مقالات

(من المهد إلى اللحد) .. بقلم المهندس محمد بن خواش

‏ تنظر إلي بعينيها البريئتين وهي تلعب وتمرح بين يدي، ابنتي الحبيبة ذات العامين، سقطت على وجهها الجميل وتساقطت قطرات دم من فمها، فأصابني الذعر فهرعت بها إلى المستشفى، فاستقبلونا وحملوا ابنتي وأجروا لها كافة الفحوصات اللازمة من قياس حرارة وضغط ودم وحتى الأشعة، وقام بفحصها دكتور الأطفال ومن ثم العظام ومن ثم الجراحة ومن ثم الأسنان إلى أن حولونا أخيراً إلى قسم العمليات الصغرى لعمل خياطة للجرح الموجود أسفل لثتها، وبعد أن طمأنني على حالتها كتب لنا الطبيب مجموعة من الأدوية لأذهب بعد ذلك لأخذها من الصيدلي، كل ذلك وأنا لم أدفع ديناراً واحداً.

‏ لم اضطر إلى أن أعمل وقت إضافي لتغطية تكاليف حياتي أنا وأسرتي، فقد أمنت لي بلادي وظيفة محترمة براتب يسد كافة احتياجاتي، وهي تدفع لي جزء من إيجار المنزل الذي أسكنه حتى توفر لي منزل أملكه يحلم به 90% من سكان العالم، كما أنها تدفع لي مبلغ لكل طفل من أبنائي يعينني على أن أوفر لهم حياة كريمة، و تتكفل بالرسوم الدراسية لي ولأبنائي، فلم يتحمل والدي أطال الله في عمره رسومي الدراسية من الروضة حتى أنهيت دراستي الجامعية، بلادي تتكفل بعلاجي أنا وأسرتي وإذا لم يتوفر العلاج في الكويت لاقدر الله ترسل من يحتاجه إلى الخارج، بلادي أعطتني بطاقة التموين التي أذهب بها كل شهر لأخذ كل ما تحتاجه أسرتي من مواد غذائية بنصف سعرها الحقيقي تقريباً، كما أنشأت لي شركة المطاحن لتوفر لي مالذ وطاب من أنواع الخبز، في بلادي تسمع صوت الأذان في كل شبر من مدنها، وبلادي حفظت لي كرامتي حتى بعد وفاتي فقد تكفلت بغسلي وتكفيني ووضعي في لحدي ، بلادي تهتم بي من المهد إلى اللحد، كل هذا بفضل من الله أولاً ثم بفضل وطن معطاء وأسرة حكم حكيمة وكريمة وفروا لأبناء الوطن الكثير. ( لئن شكرتم لازيدنكم )

‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا.

‏يقول الشاعر خلف بن هذال العتيبي:

‏وطنّا له علينا دين وإن جا موعده نوفيه
‏ بالأيدي حافظينه مثل حفظ القلب بضلوعه
‏،
‏وطنّا ما نبيعه مثل من باعوا ولا نعطيه
‏ أسامينا على صحراه مرسومه و مطبوعه
‏،
‏ومنّا من ركب فوق الخشب موج البحر غاطيه
‏ يحوّل بالحبال وياخذ المحار من قوعه
‏،
‏رجال البر ورجال البحر محد ٍ ترك عانيه
‏كرام من كرام وخلة الأجواد مرقوعة

‏ وطننا هو هيبتنا وهويتنا ، وفيه نتقلب بخيرات الله صباح مساء، كارهاً لنفسه من لايعشق وطنه، حفظ الله بلادي وشعبها من كل مكروه ، وأعزها وأعز من يعزها وأعز الله قادتها وسددهم وأصلح بطانتهم .
‏﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَد آمِنًا ﴾
‏ عمار ياكويت .

‏المهندس محمد بن خواش
‏Email: ⁦‪[email protected]‬⁩
‏Twitter: ⁦‪@mrq8i11‬⁩
‏ Instagram: mr_q8i111

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق