محليات

وفاة طالب الابتدائي: المعلمة «عنفته» ولم تضربه

كانت وزارة التربية على موعد، أمس، مع حادث هو الأول من نوعه داخل أسوار المدارس منذ تولي الوزير د.حامد العازمي الحقيبة الوزارية، حيث شهدت مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية بنين في الروضة حالة استنفار، إثر وفاة طالب مريض بالقلب في منزل أسرته أول من أمس، وأشارت أصابع الاتهام إلى معلمة تردد أنها «اعتدت عليه داخل الصف الدراسي، واتضح لاحقاً أنها عنفته فقط».
وفي التفاصيل التي شغلت الشارع الكويتي ومواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت الإدارة المدرسية لقياديي «التربية»، أمس، حقيقة ما حدث، مبينة أن الطالب عيسى البلوشي، الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي، حالته الصحية معتلة، ويُصنف ضمن «الحالات الخاصة» التي تحتاج إلى عناية، حيث أجرى من قبل 3 عمليات في القلب، إضافة إلى تركيب بطارية.
وتابعت الإدارة المدرسية: يوم الأحد الماضي حدث شد وجذب بين الطالب ومعلمته في الصف، وخرج منه إلى مكتب الاختصاصية الاجتماعية التي استقبلته بصدر رحب، وتعاملت مع الموقف وفق القواعد التربوية، ثم انصرف التلميذ مرة أخرى إلى الصف واستكمل اليوم الدراسي، ليغادر في نهايته إلى منزل أسرته كالمعتاد.
وذكرت الإدارة المدرسية أنها فوجئت في اليوم الثاني من هذه الواقعة (أي يوم الاثنين الماضي)، بوالدة التلميذ (الذي لم يحضر) تأتي إلى المدرسة غاضبة، وتتهم المعلمة بأنها اعتدت بالضرب على ابنها، وهنا حاولت مسؤولات المدرسة توضيح ما حدث، مؤكدات أن المعلمة لم تعتد عليه، والأمر كان بسيطاً وعالجته الاختصاصية الاجتماعية، بيد أن الأم لم تقتنع بهذا الكلام، وغادرت المدرسة متوجهة إلى منطقة العاصمة التعليمية، وتقدمت بشكوى رسمية إليها، وأثناء تواجد الأم في المنطقة جاءها نبأ وفاة ابنها في المنزل.

لجنة تحقيق
القبس تواجدت أمس في مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية، ورافقت وزير التربية وزير التعليم العالي د.حامد العازمي والقياديين الذين استنفروا لتبيان الأمور، ومعرفة ملابسات الوفاة.
وأعلن العازمي لـ القبس عن تشكيل لجنة تحقيق تضم ممثلين عن ثلاث جهات هي: وزارة الصحة وإدارة الفتوى والتشريع بجانب «التربية» للوقوف على الحقيقة بكل حيادية.
وأضاف: «قمت بزيارة المدرسة واستمعت الى مديرتها والمديرة المساعدة واطلعنا على تفاصيل الحدث، وطلبت من وكيل الوزارة والوكيل المساعد للتعليم العام إجراء تحقيق شامل في الموضوع واتخاذ الاجراءات القانونية كاملة».
وتابع «نسعى إلى الوصول إلى حقيقة ما جرى وجميع تفاصيل ما حدث يوم الأحد الماضي واعداد تقرير كامل في هذا الشأن»، مؤكداً أن الوزارة مستمرة في اتخاذ كل الاجراءات القانونية. وزاد بالقول: مديرة المدرسة أبلغتنا بالتفاصيل كاملة، لكن يجب أن يتخذ القطاع القانوني في الوزارة الاجراءات الكاملة في هذا الوضع حتى نضمن سلامة الطلبة، ونطمئن أولياء الامور بأن سلامة الطلبة أولوية.

لا اعتداء
وخلال اللقاء أكدت مديرة المدرسة زهاء السهو والمديرات المساعدات والباحثات الاجتماعيات أثناء حديثهن مع قياديي «التربية» في وجود القبس عدم وجود أي اعتداء بدني من قبل معلمة الرياضيات (ن.م) تجاه التمليذ المتوفى يوم الأحد الماضي، موضحات أن التلميذ قد أكمل يومه الدراسي من دون أي شكوى ولم تظهر عليه أي علامات للإرهاق أو التعب.

المعلمة تروي
من جانبها، نفت معلمة الرياضيات (ن.م) تهمة الاعتداء على الطالب المتوفى قائلة: دخلتُ حصتي الرابعة، وكان الصف غير مرتب ومزعجاً جداً، ومرّت ربع ساعة من الحصة بلا جدوى. وأضافت «الطالب عيسى ما يسكت وقد نبهته ثلاث مرات، حتى انه رمى الكتاب والقلم عليّ، وعندما طلبت منه الخروج عند السبورة لم يوافق وهرب من الحصة وذهب إلى مكتب الوكيلة يبكي». وتابعت «عندما ذهبت مع الوكيلة الى الاختصاصية وجدته بحالة جيدة يأكل ويلعب، كما أنه أكمل يومه الدراسي بشكل طبيعي من دون أي مشاكل وذلك بشهادة معلمتَي الحصتين الخامسة والسادسة».
وذكرت أنه في اليوم الثاني حضرت الأم إلى المدرسة وتطاولت عليها أمام المعلمات وهددتها بتقديم شكوى في المنطقة التعليمية والمخفر.
واضافت المعلمة «لم أضرب الطالب عيسى، ولم أتطاول على والدته، ولم أكن أعلم بحالته الصحية الحرجة، ومع ذلك لم أؤذه».

طلب اعتذار
وبيّنت «عندما علمت بحالته الصحية الخاصة جداً طلبت من الوكيلة أن تجعلني أعتذر لوالدته قبل حادث الوفاة، رغم أنني لم أضره في شيء ولكن مراعاة لحالته الإنسانية، ثم فوجئت بوفاته قبل أن أقدم على هذه الخطوة». وأشارت إلى أن المخفر قام باستدعائها للتحقيق، أمس، وأفرجوا عنها بعدما تبين أن الوفاة طبيعية ولا يوجد شيء ضدها، مبينة في الوقت ذاته أن الوزارة أوقفتها عن العمل لحين البت في الواقعة، وقد منع بعض أولياء الأمور أبناءهم من الذهاب إلى مدرسة خوفا عليهم.

الأهالي اعتصموا: طفح الكيل بنا.. وأوضاع المدرسة متردية

تجمع عدد من أولياء الأمور امس، والتقوا وكيل التربية د. هيثم الأثري لأكثر من ساعة، وقدّموا شكوى ضد إدارة المدرسة واتهموها بالإهمال. وقالوا: طفح الكيل بنا، ونطالب المسؤولين باتخاذ قرار رادع لضبط الأوضاع، فبعض معلمات المدرسة يتعاملن بصورة غير تربوية مع أبنائنا.
وأضافوا «يلقى أولادنا الضرب والاهانة وعدم المبالاة من المعلمات»، مشيرين إلى أنهم يذهبون مراراً وتكراراً إلى المدرسة، ويراجعون مكتب الاخصائية الاجتماعية والوكيلة لإبلاغهما بما يحصل للطلبة من معاملة سيئة، لكنَّ أحداً لا يحرك ساكناً.
وطالبوا المسؤولين بمعرفة ما يحدث في المدرسة مع نقص المعلمات في بعض المواد مثل مادة العلوم، فالمدرسة بأكملها توجد بها معلمة أو معلمتان فقط، ويؤدي هذا النقص إلى كثرة حصص الاحتياطي وبالتالي الضغط على المعلمات. وتابعوا: «لا توجد رقابة على الطلاب أثناء الفرص وفي الساحة، فلا حسيب ولا رقيب على أبنائنا، ولا تقوم معلمات المدرسة بضبط الطلاب في الفصل، فهم يتشاجرون أمامهن من دون تحرك».
وبيّنوا «هناك أمور كثيرة تحدث في المدرسة، فالعنف الطلابي موجود ويحدث داخل الفصول وبالفرص وأمام أعين المعلمات منذ بداية العام الدراسي وما زال مستمراً وفي ازدياد يوما بعد يوم».
واستدركوا: «اولادنا أمانة، ونحن لا نأمن عليهم»، متسائلين: إلى متى تلتزم وزارة التربية الصمت؟

والد الطالب: أنتظر نتيجة التحقيق للمطالبة بحق ابني

أكد والد الطالب المتوفى ثامر البلوشي أنه في انتظار نتيجة التحقيق، سواء من قبل رجال المباحث أو وزارة التربية، ومن ثم المطالبة بحق ابنه، مشددا على ضرورة أن يكون هناك اهتمام من المدرسة تجاه الطلبة فهم امانة لدى الادارة المدرسية ومن المفترض المحافظة عليها. وأوضح ان ابنه كان يدرس بالصف الرابع الابتدائي ولا توجد أي خلافات سابقة مع المعلمة، معرباً عن رفضه مثل هذا التعامل مع الطلبة من قبل الادارة المدرسية، مشيرا الى أن واقعة ضرب ابني من قبل المعلمة كانت يوم الأحد والوفاة كانت أول من أمس (الاثنين).

الدلال: إجراءات لمنع تكرار ما حدث

أكد النائب محمد الدلال أن وفاة الطالب عيسى البلوشي مسّت قلوب مناطق الكويت وليست الروضة فقط، قائلاً: «فجعنا بخبر وفاة أحد أبنائنا الطلبة في مدرسة عمرو بن العاص، نتيجة لمشاكل قلبية، وارتباط حالة الوفاة بخلافه مع معلمة داخل الفصل الدراسي».
وقال الدلال في تصريح للصحافيين أثناء وجوده في المدرسة أمس: «حضرنا في الصباح الباكر، وتواصلنا مع وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي، ونخشى تكرار هذه الحوادث المؤسفة. لذا، نطالب بإجراءات حازمة».
وشدد على ضرورة وضع خطة لتأهيل الطلبة نفسياً واجتماعياً، لا سيما أن الحدث كبير، وأثر على نفسيتهم.

«تعليمية العاصمة»: الأم أُبلغت بالوفاة أثناء تقديمها شكوى

قالت مديرة منطفة العاصمة التعليمية بالإنابة، ليلى الشريف، إن الطالب من الحالات الخاصة، وتوفي في منزله، وليس في المدرسة، موضحة أن والدته حضرت إلى المنطقة التعليمية صباح الإثنين، وقدمت شكوى، ووصلها خبر بوفاة ابنها في البيت لحظة وجودها في المنطقة.وأشارت إلى أن إجراءات التحقيق مستمرة، والمعلمة تم إيقافها عن العمل إلى حين الانتهاء من التحقيق، مقدمة أحرّ تعازيها لأسرة الطالب، داعية الله أن يسكنه فسيح جناته.

تطبيق القانون

أكدت وزارة التربية حرصها الشديد على رعاية ابنائها الطلبة في المدارس بكل المراحل التعليمية واتخاذ جميع الإجراءات التي تحفظ سلامتهم وأمنهم. وشددت الوزارة على أنها ستتعامل بحزم وفق القانون ضد أي واقعة أو حالة خروج عن اللوائح والنظم المدرسية، ولن يكون هناك أي تهاون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق