مقالات

الاستقلال.. ستون عاماً مجداً للوطن وأمنيات شعب …. بقلم | محمد ناصر المشعل

حلت علينا في الكويت الذكري الستون لاستقلال الكويت، هذه السنوات التي هي جزء مهم وغالي من تاريخ الكويت الذي ولدت به الكويت منذ أكثر من قرنين ونصف، حيث نالت الكويت استقلالها بالكامل عندما طلب المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، أبو الاستقلال وأبو الدستور، طلب إنهاء المعاهدة الكويتية البريطانية التي وقعت في عام 1889 في عهد الشيخ مبارك الكبير، هذه المعاهدة التي عكست عمق السياسة الكويتية الخارجية والنظرة الثاقبة للكويت بقيادة الشيخ مبارك الكبير لحماية الكويت والربط الصحيح مع بريطانيا التي كانت تسيطر سياسياً واستراتيجياً علي العالم ككل ومنها منطقة الخليج العربي، ولهذه المعاهدة نظرة حكيمة بأن تكون الكويت كحليف مستقل بذاته وتمارس علاقتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وكل جوانب الحياة علي شكل صحيح بدون أي تأثيرات أو ضغوط، فجاءت نواتج هذه الحكمة لتتوج بحكمة مكملة بطلب الاستغلال وبها الكويت دولة إسلامية عربية خليجية مستقلة وعضو في الأمم المتحدة وبلد له علاقاته الدبلوماسية وارتباطاته في كل الجوانب مع كل العالم وتمارس دورها في شتي المجالات. إن الاستقلال كان تطلع شعب بأكمله تحت راية قياداته السياسية التي بتعاقب حكام الكويت وأخذ كل حاكم دوره لينجز بأمور كثيرة ويواكب التطورات الإقليمية والعالمية علاوة على تطور ونمو الكويت. لقد رسم الكويتيون تحت لواء قياداتهم أسس الحياة من قبل وبعد الاستقلال، وسعوا للاستقلال حتى تكمن تطلعات وآمال الوطن والشعب وتأخذ الكويت مسارها في كل الطرق ليكن لها المكان المرموق بين كل دول العالم، بل كان ذلك بفضل من الله في زمن قياسي وبجهود أشاد لها كل العالم ومازال، فالكل يعرف الكويت جيدا وينظر للكويت بنظرة الإعجاب والاحترام، حتى أصبح اسم الكويت معروفا في كل جزء من أجزاء العالم. الكويت منذ الاستقلال ومن قبل ذلك بعشرات السنوات خاضت الكثير من الأحداث وتغيرت فيها كثير من الأمور وصار صوت الكويت جزءا كبيرا بين أصوات كل العالم في مئات ومئات من المحافل الدولية المختلفة وعلى كافة الأصعدة. الأجيال الكويتية تحتاج تعرف المعنى الحقيقي لوجود الاستقلال وقبلها أن تعرف الأجيال ويعرف الجميع بأن تاريخ العيد الوطني الحقيقي للكويت وهو يوم الاستقلال يكون في الــ19 من يونيو من كل عام حيث مضت ستون عاماً منذ 19 /6 /1961م، وأن فبراير تم اختياره للاحتفالات بالأعياد الوطنية، لأنه رغبة سامية من سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح بنقل الاحتفالات من شهر يونيو حيث يكون فصل الصيف وهو الشهر الذي تكون درجات الحرارة بأعلى درجاتها ويتم الاحتفال في تاريخ ذكرى تسلم مقاليد الحكم لأبو الاستقلال وأبو الدستور في 25 /2 /1950 حيث شهر فبراير يعرف عنه أيضاً من أجمل فصول السنة في الكويت والأجواء الجميلة، حيث تهل بوادر فصل الربيع ببداية انتهاء فصل الشتاء وهو موسم لا يكون فيه السفر لخارج الكويت كثيراً، بل يقبل للكويت الكثير والكثير من دول الخليج والدول العربية وكثير من دول العالم. إن الاستقلال هو جزء كبير من مجد الوطن، وأن هذا الاستقلال الذي تبعه ولادة دستور الكويت ووضع القوانين والتشريعات في كثير من أمور الحياة ومكمل لانطلاق المستقبل، فهذه بمثابة نعمة أن يكون لبلد ويكون لشعب هذا البلد استقلال وحرية، فلا بد لنا نحن ككويتيين جميعاً ولمن يأتي بعدنا من الأجيال القادمة أن نصون الكويت ونحسن وطنيتنا لها وأن لا يقوم أي منا بالإساءة لهذا البيت العود الذي لا غنى لنا عنه بأي شيء كان، فلنحقق أمنياتنا من خلال تحقيق كل الطموح للكويت في كل مجال ولأجل إعلاء شأنها، فهي لنا المذهب الموحد والطائفة الموحدة والأسرة الواحدة والبيت الواحد وتجمعنا كجسد وروح واحدة مهما تباينت بيننا الأمور، وكما نقول باللهجة الكويتية «نطالع الله ونطالع الكويت». الله يحفظ الكويت ويحفظ حكامها وأهلها وكل من يقيم على ثراها وكل عام والكويت بذكرى الاستقلال بألف خير وأمن وأمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق