صحية

هل يغيّر لقاحا #فايزر و«موديرنا» مادتنا الوراثية؟

يعتقد البعض أن استخدام بعض المختبرات تقنية تكنولوجية جديدة، تعتمد على الحمض الريبوزي النووي RNA لفيروس سارس كوف 2، في تطوير وصناعة لقاحات ضد مرض كورونا، يؤدي الى تغيير الحمض النووي أي DNA البشري، لكن هذا الاعتقاد خطأ تماما، وهذه هي التفسيرات التي تدحض هذه المزاعم مثلما اوردتها مجلة العلوم والمستقبل الفرنسية. لقد أعلنت الكثير من المختبرات نتائج اختبارات لقاحاتها ضد كورونا خلال الأسابيع الماضية، ومن بين هذه المختبرات نجد كلا من «موديرنا» و«فايزر» اللتين استخدمتا تكنولوجيا تطوير لقاح بواسطة الحمض النووي الرايبوزي. وتقوم هذه التقنية على انتاج جزء من الحمض النووي الرايبوزي للفيروس، اي جزء غير ضار من مادته الوراثية، ما يسمح بانتاج بروتينات يقوم من خلالها الفيروس بمهاجمة المريض الذي خضع للتلقيح. وبتطعيم المريض يوفر اللقاح للجسم طريقة لصناعة أجزاء صغيرة وغير ضارة من الفيروس، لتكون أهدافا يتدرب عليها وهكذا حين يصاب الجسم بالفيروس الحقيقي فيما بعد سيعرف كيف يدافع عن نفسه. وهذه الطريقة هي نفسها المستخدمة في اللقاحات التقليدية، التي لا تستخدم جزءا من المادة الوراثية، بل جزءا من الفيروس نفسه او فيروسا خاملا. RNA و DNA ما الفرق بينهما؟ يكمّل هذان الحمضان بعضهما في بناء «اجسامنا» المكونة في جزء كبير منها من البروتينات، و RNA الحمض الرايبوزي النووي و DNA الحمض النووي منقوص الأوكسجين هدفهما صناعة البروتينات، غير أن DNA موجود في نواة الخلايا ولا يستطيع أن يترجم مباشرة الى بروتينات، لذلك يترجم الى RNA الذي يستطيع ان يترجم الى بروتينات خارج نواة الخلايا. RNA مادة هشة منفصلة عن DNA يقول برونو بيتار، الباحث في المركز الفرنسي للابحاث العلمية ومركز السرطان وأمراض المناعة في نانت أنجرس، والمتخصص في اللقاحات «يستحيل أن تتغير مادتنا الوراثية أي الدي أن أي، بعد الخضوع للقاح استخدم فيه RNA ذلك أن جزيئات الحمض النووي الرايبوزي تبقى في السيتوبلازم، وهو جزء من الخلية يقع بين الغشاء الخلوي والنواة حيث يصنع بروتيناته. والحمض النووي الرايبوزي لا يمكن ان يدخل الى النواة حيث يوجد فقط الدي أن أي. ولا يوجد اي تفاعل بين مادتنا الوراثية وحمض الفيروس الرايبوزي الذي يتم حقنه. ويضاف الى ذلك أن الجسم يدمر الحمض النووي الرايبوزي بعد فترة. وهنا يضيف بيتار «الحمض النووي الرايبوزي هو جزيئة هشة وغير مستقرة وتبقى حية في الجسم لبضع ساعات او ايام على اقصى تقدير، بعد ان تعطي اوامرها وبعد ذلك يدمرها النظام بطريقة ذاتية. ويشبه الأمر التخلص من مخطط تصميم بناية بعد الانتهاء من عملية البناء». ويتابع بيتار «بعد التطعيم سيقوم الجهاز المناعي بتدمير الخلايا التي تعبر عن البروتين الفيروسي في اي مكان كانت سواء في الرئتين او غيرهما». سارس كوف 2 لا يغير مادتنا الوراثية يشير المختص نفسه الى أن الكثير من اللقاحات تعمل وفق الطريقة نفسها، لكن لا أحد تساءل عما اذا كان اللقاح الذي نستخدمه ضد الانفلونزا سيغيّر مادتنا الوراثية، رغم أنه يحتوي على اجزاء من الفيروس، والأمر نفسه بالنسبة الى اللقاح المضاد للالتهاب الكبدي الفيروسي، الذي يحتوي أيضا على مورثة فيروس الالتهاب الكبدي. وبالطريقة عينها لو كان حقن الحمض النووي الرايبوزي للفيروس في اجسامنا يغير مادتنا الوراثية لتأثر بذلك جميع المرضى الذين تعرضوا لعدوى سارس كوف2، ولكن هذا لن يحصل ابدا، فالفيروس وحمضه النووي الرايبوزي موجودان في الجسم من دون ان يؤثرا في الهوية الوراثية للمرضى. ولفت برونو بيتار ساخرا «لقد أصيب كل من نيمار ومبابي لاعبي كرة القدم بفيروس كورونا فهل أصبحا يركضان أكثر وهل أصبح لون شعر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير احمر بعد اصابته بالعدوى»؟ بصفة عامة لو كانت كل الفيروسات التي تصيبنا بالعدوى تغير مادتنا الوراثية لكنا خضعنا لجملة تغييرات طوال حياتنا، ولكن ليست هذه هي الحقيقة لاسباب بيولوجية واضحة شرحناها في البداية. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم خلالها تطوير لقاح باستخدام الحمض النووي الرايبوزي ضد مرض جديد، فهذه التكنولوجيا استخدمت في وقت سابق في تطوير لقاحات ضد «ايبولا» و«زيكا».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق