خارجية

هل يواجه مؤتمر باليرمو حول مستقبل ليبيا نفس مصير اجتماع باريس؟

تستقبل مدينة باليرمو الإيطالية اليوم الإثنين مؤتمرا دوليا حول مستقبل ليبيا،بحضور معظم اطراف النزاع المحليين ،بهدف الوصول إلى صيغة شاملة لعملية سياسية وانتخابية تساعد على خروج البلاد حالة الصراع .
وتستهدف قمة باليرمو على الأقل على الأقل إعادة توحيد الأطراف السياسية الفاعلة الأساسية وهذه الأطراف،وتقريب وجهات النظر،املا في الوصول إلى حل سياسي للأزمة المتفاقمة داخل البلاد.

سعي للحل أم للتواجد

يرى رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أن “مؤتمر باليرمو خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا، وأمن حوض البحر المتوسط برمته”، حيث يشارك ممثلون من دول أوروبية بينها فرنسا والولايات المتحدة، فضلا عن دول عربية” ومؤكدا في الوقت ذاته على وجود انسجام في المواقف مع فرنسا بشأن ليبيا ناحية الجوانب الأساسية والأهداف المشتركة.
في المقابل يرى عدد من المراقبين أن مؤتمر باليرمو جاء في إطارمن التنافس الفرنسي- الإيطالي، خاصة وأن الاخيرة اتهمت فرنسا أنها تريد أن تكون وحيدة في ليبيا التي يحكمها كيانان متنافسان،وذلك ردا على مؤتمر باريس الذي عُقد في مايو الماضي بالعاصمة الفرنسية.

المحلل السياسي حسن الجهمي قال لـ ” الدروازة نيوز ” هناك صراع ايطالي فرنسي على النفوذ في ليبيا وايطاليا سعت وتسعى من خلال هذا المؤتمر لاستعادة دورها في ليبيا الذي انتقصت منه فرنسا، الإيطاليون هم جزء من الازمة وليس من الحل فانا اعتقد ان هناك تحالف إيطالي بريطاني ممول من قطر يسعى لاعادة الاخوان والاسلاميين للحياة السياسية بعد خسارتهم عسكريا أمام حفتر خصوصا في الشرق.

وفي اتصال مع ” الدروزارة نيوز” أفاد الباحث السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم ، أن ايطاليا كانت تلعب دورا سلبيا في الملف الليبي عبر وزير داخليتها السابق مانيتي، الذي أعطى اموال لجماعات مسلحة مثل ميليشيا ( العمو ) ودرب قوات بحرية تحولت مؤخرا إلى جزء من ميليشيا تهريب البشر.
ولكنها تخوفت من أن يتحول هذا الدور إلى كارثة في عهد وزير الداخلية الحالي سالفيني فاجرت تعديلا جذريا على اهمية الملف الليبي الذي تولته داخل روما الخارجية الايطالية بأدواتها ولغتها الدبلوماسية المرنة ونتائجها البطيئة .
وأضاف بلقاسم، فشل ايطاليا أن تخرج بنتائج قوية و حاسمة فيما يتعلق بالقضية الليبية واستمرار حالة تعدد الوسطاء وتقاطع المصالح وغياب الارادة الدولية في ايجاد حل للازمة الليبية لن يبشر بإجراء انتخابات عامة في ليبيا في القريب العاجل.

مؤشرات غياب حفتر

قبيل انعقاد المؤتمر بساعات،بدأت مصادر ذات صلة بالمشير خليفة حفتر، إعلان عدم حضوره لمؤتمر باليرمو، وأشارت عدد كبير من الوسائل الإعلامية الدولية والمحلية ،إلى عدم حضور المشير،الأمر الذي إذا تحقق فسيؤدي لإضعاف المؤتمر برمته،ونسف نتائجه من مضمونها،بفعل غياب الرجل القوي الذي تسيطر قواته على الجزء الأكبر من شرق البلاد،والقوة الأكثر تأثيرا على الأرض.

رجح المحلل السياسي حسن الجهمي ،عدم حضور المشير خليفة حفتر المؤتمر” لان مشاركة قطر والقاعدة يعتبر إهانة لليبيين، وهذا شي لا يمكن التغاضي عنه” على حد قوله .
الباحث السياسي إبراهيم بلقاسم، قال إن المشير حفتر طلب بشكل واضح ومباشر من الإيطاليين،أن لايكون هناك على طاولة المفاوضات،أو في إطار هذا المؤتمر، أي شخصية عسكرية، إلا هو ممثلا عن الجيش الوطني، أي هناك تحفظ على وجود أي شخصية تحمل صفة عسكرية أو أمنية بهذا المؤتمر، خاصة وأنه ذات دلالة هامة لأنه يجمع رؤساء المؤسسات السياسية والتنفيذية والعسكرية .

وأضاف بلقاسم ،هذا كان شرطا واضحًا وصريحا من القيادة العامة للجيش الليبي إلى الجانب الإيطالي،ولكن هذا الشرط تم الإخلال به، من خلال حضور وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني ، فبالتالي ربما هذه الأسباب هى التي دفعت حفتر لعدم الحضور على مائدة الحوار.
وأكد الباحث السياسي على أن غياب حفتر عن حضور المؤتمر،سينسف جزء مهم جدا من المؤتمر،وهو وجود القوة العسكرية الفاعلة على الأرض، والتي يمكن أن تحقق ما عجزت عنه باقي الكيانات في ليبيا.

خفض سقف التوقعات

يسعى مؤتمر باليرمو إلى وضع استراتيجية للخروج من الفوضى التي تعيشها ليبيا منذ سنوات من خلال مناقشة خطة جديدة لبسط الاستقرار والأمن في ليبيا وسبل احتواء الأزمة الأمنية في العاصمة طرابلس، إجراء انتخابات خلال العام المقبل، العمل على إنعاش الاقتصاد الليبي.
و في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس، أعرب السراج عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بـ”رؤية مشتركة تجاه القضية الليبية”، مشددًا على “ضرورة توحيد مواقف” باريس وروما.

المؤتمر ولد ميتا خصوصا بعد دلالات على مشاركة وبعض الشخصيات الاسلامية المقربة للقاعدة وداعش، اما على صعيد المواطن العادي فهو لا يامل اي شي من هكذا مؤتمر لا يعدوا كونه مجرد بروبغندا إعلامية .
وبالتالي ستكون نتائج الإجتماع دون جدوى ، في ظل غياب حفتر وهو يقود اقوى الاطراف وهو الجيش الليبي الذي يسيطر على مساحة كبيرة من الأرض خارج سيطرة المجتمعين في باليرمو.
وأما بخصوص الحديث عن الإنتخابات ،فقد كان هناك اتفاق مسبق على إجراء الانتخابات نهاية هذا العام لكن الى الان لا توجد أي مؤشرات لوجود انتخابات قريبة، فهذه من الغيبيات التي لا يمكن التكهن بها .
أما الباحث السياسي إبراهيم بلقاسم ، قال باليرمو يبدأ من حيث توقف جهود باريس في جمع الفرقاء ومن المفترض أن تطرح خطة عمل بناء على المؤتمر بدعم دولي بطلب إيطاليا أن يكون ممثلي الدول في المؤتمر تمثيل رفيع، ودعمها لجهود بعثة الأمم المتحدة .
وأضاف بلقاسم،تواصلنا مع الدبلوماسيين الإيطالين وعرفنا منهم أن غسان سلامة نصح ايطاليا ان لا تسير منفردة في طرحها لمبادرة جديدة وأنه من ضرورة إشراك كافة الفرقاء في ليبيا حتى لا يخطئوا نفس خطأ باريس الذي لم تنجح في إلزام الجميع بإجراء الانتخابات في الوقت المناسب،وبالتالي نحن نسير في نفس الطريق مرة اخرى ، الذي سيفضي إلى نتائج باهتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق