محليات

58 ملم من المطر كشفت هشاشة البنية التحتية وتخبُّط الجهات المعنية #الكويت_تغرق

رغم تحذيرات الأرصاد الجوية، والتنبؤ المسبق بهطول أمطار غزيرة، فإن الجهات المعنية لم تتخذ الاحتياطات المطلوبة والكفيلة بتجنب كارثة، حيث تحولت كثير من مناطق البلاد إلى ما يشبه الأنهار حتى فجر أمس، وأغرقت 58 ملم من المطر الطرق السريعة، وأوقفت حركة السير إلى ما بعد الظهر، كما تراكمت المياه في سراديب بعض المنازل والمدارس، وطالت حتى دور العبادة، من كنائس ومساجد.

خفف من وقع «الغرق» التحرك السريع للحكومة، حيث قرر مجلس الوزراء اعتبار امس عطلة رسمية في المدارس والجامعات والجهات الحكومية كافة، إضافة إلى القرارات الجريئة، التي صدرت بناء على تعليمات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابرالمبارك، تمثلت في إقالة عدد من القياديين في الأشغال والطرق، وإيقاف آخرين عن العمل.

أين الخلل؟
ومع هطول موجة المطر الثالثة امس، اتضح الخلل في نقاط تصريف المياه، لاسيما على الطرق السريعة، وبانت هشاشة البنية التحتية رغم التكلفة الطائلة لمشاريع الطرق التي تجاوزت 1.6 مليار دينار في السنوات الأربع الماضية فقط، فيما تبلغ تكلفة المشاريع الجارية حالياً 2.7 مليار دينار، أما ميزانية هيئة الطرق فتصل إلى 458 مليون دينار للسنة الحالية، وهو ما يثير التساؤلات: أين تذهب هذه الموازنات إذا كانت البنية التحتية للشوارع والطرقات بهذه الهشاشة؟
اللافت في «ثلاثاء الغرق» استمرار التضارب في الاختصاصات، وإلقاء كل جهة معنية باللائمة على الأخرى، لكن المحاسبة بدأت في أول سابقة لإقالة مسؤولين في «الأشغال» وهيئة الطرق الوليدة، ويبقى التساؤل الأبرز: هل يتغير الواقع المهترئ بإقالة المسؤولين وإحالة آخرين إلى التحقيق؟ ومتى يمر الشتاء بلا أزمات، قد تتطور إلى كوارث إذا تزايدت كمية الأمطار عن هذا الحد؟
ولم تكد تمضي ساعات على تحذير القبس، على لسان خبراء الأرصاد، من أن «الديرة» موعودة بأمطار أشد غزارة، حتى اصبحت الأزمة واقعا يصعب التعامل معه مما استدعى استنفار كل الجهات الحكومية.

برق ورعد
وعلى وقع برق ورعد وأجواء ضبابية، استيقظ أهالي المناطق امس، في مشهد تكرر كثيرا خلال مواسم الشتاء السابقة، لكن التقاعس عن الاستعدادات ومواجهة المخاطر والأزمات يتكرران.
ميدانياً رفعت الجهات المعنية أقصى درجات الاستنفار، وشاركت فرق الأشغال والداخلية والإطفاء في عمليات إنقاذ المركبات العالقة، بمعاونة الجيش والحرس الوطني والدفاع المدني.
وتعاملت الأجهزة الأمنية مع أكثر من 1500 بلاغ، كما رفعت وزارة الصحة الجهوزية استعدادا لأي إصابات، كما تلقت الإدارة العامة للإطفاء مئات البلاغات.
وحسب خبراء الأرصاد فقد بلغت أمطار الامس حدها الأقصى في مدينة الكويت بواقع 58 ملم، وسجلت الجهراء أقل منسوب بـ5.5 ملم، وفي السالمية بلغت 35 ملم، والأحمدي 12 ملم، والوفرة 6 ملم، وسط توقعات بهطول أمطار أشد غزارة من منسوب الامس، الأمر الذي يثير المخاوف من غرق شامل ما لم تتخذ الاستعدادات المطلوبة، وما لم يتم تفعيل خطة الطوارئ بمشاركة كل أجهزة الدولة.
وكان المطر محور التغريدات عبر تويتر امس، حيث تصدر الموضوعات المتداولة، وغلب التساؤل على المغردين: إذا كانت البلاد غرقت في «شبر ماي» فماذا ستفعل الجهات الحكومية المعنية في مواجهة أي خطر أكبر.. لا قدر الله؟

تعطل إشارات

تعرضت الاشارات المرورية خلال العاصفة المطرية إلى تعطل مفاجئ أدى إلى توقف الكثير منها عن العمل وخروج أخرى عن السيطرة.

تحطم الأشجار

شهدت غالبية الطرق مظاهر تحطم الكثير من الأشجار أو سقوطها على الشوارع والطرقات، اضافة إلى سقوط كثير من اللوحات الإرشادية والإعلانية.

عمال النظافة

بالرغم من الحالة الجوية السيئة والأمطار الكثيفة واغلاقات الطرق فإن الكثير من عمال النظافة خرجوا إلى الشوارع للقيام بمهمتم اليومية بنقل القمامة من امام المنازل إلى الحاويات الرئيسية وفق مارصده ناشطون في مقاطع مرئية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الياسين: من حق المتضررين مقاضاة «الأشغال»

القبس الإلكتروني
أكد المحامي د. نواف الياسين، أنه من حق اي شخص تضرر من الامطار التي اجتاحت دولة الكويت، سواء على سيارته أو منزله، أو كافة ممتلكاته، أن يقاضي وزارة الاشغال وأن يتوجه إلى شركات التأمين للحصول على التعويض المناسب.
وطلب الياسين من جميع من تضرر من الامطار توثيق الاضرار التي حدثت معه والتوجه إلى شركات التأمين التي بدورها تقوم برفع قضية تعويض.

الجبري يتفقد التغطيات الإعلامية

قام وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري بجولة تفقدية امس على استديوهات الاخبار للاطمئنان على سير العمل، وعلى التغطيات الميدانية لما تشهده البلاد من أمطار وتغيرات في حالة الطقس.
وقال الجبري، في تصريح صحافي خلال الجولة، ان الوزارة وبتوجيهات من سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء على تواصل دائم مع الجهات الرسمية، كوزارة الداخلية والادارة العامة للاطفاء ووزارات الاشغال والتربية والصحة وجهات اخرى لتوعية المواطنين والمقيمين حفاظا على سلامتهم.

نزلاء دور الرعاية بخير

أكدت الوكيلة المساعدة للرعاية الاجتماعية في وزارة الشؤون شيخة العدواني، أن جميع نزلاء دور الرعاية داخل مجمع الرعاية الاجتماعية وخارجه بخير ولم يتأثروا جراء سوء الاحوال الجوية التي تعرضت لها البلاد. وأوضحت العدواني في تصريح أمس، أن قطاع الرعاية أعلن حالة الاستنفار منذ هطول الأمطار الغزيرة على البلاد.

ذوبان الأسفلت

تحولت شوارع عدة إلى رملية وأخرى أذابتها مياه الأمطار، لا سيما طريق محمد بن القاسم الذي شاهد انغلاقا كاملا ليلة أمس مع الأمطار الغزيرة.

هبوط شوارع

كشف مواطنون لـ القبس عن هبوط حاد في بعض شوارع منطقة الظهر، حيث أدى إلى انكشاف البنية التحتية وتحطم بعضها، ما جعل الطريق الواقع بالقرب منها على شفا الانهيار في حال لم تتدخل الجهات ذات العلاقة بإصلاح الأمر فورا.

لقطات

● تمكنت مجموعة من المواطنين من انقاذ سائق شاحنة بعد ان تعطلت مركبته بسبب الامطار تحت جسر الغزالي.
* * *
● انتشرت عدة فرق من الإدارة العامة للمرور على الطرق الرئيسية والفرعية والتقاطعات للتعامل الفوري والمباشر مع اي طارئ، وتمكنت تلك الفرق من انتشال وتقديم المساعدة للعديد من الحالات.
* * *
● نجحت فرق الدفاع المدني في انقاذ العديد من المواطنين والمقيمين الذين احتجزوا داخل مركباتهم، خصوصاً على طريق الدائري السادس.
* * *
● تعاملت فرق النجدة مع عدة بلاغات، كان أبرزها استغاثات من مواطنين ومقيمين على بعض الطرق، حيث غمرت المياه مركباتهم، وهم بداخلها، وجرى انتشالهم بمشاركة بعض الجهات الاخرى المختصة.
* * *
● أنقذت فرق الإطفاء العديد من الاشخاص الذين تعطلت بهم المصاعد، وآخرون احتجزوا داخل منازلهم التي هاجمتها الأمطار، وكان أبرزها احتجاز أسرة كاملة بينهم 3 أطفال في أحد المنازل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق