خارجية

ماكرون: “العلمانية لم تقتل أحدا” ونقاش حول فصل الدين عن الدولة

أثارت تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دافع فيها عن العلمانية، ردود فعل متباينة في أوساط المعلقين العرب والفرنسيين على حد سواء.

وقال الرئيس الفرنسي في تغريدة إن ” اللائكية ( العلمانية في فرنسا) لم تقتل أحداً”، فيما بدا ردا على الانتقادات التي وجهت للنظام الفرنسي العلماني، منذ تصريحاته الأخيرة حول الإسلام وأزمة الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد.

علمانية فرنسا قيد التساؤلات
وقوبلت تغريدة ماكرون بالرفض والسخرية من قبل البعض، إذ رأى فيها مغردون “تصعيدا جديدا ورأيا شخصيا يقبل التفنيد”.

واستشهد فريق المنتقدين لتصريحات ماكرون بالتاريخ الاستعماري لبلاده، خاصة في الجزائر التي تحتفي هذه الأيام بالذكرى ٦٦ لاندلاع ثورة التحرير.

delete?s=20

delete?s=20

delete?s=20

كما عقد آخرون مقارنة بين العلمانية الفرنسية والعلمانية البريطانية والألمانية التي تتخذ برأيهم نهجا “أكثر تصالحا مع الدين والثقافات الأخرى”.

ويتساءل أحدهم: “ما فائدة العلمانية التي تتباهى بها فرنسا؟ أليس هدف العلمانية منع الاضطهاد الديني وحماية التنوع؟ والوقوف ضد القمع في العالم ألم تكن هذه مبادئ الثورة الفرنسية؟”

delete?s=20

delete?s=20

من جهة أخرى، أعرب قسم من المعلقين عن تأييده لما جاء في حديث ماكرون، داعين إلى عدم خلط المفاهيم وربط التاريخ الاستعماري الفرنسي بالعلمانية.

وقال بعض المؤيدين لحديث ماكرون إن الاستعمار “حركة سياسية كانت موجودة على مر العصور في كل الأمم التي كانت تتنافس على بسط نفوذها على العالم، أما العلمانية فهي حركة فكرية تعامل الحاضر بالحاضر والواقع بالواقع، والأساس في إعمال العقل لا النقل”.

delete?s=20

delete?s=20

delete?s=20

بين مفهومي “الدولة الدينية والعلمانية”
واتسع الجدل حول تغريدة ماكرون ليشمل مقارنة بين نموذجي الدولة الدينية والعلمانية، و نقاشا حول مدى تقبل الشعوب العربية لها كأساس للحكم.

delete?s=20

delete?s=20

فالعلمانية من وجهة نظر مؤيدها هي “الأسلوب الأمثل للحكم، ولوضع حد للنزاعات الطائفية والمذهبية والسياسية التي تشهدها دول في المنطقة”.

ويرى مؤيدو العلمانية أن “المتدينين هم أول من يجب أن ينادي بتطبيق العلمانية لأنهم أول المستفيدين منها وستحررهم من السلطة السياسية والقمع”.

إلا أن معارضي العلمانية قالوا إن العديد من أنظمة الدول العربية والإسلامية الحالية “أقرب إلى العلمانية بكثير”، ما يعني، برأيهم، أنها “أخفقت في معالجة مشاكل المجتمعات”.

ويضيف فريق معارضي العلمانية أن “العلمانية لن تخدم دولهم “، فالدين الإسلامي عندهم “لا يوجد فيه نظام كهنوتي خلافا لأوروبا التي عانت في ما مضى من احتكار الكنيسة للدين”.

delete?s=20

delete?s=20

delete?s=20

واستمر السجال العلماني الديني عبر مواقع التواصل، حيث عارض مدونون مفهوم “الإسلام الذي يخلو من كهنوت” مشيرين إلى أن بعض العلماء والفقهاء “حولوا الدين إلى موضوع كهنوتي قائم على الغيبيات والتفاصيل المتعلقة بالماضي”.

في المقابل قال آخرون إن مفهوم العلمانية “شُوه عربيا من قبل رجال دين، في الوقت الذي تساند فيه بعض النخب العلمانية الديكتاتوريات وتعمل على مسح كل شيء متعلق
وبحسب علماء السياسة فإنه لا يوجد مفهوم واحد أو مصطلح محدد متفق عليه للعلمانية، إذ يختلف تعريفها حتى داخل الفضاء الأوروبي. لكن التعريفات المختلفة تتمحور حول فكرة أساسية، وهي “الفصل بين مؤسسات الدولة والسلطة الدينية”.

وتعني اللائكية ( العلمانية في فرنسا) الفصل القانوني بين المؤسسة الدينية والدولة، حسب ما أقره قانون سنة 1905

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق