في مشاريع طلبة السنة الرابعة في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، يكون التركيز بالدرجة الأولى على الرؤية الإخراجية التي يقدمها الطالب وهو على أعتاب التخرج، وهذا ما فعلته الطالبة فرح الحجلي عند تصديها لمسرحية الكاتب الأميركي ألمر رايس «الآلة الحاسبة» تحت إشراف د. شايع الشايع، حيث عرضت المسرحية مساء أمس الأول على مسرح حمد الرجيب في المعهد العالي للفنون المسرحية بالسالمية، بحضور لجنة التحكيم وأستاذ المادة الدكتور شايع الشايع، والفنان محمد المنصور، وعدد من أساتذة المعهد وطلبته وعدد من النقاد والمتابعين.
خطوة أولى
لعل الخطوة الأولى في قراءة الحجلي الإخراجية كانت من خلال تغيير عنوان المسرحية إلى «أقفاص»، وهو الأكثر دلالة على المعاني التي تقدمها من خلال قراءة جديدة لنص كتب في ثلاثينات القرن المنصرم، وتحديدا في الأزمة الاقتصادية التي كانت تعيشها الولايات المتحدة الأميركية، وموجة الاحتجاجات التي قام بها بعض الكتاب في تلك الفترة.
ومن أجل أن تكون رؤيتها الإخراجية متوافقة مع العنوان الجديد، لجأت المخرجة إلى تحويل المجاميع في العرض إلى اكسسوارات وديكور، وتحريكها وفق ما يتطلبه العمل الذي لا تتجاوز مدته الأربعين دقيقة.
هذه الخطوة الأولى أسهمت إلى حد كبير في تلافي بعض عيوب التمثيل التي ظهرت على العديد من المشاركين، وكان همّ المخرجة بالدرجة الأولى تقديم تطبيق عملي في الإخراج تستفيد فيه من دراستها لمادة «تطبيقات إخراجية».
رؤية جمالية
حاولت الحجلي أن تؤكد موهبتها الإخراجية على أكثر من صعيد في هذا العرض، وهي مدركة تماما للعيوب التي يمكن أن تحدث في الجانب التمثيلي، ونجحت في اختيار بعض الشخصيات، لعل أبرزها الشاب الذي أدى دور المحاسب المظلوم، الذي يعيش معاناة منذ خمسة وعشرين عاما قضاها في الوظيفة من دون أي ترقية، ثم يتهم بقتل مديره.
لعبت المخرجة على الجانب الأيمن من الخشبة وتناست الجانب الأيسر إلا في مشاهد قليلة، ونجحت في استغلال الجزء الأعلى في المنتصف الذي يشير إلى سطوة المدير، واستخدمت اللونين الأبيض والأسود.. كذلك استخدام أجساد الممثلين بطريقة جميلة، وكان ذلك أحد الحلول الإخراجية التي تبشر بميلاد مخرجة مدركة لعملها.
أسلوب اللعب على «العصي» في أيدي الممثلين كانت ناجحة خاصة عند استعمالها كبرواز للوحة كبيرة.
