خارجية

لبنان: تحالف مستقبلي – قواتي في دائرتين فقط

قبل خمسة أيام على إقفال مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية في 26 مارس الحالي، تسارعت مفاوضات الأحزاب والكتل السياسية لوضع اللمسات الأخيرة على لوائحها، فيما شهدت الترشيحات حركة انتقال من لائحة الى أخرى، كما سجل انسحاب عدد من المرشحين من السباق الانتخابي بعد ان تعذر عليهم إيجاد مكان على اللوائح.
وفي آخر نتائج المفاوضات الانتخابية بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، يمكن القول انه تم التوافق على تحالف انتخابي في دائرتين اثنين من دون ان تقفل نهائيا أبواب التفاوض على دوائر أخرى، وان بات الأمر اكثر صعوبة. وقد شمل التوافق دائرة بعلبك – الهرمل التي جمعت الحليفين السابقين تحت عنوان مواجهة حزب الله في عقر داره مع إدراك الطرفين ان ثمة حظوظاً مرتفعة لخرق لائحته بنائبين أو أكثر، علماً أن رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني يسعى هو الآخر لتشكيل لائحة ثالثة، وهو ما قد يشتت الأصوات المعارضة لحزب الله ويعزز من قوة لائحته. مصادر مقربة من تيار المستقبل كشفت لـ القبس عن إمكانية تشكيل لائحة مشتركة في بعلبك – الهرمل تضم مرشحَي المستقبل حسين صلح وبكر الحجيري عن المقعدين السنيين، ومرشحين مسيحيين للقوات هما الماروني انطوان حبشي واللواء المتقاعد سليم كلاس عن المقعد الكاثوليكي. أما عن المقاعد الشيعية فقد استقر الاختيار حتى الآن على يحيى شمص وغالب ياغي.
وبالتالي يكون التحالف بين «القوات» و«المستقبل» قد اقتصر على دائرتي بعلبك – الهرمل وعكار بعدما تقرر ضم العميد المتقاعد وهبي قاطيشا الى لائحة «المستقبل» في عكار، فيما يبدو ان «المستقبل» قد فضّل التحالف مع التيار الوطني الحر في باقي الدوائر.
وكانت مصادر القوات اللبنانية اكدت أمس ان المفاوضات مع «المستقبل» قد انتهت وحسمت، بعدما أبلغت المراجع الرسمية في «المستقبل» الوزير ملحم رياشي ان التحالف في دائرة صيدا – جزين غير وارد، وبعد ان اقترح «المستقبل» على «القوات» ترشيح شخصية ارثوذكسية في البقاع الغربي بدلا من مرشحها إيلي لحود عن المقعد الماروني، وبعدما حسم «المستقبل» عدم إمكانية التحالف في بيروت وزحلة بسبب تحالفه مع «التيار الوطني الحر» وحزب «الطاشناق»، وحسم أيضا قرار ترشيح السيد نقولا غصن في دائرة الشمال المسيحية على لائحة الوزير جبران باسيل، تاركا المقعد الأرثوذكسي شاغرًا في عكار في حال رأت «القوات» ان مصلحتها تكمن في إعادة الانضمام إلى لائحة «المستقبل».

المقاومة أو «داعش»
كيف تقرأ مصادر مستقلة توافق ركني 14 آذار السابقين في دائرة بعلبك – الهرمل؟ تقول هذه المصادر لـ القبس ان هذا التحالف الانتخابي اليتيم على رمزيته يؤرق حزب الله لسببين: أولا لأنه يعتبر ان قضاء بعلبك الهرمل هو عرين «المقاومة» ومنبتها، وثانيا لأن تحالف القوات – المستقبل يبقي صورة 14 آذار حية في اذهان اللبنانيين بعدما بددتها التسوية السياسية الرئاسية بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، والقانون الانتخابي الجديد الذي جعل من الكل خصوما للكل. وتلفت هذه المصادر الى أهمية المنازلة في هذه الدائرة التي يحشد لها حزب الله بكل قوته بدءاً من تصريحات قادته، وعلى رأسهم أمينه العام حسن نصرالله، الذي أعلن قبل أيام بأنه «مستعد للتوجه شخصياً إلى منطقة البقاع، لإنجاح لائحة الثنائي الشيعي على الرغم من الاخطار التي قد تتهدد حياته»، متهما من يقترع ضد لائحة المقاومة من أهالي بعلبك – الهرمل بأنه حليف لجبهة النصرة وتنظيم داعش. وهو ما استدعى رداً عنيفاً من الأمين العام السابق لـ «حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي الذي انتقد الحديث عن أن من لا ينتخب «حزب الله» ولائحته في بعلبك – الهرمل هو من «شيعة السفارات»، متسائلاً «هل في بعلبك والهرمل وشمسطار شيعة سفارات»؟ وأشار الى أن الذين يتحدثون بهذا المنطق يعتبرون سفارة إيران غير سفارات العالم، وأردف: «هذا عهر».
وتعرب هذه المصادر عن ثقتها بأن حزب الله قد سلم على مضض بإمكانية خرق أشرس خصومه، أي القوات اللبنانية، للمقعد الماروني الوحيد في هذه الدائرة الذي واصل احتكاره، منذ اول دورة انتخابية بعد اتفاق الطائف، رغما عن إرادة الجماعة المارونية في منطقته. أما ما لا يمكن ان يقبل به حزب الله بحسب المصادر نفسها فهو إمكانية خرق لائحته بأحد المقاعد الشيعية الستة وهو ما يجهد الحزب على منعه بكل الوسائل.

حزب الله – التيار
على ضفة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» لا تبدو الأمور أقل تعقيداً ولكنها «تشتعل» من دون ضجة إعلامية او تصريحات كلامية على غرار السجالات الحامية بين مكونات فرق 14 آذار. فالتيار الوطني الحر لم يهضم بعد ترشيح حزب الله لحسين زعيتر (من بعلبك) عن المقعد الشيعي في جبيل، عدا عن أن العائلات الشيعية في القضاء عبرت عن استيائها من محاولة حزب الله فرض مرشح عليهم من خارج بيئتهم. وإن كانت مصادر جبيلية مستقلة لا تعول على انتفاضة أهلية بوجه حزب الله الممسك ببيئته بقبضة حديدية. ويواصل «حزب الله» مشاوراته لتشكيل لائحة خاصة به في كسروان وجبيل تواجه لائحة «التيار الوطني الحر» ولائحة «القوات اللبنانية» بالإضافة الى لائحة للكتائب والمستقلين، وقد جرى تكليف الوزير السابق جان لوي قرداحي لتشكيل لائحة من شخصيات مسيحية لا تشكل استفزازا للتيار، علما ان حزب الله تجنب ترشيح شخصيات كانت منتمية سابقاً إلى التيار او محسوبة عليه مراعاة لخاطر حليفه «الاستراتيجي».

خالد الضاهر يزور الحريري.. ويعلن عزوفه عن الترشّح

أعلن النائب خالد الضاهر عن عزوفه من الانتخابات النيابية، مؤكدا «لم أخضع يومًا للابتزاز».
كلام الضاهر جاء عقب لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط، معتبرا أن هدفه الأساسي هو وحدة الصف وخدمة المشروع المدني وحماية لبنان من المشاريع الإيرانية أو الإسرائيلية.
وأكد وقوفه إلى جانب الحريري، كي يشكل أكبر كتلة في لبنان، داعيا كل اللبنانيين ليكونوا إلى جانب الحريري لحماية لبنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق