض إفشال المهمة.

إحراج الإدارة القادمة وتقويضها، تفسير يعززه إصرار ترامب على تنفيذ رؤيته حيال العديد من الملفات الشائكة في الأيام المتبقية من ولايته.

وفي هذا الإطار، رأت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب يقدم على فعل ذلك لوضع العراقيل أمام بايدن كخطوة أولى في سبيل استعداده لخوض سباق الانتخابات الأميركية والعودة إلى البيت الأبيض مجددا.

وسردت الصحيفة عددا من الأزمات التي سيواجهها بايدن، فور أدائه اليمين رئيسا للولايات المتحدة في العشرين من يناير المقبل، بداية من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت عددا من المؤسسات الأميركية مؤخرا مرورا بجائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية، وقضية العنصرية القائمة على العرق، واتفاقية باريس للمناخ، وصولا إلى العلاقات مع إيران.

وتقول الصحيفة إن ترامب سعى للتقليل من عمليات الاختراق الإلكتروني التي أشار العديد من الخبراء بأصابع الاتهام في المسؤولية عنها إلى روسيا، وأيد هذا الطرح وزير العدل الأميركي نفسه. ويرى مراقبون أن عملية انتقال السلطة المؤجلة والتي يسودها الاضطراب يمكن أن تعقد قدرة إدارة بايدن على التعامل مع هذا التحدي.

ومن حديثه عن تزوير الانتخابات إلى تطهير الإدارة من المسؤولين الذين يراهم غير مخلصين له، يواصل ترامب في أسابيعه الأخيرة في سدة الحكم سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى توطيد إرثه وتقييد رئاسة بايدن، بدءا من سحب القوات الأميركية من ساحات الحروب، ومحاولة استفزاز إيران للإقدام على رد تصعب معه بل وتستحيل إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي أو إبرام اتفاق جديد.

كما يعد تطبيع علاقات العديد من دول العالم مع إسرائيل أحد الملفات التي قد تتباين بشأنها رؤى الإدارتين المغادرة والقادمة. فتحدثت تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية عن أن نائب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته مايك بنس بصدد الإعلان عن التوصل لاتفاقيات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولتين عربيتين قبل نهاية ولاية ترامب.

في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن اتصالات ديبلوماسية بين مسؤولين إسرائيليين مع دول مجاورة لليبيا لإقناعها باللحاق بركب اتفاقات السلام، وعلى رأسها النيجر وموريتانيا ومالي، فضلا عن إندونيسيا وجيبوتي وموريتانيا وجزر القمر وسلطنة بروناي وبنغلاديش وجمهورية المالديف.

وهنا نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلا استندت فيه لآراء من سمتهم بمسؤولين مطلعين، تحدثت فيه عما وصفته بـ«الحوافز» التي وعدت بها إدارة ترامب، الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرة إلى احتمال أن ترفضها إدارة بايدن أو الكونغرس، «وهو ما سيعرض سلسلة اتفاقيات السلام للخطر».

ويقول روبرت مالي، المدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية، المقرب من أنتوني بلينكين، الذي اختاره بايدن لمنصب وزير الخارجية، إنه من المؤكد أن التخفيف الرسمي للتوترات بين إسرائيل وجيرانها الإقليميين هو نجاح، سعى الرؤساء الجمهوريون والديموقراطيون السابقون على حد سواء إلى تحقيقه.

في سياق متصل، اعتبرت صحيفة غارديان البريطانية، أن صفقات ترامب «الملتوية» لن توفر أي سلام في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة في تقرير لها إن «صفقات السلام في الغالب لن تحقق أي قدر منه».

وأضافت الصحيفة أن ترامب منخرط في صفقات تجارية بالنسبة للسياسة الخارجية ويعمل نيابة عن إسرائيل لدرجة أنه «سخر» من الحقوق التاريخية للفلسطينيين.

ويرى مراقبون أن القرارات الصادمة التي اتخذها ترامب حيال العديد من القضايا، كالهجرة وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وغيرها، وما ترتب على ذلك ستستنفد وقتا وجهدا من إدارة بايدن حتى تحاول، من وجهة نظرها، تصحيح الأوضاع، ومن ثم ربما تواجه إرباكا قد يقلص من شعبيته ويضعف موقفه، ليمهد الرئيس المنتهية ولايته بذلك الساحة مبكرا جدا استعدادا لخوض انتخابات الرئاسة في عام 2024.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق