فنيات

منيرة العيدان: أهدافي تعانق السحاب

منيرة العيدان.. أول امرأة في الكويت والمنطقة تتولى وظيفة وتتلقى راتبا مقابل قراءة القصص ورواية الحكايات.. وهذه «المهنة» جعلتها تجول على عدد كبير من المدارس وتشارك في كثير من مهرجانات القراءة.. وتتعاون مع مجموعة من المؤسسات الثقافية، لتلتقي مع «جمهورها» من الأطفال الذين تتأنق حين تقابلهم، لتترك انطباعا جيدا لديهم من القصص التي تقرأها لهم. منيرة تستقر اليوم في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بوظيفة مشرفة نشر الثقافة العلمية.. وقد حاورناها عن هذه المهمة والمسؤولية التي تحملها إضافة إلى جوانب من حياتها وشخصيتها.

تتولين حاليا منصب مشرفة نشر الثقافة العلمية في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.. ما المهام التي تؤدينها في هذا الموقع الجديد؟
– أعمل حاليا في قسم نشر الثقافة العلمية في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وكثيرة هي المهام الموكلة إليّ في هذا المنصب، تتلخص في تحبيب الاطفال بالعلوم والمعرفة من خلال القصة.
من الفئات المستهدفة التي تسعين للوصول إليها لتزويدها بالثقافة والمعارف العلمية؟
– نستهدف بشكل أساسي الأطفال والنشء.

كتب ومجلات
هل تتوافر لديك الأدوات والمؤلفات والوسائل العلمية الموضوعة والمؤلفة باللغة العربية حتى تتمكني من إيصال محتواها للأطفال والشباب؟
– المصادر العلمية الموجهة للطفل قليلة ورتيبة، أعتمد على إصدارات المؤسسة كي أكتب قصصا للأطفال، مثل مجلة كيف تعمل الأشياء، ومجلة العلوم.
أين ومتى وكيف تنشطين في هذا المجال حتى تتمكني من أداء المهام والمسؤوليات التي يتطلبها منصبك في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي؟
– عملي له نصيب الأسد من حياتي، وحين ننظم الوقت يصبح كل شيء يسيرا.
كيف تجدين التجاوب.. وهل من الممكن تأسيس جيل مهتم بالعلوم بمعناها الواسع؟
– وجدت تجاوبا كبيرا من الأطفال خلال السنة الماضية التي كنت فيها أزور المدارس وأعرض عليهم قصصا علمية، لكن لا يمكن لي لوحدي أن أغرس هذا الشغف عند الطفل، لذلك يجب تحقيق الاستمرارية والتعاون مع المدرسة وأولياء الأمور لجعل تلاميذ المدارس يولون اهتماما للثقافة العلمية.

القصص الأدبية
لكن منيرة العيدان، كما نعرفها، ظلت على مدى سنوات تسعى بنجاح لجذب الأطفال والشباب لقراءة القصة الأدبية.. هل أصابك الملل لتنتقلي لنشر الثقافة العلمية؟
– نعم.. ومازلت أسعى لجذب الجميع لقراءة القصص، فالأدب قادر على التعامل مع جميع المجالات الحياتية، والقصة هي أخد أدوات التعليم عن طريق المتعة.. فالأدب أيضا يشمل القصص العلمية وقصص الخيال العلمي والتي أسلط الضوء عليها حاليا في عملي.
اليوم كيف تقيمين تجربتك في نشر القصة؟
* الحمد لله التجربة رائعة، فعملي أعطاني الكثير.. ولا أبالغ إن قلت إن شغفي بالقصة قد منحني وظيفة جديدة للمرة الأولى في المنطقة تحت مسمى جديد، وأكاد أكون متأكدة من أنني أول امرأة تتلقى راتبا شهريا مقابل أن تكون قاصة حكايات او راوية قصص بشكل رسمي.

مليون قصة
كان من أهدافك نشر وتوزيع مليون قصة.. هل استطعت تحقيق ذلك.. أم واجهتك عوائق وصعوبات؟
– كان ذلك المشروع عام 2013، ضمن حملة «أنا أقرأ» برعاية وزير التربية الأسبق الدكتور نايف الحجرف، وقد تلقيت يومها الحفاوة من المدارس والقائمين عليها، ووفقنا بتوزيع مجموعة قصصية تتكون من 10 حكايات لمئة ألف طالب.
طفل اليوم يفتح عينيه والهاتف الذكي أو الأيباد بين يديه يجذبه بكل ما يحتويه من أشكال وألوان وألعاب.. هل مازالت القراءة بكل أشكالها تأخذ حيزا من اهتمامه؟
– الأمر يعتمد على بيئته الأسرية، ونوع القصص التي تعرض عليه، لكن هل يمكن في هذا الزمن انتشال الطفل من الهواتف الذكية.. نعم أمر صعب، لكنه ممكن إذا قدمنا له كتبا مسلية وجاذبة بقدر جاذبية الألعاب الإلكترونية.
ما هي بنظرك العوامل التي تساعد على إعادة الاعتبار للكتاب المقروء في ظل مزاحمة الكتاب الإلكتروني ومنافسته؟
– أولها الأسرة والبيت، تليها المدرسة والمعلمة والأصدقاء.. بعدها يأتي دور المؤسسات ودور النشر في تطوير نوعية الكتب من حيث التصميم والرسم والنص.. بالإضافة إلى كل ذلك علينا الا ننسى أهمية التسويق لهذه الكتب.
يقال إن طفل اليوم لا علاقة له بالماضي وزمن الآباء والأجداد؟
– مقولة صحيحة إلى حد كبير، خاصة أن قصص التراث لم تتطور ولا يتم سردها بشكل جيد للأطفال.

العمل التطوعي
أنت عضوة في بعض الجمعيات واللجان التطوعية ما أبرزها.. وما دورك فيها؟
– أبرزها الجمعية الكويتية لحماية حقوق الطفل، والجمعية النسائية الكويتية، وقمت مؤخرا بعمل ورش قصص للأطفال ضعاف السمع في الجمعية الثقافية النسائية.
تنقلت بين عدد من المؤسسات المعنية بالثقافة والناشئة كالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولوياك ومجلة العربي الصغير ومكتبة ذات السلاسل وسواها.. كيف تصفين تجاربك معها؟
– عملت في برامج مختلفة مع هذه المؤسسات ومازلت أتعاون معها في مهرجانات مختلفة، واستفدت الكثير من تلك المسيرة أهمها تكوين معارف وأصدقاء في كل منها.
لم تكتفي بقراءة القصص للأطفال إنما ألّفت مجموعات قصصية.. ما هذه القصص وما الجديد في مجال التأليف؟
– لدي 4 إصدارات 3 منها للطفل، والرابعة رواية متعلقة بالتراث.. كما قمت بترجمة 3 موسوعات للطفل ستطلقها المؤسسة في معرض الكتاب، وهي من موسوعة استروكات الفضاء وبقدر ما ان الكتابة ممتعة جدا، لكن للأسف النشر عملية متعبة ومرهقة، وفي وطننا العربي دائما حق الكاتب مهضوم.
منيرة العيدان القارئة والمؤلفة.. لمن تقرأ؟
– أقرأ لكثيرين.. خاصة الكتاب العرب من مدرسة الحداثة.

القيم العائلية
أي القيم التي حرص الأهل على غرسها في نفسك من أيام الطفولة؟
– كثيرة هي القيم التي تعلمتها من أبي وأمي.. والحق إنهما بذلا قصارى جهدهما في تربيتي وإخواني، لعل أكثر هذه القيم قد تعلمتها بشكل تلقائي وبأسلوب غير مباشر ومنها احترام الكبير والصدق والأمانة.
بمن تأثرت أكثر.. بالوالد أم الوالدة.. ومن كان له التأثير الأكبر في شخصيتك؟
– تأثرت بالاثنين.. والدي كان ومازال منبع الحكايات، وأمي مدرسة في العطاء والالتزام.
هل تؤيدين الزواج العاطفي أم التقليدي ولماذا؟
– أهم شيء هو الكفاءة بين الطرفين.
سؤال شخصي: لماذا لم تتزوجي إلى حد الآن وانت فتاة جميلة وراقية؟
– نصيب.
كيف تصفين علاقتك بالسوشيال ميديا بإيجابياتها وسلبياتها؟
– علاقتي حازمة جدا مع مواقع السوشيال ميديا، أستخدمها لعرض الأنشطة فقط والتواصل مع الأصدقاء ومتابعة الجديد في عالم الثقافة، حتى الأخبار ما زلت أقرأها من الصحف فقط.

أناقة راقية
أناقتك لافتة وراقية الى أي حد تتابعين الموضة؟
– شكرا على الإطراء.. لا أتبع الموضة نهائيا وأكره التسوق، لكني أحرص دائما على أن أبدو أنيقة أمام جمهوري من الأطفال، وذلك كي تنطبع صورة جميلة في أذهانهم ترتبط بالقصة واللغة العربية.
ماذا يعني لك الحب.. وهل تعتقدين أنه مازال موجودا في زمن الماديات والمصالح وما صفات فارس الأحلام؟
– الحب موجود منذ بدء الخليقة، أجده في كنف أهلي وأعين الأطفال قبل أن أبدأ في سرد القصة.. مؤكد أن الحب موجود على الرغم من كل ذلك.
ما الأهداف والطموحات التي تسعين لتحقيقها؟
– أهدافي وطموحاتي كبيرة.. تعانق السحاب.. تتلخص في أن تعود اللغة العربية الفصيحة متألقة بأفواه الناس من جديد.
من هو أو هي قدوتك في حياتك الشخصية والعملية؟
– أمي وأبي بكل صراحة، وكل امرأة لديها رسالة سامية في الحياة.
إلى أي حد أنت راضية عن نفسك؟
– أتم الرضا.. ولكن طموحاتي تتعارض مع واقعي.
كيف تعبرين عن غضبك؟
– بالأكل وسماع الشعر والموسيقى.
وعن فرحك وسعادتك؟
– بإسعاد مَن حولي من الأحباب والأهل.

الثناء الصادق
من يجعل الابتسامة ترتسم على وجهك؟
– أي شخص يثني على عملي أو إصداراتي.. الثناء الصادق يملأ يومي زهورا وربيعا.
متى تقولين لا.. وآسفة هذا الطلب مرفوض؟
– حين يتعارض الطلب مع مبادئي.
إلى أي حد تجاملين؟ وفي أي المواقف ترفضين المجاملة؟
– لا أحب المجاملة إطلاقا- على الرغم من ضرورتها أحيانا- لأني لا أحب ان يجاملني أحد.. وأرفض المجاملة في كل الأحيان.
بماذا تقرين وتعترفين أمامنا الان؟
– أعترف بأنني كنت أعتقد أني حساسة وضعيفة، لكن مسيرتي في عملي، واستمراري به رغم العوائق والعقبات أثبتا لي أنني امرأة قوية حقا.
كلمة تحبين أن تسمعيها كل يوم؟
– كل كلمة طيبة وإيجابية، لأنها تمنحني جرعة سعادة.
وأخرى تكرهين أن تسمعيها؟
– الكلمات السلبية وأكثرها ترددا على مسمعي: طفلي لا يتحدث اللغة العربية.. هذه الكلمة كفيلة بتدمير يومي.
كيف تشغلين وقت فراغك؟
– بالقراءة أو الكتابة.. أو لقاء الأصدقاء.
في زمن الماديات والمصالح وانعدام القيم والأصالة عمَّ تبحث منيرة العيدان؟
– أبحث عن أفضل نسخة من منيرة، في جميع المجالات، والتي توافق تأملات والديّ ومحبيّ
كلمة شكر لمن توجهينها؟
لكل من يتابعني.. ولكل أصدقائي الذين يقفون معي دائما في كل المحافل.. ولأسرة جريدة القبس الحريصة دائما على تغطية نشاطي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق