خارجية

هل ستنجح العقوبات في تعديل الاتفاق النووي؟

إدارة ترامب قالت إنّها ستعيد فرض العقوبات التي كانت قائمة وستفرض عقوبات جديدة، لكن مثل هذا الأمر لن يتم في ليلة وضحاها، فعودة الغالبية العظمى من هذه العقوبات ستحتاج الى فترة ٩٠ يوماً والبعض الآخر الى فترة تصل حتى ١٨٠ يوماً. معظم هذه العقوبات التي نتحدّث عنها هنا هي تلك المتعلقة بالتعاملات المصرفية وتجارة الذهب والمعادن النفيسة والحديد والألمنيوم والمعادن الأخرى،ـ بالإضافة الى العقوبات المرتبطة بقطاعات أخرى، كقطاع السيارات وكذلك الاستيراد والتصدير. أمّا تلك التي تحتاج الى ما قد يصل الى ١٨٠ يوماً، فتتعلق بمشغلي الموانئ الايرانية، وقطاعات النقل البحري وتصنيع السفن وقطاع النفط وتجارة النفط والمنتجات الكيميائية الايرانية والمؤسسات المصرفية والخدمات المصرفية والتعاملات الخارجية التي تتم من خلال البنك المركزي وخدمات التأمين وإعادة التأمين وقطاع الطاقة الإيراني.

خرق العقوبات
لذلك، هناك مهلة من الوقت يسعى فيها بعض اللاعبين لا سيما الأوروبيون الى إنقاذ الاتفاق. وقد تضطر الدول الأوروبية الى أن تخضع في نهاية المطاف للضغط الأميركي، لكنّها ستبقى تمتلك القدرة على خرق العقوبات الاميركية من تحت الطاولة. وقد أثبتت التجربة التاريخية أنّه ما لم يكن هناك تعاون محكم في فرض العقوبات، فقد تفقد الكثير من قوّتها وبالتالي من قدرتها على إجبار الخصم على الانحناء. وهناك من يعتقد انّ لجوء الأوروبيين الى هذه الورقة قد يؤدي الى إفراغ الانسحاب الأميركي من الاتفاق من مضمونه وعندها من الممكن إقناع الأميركيين بالعودة الى الاتفاق، لكن مثل هذا الأمر ليس مستساغاً، خاصّة انّ الجانب الأميركي يبدو حازماً في موضوع العقوبات ولن يسمح بالتواطؤ مع إيران، كما انّه أبقى الباب مفتوحاً أمام إمكانية التفاوض على اتفاق جديد او تعديل الاتفاق القائم، سيما في ظل اعتراف العديد من الدول الأوروبية بأنّ الاتفاق ليس كاملاً وأنّه يعاني من عيوب وشوائب تحتاج الى معالجة وعلى رأسها كذلك صواريخ إيراني البالستيّة.

تراجع إيران
من الواضح بأنّ إيران لن تقبل إعادة التفاوض على الاتفاق، على الأقل في هذه المرحلة، كما أنّها لن تقبل الدخول في مفاوضات للتوصّل الى إتفاق جديد، لكن اذا ما تعرّض النظام الإيراني لضغوطات كبيرة نتيجة العقوبات التي ستفرض عليه، فعندها قد تتغيّر الحسابات، خاصّة انّه يعاني من مشاكل سياسية واقتصادية ضخمة. وقد ثبت بالتجربة انّ الجانب الإيراني ينفتح على التفاوض عندما يشعر انّه تحت تهديد كبير وغير قادر على رد هذا التهديد من خلال مجاراته بتهديدات مماثلة للخصم. مثل هذه المعادلة ستحتاج الى وقت طويل قبل ان نراها واقعا على الأرض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق