محليات

ناشطات: هجوم الأوقاف على النساء خروج عن السيطرة

استمرت تداعيات ما جاء من اتهام للمرأة غير المحجبة بالانحلال الأخلاقي من خلال خطبة يوم الجمعة الماضي، والتي عممت من خلال وزارة الأوقاف حتى يوم أمس، حيث أطلقت ناشطات في مجال حقوق المرأة وسم #السفور_ليس_انحلال_أخلاقي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مؤكدات فيه على حقهن في الحصول على الحريات ورفض أي وصف واتهام لمعشر النساء في الكويت.
وعلقت دكتورة الفلسفة شيخة الجاسم لـ القبس أن الخطبة وما جاء فيها والنفي الذي لحقها والاتهامات ضد الشباب الكويتي ومدربي التنمية الذاتية واتهام البعض بالإلحاد.. دليل على خروج وزارة الأوقاف عن السيطرة، مشبهة الأمر بمن يحمل رشاشا ويرمي برصاصه في كل صوب وحدب.
وأشارت الجاسم إلى أن وضع المرأة «السفور» في خانة الانسلاخ عن الأعراف والانحلال وأنه عادة من عادات الكفار والوقوف ضد الأفكار والحريات التي تدعو لحرية المرأة ما هو إلا تعد على الدستور ومواده، لا سيما أن المرأة وحريتها من حرية الإنسان المكفولة دستوريا.
أما رئيسة لجنة المرأة وعضوة مركز حقوق الانسان الكويتي منى الأربش فقالت «المطلوب الآن التشديد على جميع الخطباء الالتزام بالقانون واحترام الدستور وعدم التعرض للمرأة بكل اطيافها وفئاتها»، مشيرة الى أن الناشطات بدأن بالاستنكار والرفض، في حين هناك تحركات أخرى للجوء إلى القضاء ومحاسبة المخطئين.

حق الاختيار
وفي رصد سريع لآراء الناشطات عبر «تويتر»، فقد رفضت الناشطة السياسية النسائية عالية الخالد هجوم وزارة الأوقاف، مضيفة أن «الحرية هي حق الاختيار، وأن الأخلاق هي قيم تسقط بالقلب يعمل بها الإنسان باختياره، فلا نقبل اهانة وزارة الأوقاف لفئة من الشعب بسبب خلطها الأوراق وضعف فهم البعض بحجة الهداية».
وأضافت أن تصريح «الأوقاف» بشأن اجتزاء جزء من الخطبة غير صحيح، فالخطبة المعممة هي التي خلطت بين الإلحاد وبين السفور وفسخ العفة والانحلال وجعلتها في موقع واحد، مبينة أن عليهم الإعتذار بدلا من التبرير.
أما الكاتبة والأكاديمية د. اقبال العثيمين فأفادت أن «الأخلاق ليس لها علاقة بالملبس والمظهر الخارجي، وطبيعة ونوع اللباس الشخصي قضية تخص المرأة وحدها، ولا يحق لأي سلطة حكومية، او أي سلطة اجتماعية، التدخل فيها»، مضيفة أننا مع وقف دعوات «التخلف التي تعدُّ الحرية الفردية للمرأة مدخلاً للفساد الأخلاقي».
وتحدثت مدربة التنمية البشرية واختصاصية التخطيط الاستراتيجي ندى الشارخ أن «الأخلاق عمرها ما تقاس بالسفور أو بالحجاب، وكلمة انحلال أخلاقي عظيمة ولا يجوز وصم أخواتنا السافرات بها، وهي كلمة قد ترفعك وقد تسقطك».
وأشارت الناشطة أروى الوقيان إلى أنه من المفترض أن تحث «خطب الجمعة» الناس على احترام الآخر ونشر التسامح إلا عندنا يتكلمون عن ان المرأة السفور منحلة أخلاقيا، مضيفة أن الانحلال الفعلي هو تعميم احكام مسبقة وتغليفها من منبر ديني.

الفضل: خطبة داعشية بامتياز

استغرب النائب أحمد الفضل ما عجت به منابر خطب الجمعة في الكويت من خطبة كانت معدة، متسائلا: لمن كتبت هذه الخطبة؟
وقال لوزير العدل د. فهد العفاسي: انا اعرف الشخص الذي كتب الخطبة وسأستر عليه، مؤكدا ان هذه الخطبة لم تكتب داخل الوزارة واعلم من اين جاءت وهي خطبة داعشية بامتياز.
وطالب بالتحقيق مع المسؤول عن هذه الخطب، قائلا «مو كيفك ولا كيف لحيتك تكفر الناس، اذهب لداعش في افغانستان وسوريا اما في الكويت نقص لحيتك ونقص راسك».
وأضاف «الجهلاء لا يستطيعون الاستمرار إلا بتكريه الناس بالاخرين، ودين الاسلام يسع الجميع».
الصايغ: الخطاب الديني انحرف
عن مساره

أكد أمين عام التحالف الوطني الديموقراطي بشار الصايغ ان ما جاء في خطبة الجمعة الماضي حمل اساءات للمرأة غير المحجبة. وقال الصايغ لــ القبس: ان اعتبار عدم ارتداء المرأة الحجاب من عادات الكفار والانحلال يمثل انحرافا خطيرا في الخطاب الديني الحكومي الرسمي، وهو أمر لا يمكن القبول به، في حين تنادي الحكومة ووزارة الأوقاف بالإسلام المعتدل والوسطي، بل ويتناقض مع تلك الدعوات.
وشدد على ان ارتداء الحجاب من عدمه شأن خاص بالمرأة، وهي مسؤولة عن قرارها، مؤكدا ان التدخل في حرياتها الشخصية أمر مرفوض، سواء في اتجاه ارتدائه أو نزعه. وبيّن ان على وزير الأوقاف المستشار د.فهد العفاسي التحرّك وفتح تحقيق بكيفية توزيع تلك الخطبة المسيئة للمرأة ومحاسبة المسؤولين عنها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق