محليات

مهندس البلدية أتعَبَ من بَعده… إلكترونياً

أحمد المنفوحي يقود الجهاز التنفيذي بخطى واثقة وعلى أرض صلبة نحو إنجاز «بلدية ذكية» تحقيقاً لرؤية «كويت جديدة 2035»

لا يزال مهندس بلدية الكويت أحمد المنفوحي، يفاجئ الجميع بما يقدمه من إنجازات فعلية داعمة لرؤية «كويت جديدة 2035» تُتعب من سيأتي بعده، آخرها ما أعلن عنه أمس، بأن «85 في المئة من معاملات البلدية ستكون إلكترونية مع انتهاء المرحلة الثانية من برنامج البلدية الذكية التي ستنطلق رسمياً في الأول من يوليو المقبل»، وما كشف عنه تباعاً عن تمكن البلدية من إنجاز 45 في المئة من ذلك البرنامج حتى اليوم.
المنفوحي صرّح، عقب العرض المرئي الذي قدمه حول المرحلة الثانية من التراخيص الالكترونية مع خدماتها الملحقة، برعاية وحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية فهد الشعلة، وقيادات البلدية، وعدد من نواب مجلس الأمة، وأعضاء المجلس البلدي، وممثلين من المكاتب الهندسية الاستشارية، إنه بات يتحدث مستندا على أرض صلبة بعد نجاح البلدية في إصدار رخص البناء إلكترونياً، وبعد طرح المشروع الذي يأتي من ضمن خطط البلدية الالكترونية، مشيراً إلى أن «الخطوة المقبلة ستكون نحو تحديد أماكن معنية ضمن المرحلة الثالثة لإصدار التراخيص سواء في الجمعيات أو المجمعات وغيرها».
وأضاف «مع بداية تطبيق هذا التوجه الالكتروني لم يكن يصدق البعض استطاعة البلدية تطبيق هذه الآلية، إلا أنه بعد مضي المرحلة الأولى من المشروع أصبح الجميع مؤمناً بقدرة البلدية على التغيير ومواكبة التقدم». وبين أنه «في السابق كانت سهام النقد والتقصير تصوب نحو البلدية، والآن الوضع اختلف كلياً، ومع ذلك لم نصل إلى ما تم التخطيط له، ولكن على الأقل هناك نقلات إيجابية، والدليل ما يشعربه المواطنون بعد أن باتت الجوانب الالكترونية تحقق متطلبات تلك النقلة النوعية. يضاف إلى ذلك ثناء سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على دور البلدية، ما حمّلنا مسؤولية مضاعفة بأن نكون على قدر من المسؤولية وثناء سموه، إلى جانب إشادة البنك الدولي بالبلدية للسنة الثالثة على التوالي ما رفع تصنيف دولة الكويت في تحسين بيئة الأعمال على المستوى الدولي».
وأشار إلى أن «البلدية تتجه إلى المرحلة الثانية من تطبيق النظام الجديد، بعزيمة وإصرار، وهي قادرة على التغيير، إذ إننا نسعى لتلافي الجوانب السلبية في المرحلة المقبلة »، مؤكداً أن «الغد أفضل من الأمس، بهدف التطوير، وستكون هناك الكثير من التسهيلات الخاصة لمعاملات الأنظمة الالكترونية». ووصف المرحلة الأولى بـ«مثابة الإيمان»، وقدرة البلدية على إنهائها، أما المرحلة الثانية المقررة في يوليو المقبل، فستكون عبارة عن تشغيل كامل للنظام، لتستمر مدة 18 شهراً، وتتضمن دراسة المخطط المعماري الكترونياً دون الحاجة للتدخل البشري، إضافة لتخصيص الأراضي الذي سيتم الكترونياً دون الحاجة لمهندس يقوم بالتدقيق على المعاملة، وتشمل كذلك الإعلان الصحي، والرد على المحال عن طريق الديجيتال، وليس الكترونياً فقط.
وأوضح المنفوحي أن «الهدف من التسهيلات الالكترونية التي تقدمها البلدية تهدف لخلق بيئة جاذبة للمستثمر الأجنبي أو الأموال غير الكويتية التي لابد أن تقابلها تسهيلات في الإجراءات، خصوصاً أن النظام الالكتروني الذي قمنا بتدشينه يخول المستثمر أن يصدر رخصته الخاصة وهو في بلده، وأن يتابع إنجاز المعاملات وهو غير متواجد في الدولة، وبالتالي البلدية كانت ولا تزال حريصة على تصنيف دولة الكويت من خلال البنك الدولي عبر تحسين بيئة الأعمال، كون هذا التصنيف سيكون مرجع لأي مستثمر بعد التواصل والاتصال مع البنك الدولي».
وأضاف «سندعم أي أموال خارجية تدخل إلى الكويت، كما أننا نملك فريقاً متخصصاً لأصحاب المشاريع، ولا مانع لدينا، ونحن على استعداد للذهاب إلى بلد المستثمر لترخيص أي مشروع ضخم يعود بالفائدة، وبالمصلحة للدولة». وكشف عن إنجاز البلدية 45 في المئة من الرؤية نحو بلدية ذكية، إضافة لإطلاق البلدية منظومة متكاملة باعتماد نظام الديجيتال سيرفيس، وربط النظام الالكتروني لاصدار رخص البناء مع عدة جهات حكومية تسهيلاً وتيسيرا على المواطنين، مشيراً إلى أن «البلدية لديها حالياً شبكة الكترونية متكاملة من إصدار ترخيص البناء إلى ايصال التيار الكهربائي، وبالتالي حققنا نقلة نوعية في انجاز معاملة طلب رخصة البناء».
ولفت إلى أن رخصة البناء أصبحت تصدر خلال 48 ساعة، وهو وقت قياسي، ورخصة السلامة الموقتة تصدر بشكل مباشر بدلا من أسبوعين كما كانت تستغرق في السابق بعد أن يتقدم بالطلب المقاول المنفذ، ومعاملة البناء أصبحت بنظام الديجيتال، والمخطط المساحي بات يستخرج بشكل فوري، عوضاً من مدة 3 أيام التي كان يستغرقها في السابق. وأضاف أن «طلب تسلم الحدود أصبح بواسطة النظام الإلكتروني نظام GBS، وبالتالي الخطأ في ترسيم الحدود يكون معدوماً وفقاً للنظام الجديد، وهناك 15 برجاً موزعاً على الكويت للتحكم في قياسات ترسيم حدود أي عقار»، لافتاً إلى أن «انجاز طلب تسلم الحدود لأي قسيمة يستغرق الآن 20 دقيقة، وفي السابق كان يستغرق اسبوعين».
وقال المنفوحي إن «البلدية طوعت القوانين لما فيه المصلحة العامة، وهي مع المكاتب الهندسية شركاء في سرعة انجاز معاملات رخص البناء إلكترونياً»، لافتاً إلى أن «الاجتهاد نحو تحقيق كويت جديدة مع بلدية ذكية الهدف منها دعم مشاريع التنمية».

من العرض

حفظ جودة المعاملات

قال المنفوحي إن التطوير الذي تشهده البلدية لا يعني الاستغناء عن بعض الوظائف أو «العنصر البشري»، لاسيما أن تلك الوظائف موجودة ضمن ميكنة المعاملات، والبلدية تملك فريقاً يحافظ على ضبط جودة المعاملات من أجل التأكد من مدى التزام البلدية بالمدة التي تم تحديدها من خلال التعاميم، ودقة الموافقات التي تصدرها البلدية.

توجه لتكويت الوظائف

كشف المنفوحي عن توجه البلدية في الوقت الحالي لتكويت الوظائف، كما أن هناك التزاماً كاملاً في هذا الجانب، خصوصاً في دعم الكوادر الوطنية والاعتماد عليها لانجاز مثل هذه المشاريع، لا سيما أن من يقوم بها هم مهندسون ومهندسات كويتيون، يسعون لتصحيح الصورة السيئة عن البلدية التي كانت في السابق، ونحن مؤمنون بقدراتهم على تغيير حركة هذه الصورة.

نواب «الأمة» يُشيدون

أشاد نواب بالنظام الالكتروني الجديد الذي تطبقه بلدية الكويت، حيث قال النائب عبدالله الكندري إن المواطن لأكثر من 55 عاماً ينتظر أن تتحول معاملات البلدية إلى النظام الالكتروني، مطالباً بأن يكون التعامل الكترونياً في كافة المعاملات البلدية، وأن يعمم النظام على جهات الدولة الأخرى.
من جانبه، قدم النائب أحمد الفضل، الشكر للبلدية، وعلى رأسها المدير المنفوحي، «إذ إنه كان يتحدث أثناء المرحلة الأولى عن المشككين، ولكن ما رأيناه يعتبر تقدماً كبيراً في الحصول على الرخص والموافقات بمراحلها المتعددة، وإنهاء الإجراءات في الوقت نفسه».
بدوره، قال النائب يوسف الفضالة «كنا متأخرين لفترة معينة، ولكن أن تصل متأخراً خيراً من ألا تصل، وهذه الخطوات كان من المفترض أن تكون في السابق، إلا أن ما قدمه المنفوحي في محاولته لتطوير أنظمة البلدية من اليدوي إلى الالكتروني، كنا سعداء به».

الدويلة: حلمٌ تحقق

قال عضو مجلس الأمة السابق مبارك الدويلة، إن ما شاهده، كان بالنسبة له قبل 30 عاماً حلما، «وأول ما افتتحت مكتبي الهندسي كنت أقول متى سيتم اختصار كل الإجراءات العقيمة، واليوم نشهد عهدا جديدا في البلدية، وهي دخلت عصراً لم تعد (بلاء وأذية)، ولم يعد فسادها ما تشيله البعارين، لاسيما أنها انتقلت إلى نقلة نوعية جديدة»، متمنيا أن نشهد نجاح البرنامج، ونجاح القائمين عليه.

المكاتب الهندسية: «إنجاز»

أشاد عدد من أصحاب المكاتب الهندسية، ومنهم المهندس عماد سرور بالجهود التي تبذلها البلدية باعتماد النظام الالكتروني، الذي ساهم في سرعة الانجاز، وحفظ الملفات وتنظيم العمل، مؤكدين أن النظام ساعد في إنجاز المعاملات دون تأخير، خصوصاً مع حالات تأخر الموظف المسؤول سيكون هناك رقابة من قبل فريق متخصص لسحب تلك المعاملات المتأخرة، والقيام بتسريعها وإنجازها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق