خارجية

لبنان: تسخين لتأليف الحكومة ورئاسة البرلمان

وُضع قطار استحقاقات «ما بعد» الانتخابات النيابية في لبنان على السكة رسميا أمس، وأبرز محطاته اختيار رئيس ونائب رئيس وأعضاء هيئة مكتب مجلس النواب الجديد، ومن ثم اجراء استشارات لتكليف رئيس حكومة مهمّة تأليف مجلس الوزراء الجديد. واذا كانت مقاليد الرئاستين الثانية والثالثة باتت شبه محسومة انها ستؤول مجددا الى الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، فإن المناخات المشدودة التي برزت في الساعات الماضية على أكثر من جبهة سياسية، وفي شكل خاص بين «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، وبين الاخير والحزب الديموقراطي اللبناني، التي تضاف الى تمسّك أطراف محلية بحقائب معينة والى اصرار قوى اخرى على أخذ أحجامها الجديدة في الاعتبار خلال توزيع الحصص الوزارية، توحي بأن عملية التشكيل لن تكون «نزهة».
وتقول مصادر مطّلعة إن هذه الملفات كلّها كانت حاضرة أمس في الاجتماعين اللذين ضمّا في قصر بعبدا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، وفي عين التينة، الاخير والرئيس بري، حيث تم تفكيك بعض العقد التي يمكن ان تعترض طريق التأليف. ولفتت المصادر إلى ان جلسة انتخاب رئيس المجلس ستُعقد على الأرجح في 23 مايو الجاري، وقد تم التوصل الى اتفاق مبدئي على أن تؤول نيابة رئاسة مجلس النواب الى النائب المنتخب الياس بوصعب على اعتبار ان تكتل «لبنان القوي هو الاكثر تمثيلا للأرثوذكس». اضافة إلى شبه اتفاق على ان يكون البيان الوزاري للحكومة الجديدة شبيها ببيان الحكومة الحالية وبـ«الملحق» الذي أضيف اليه لناحية النأي بالنفس والتزام القرارات الدولية، لتفادي السّجالات وتسهيل مهمة التأليف. غير ان بعض القضايا الخلافية كثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، عادت الى الواجهة. فنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكد ان «قوة لبنان بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي أصبحت ثابتة وغير قابلة للتغيير، ومن أراد أن يلعب على الألفاظ فيسحب عنوان المقاومة ليضع عنوانا آخر وليركب ثلاثية جديدة يضيع وقته ويتسلى بأحجية وكلمات لا معنى لها ولا أي مضمون».

مناخات مشدودة
بدورها، لا تبدو الاجواء السياسية «صافية» أو هادئة، فقد سجّلت العلاقات بين «المستقبل» و«الاشتراكي» تدهورا ملحوظا أظهر ان الخلاف «الانتخابي» لا يزال نارا تحت الرماد. فبعد ان كان الاخير صوّب على رئيس الحكومة امس قائلا انه «لا يستطيع أن يقف محايدا إزاء الجريمة التي حصلت في الشويفات»، انتقد جنبلاط الحريري عبر تويتر قائلا «اما وقد انتهت الانتخابات فغريب كيف ان بعض الخاسرين يدّعون النصر والبعض الآخر يلجأ الى الضجيج الاعلامي بدل احترام القانون». فما كان من رئيس الحكومة الا ان رد عليه عبر تويتر قائلا «يا ليت يا وليد بيك تحل عن المستقبل شوي وما تحط كل مشاكلك علينا وشكرا».

الحريري خسر؟
في المقابل، وفيما تستمر الاحتفالات الانتخابية في الداخل، كان لافتا تحليل النتائج الذي أتى من خارج الحدود، وتحديدا من تركيا. ففي موقف سياسي لافت، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو «لقد خسر رئيس الحكومة سعد الحريري في الانتخابات، ومن المعروف لماذا خسر، ولا أريد أن أتدخل في شؤون لبنانية داخلية». وردا على سؤال، قال «تعرفون الحريري وتعرفون أسباب فشله فعندما نعرف الخطأ نصارح به» غامزا من قناة السعودية.

أرسلان يصعِّد
من جهة ثانية، تفاعلت حادثة الشويفات التي ذهب ضحيتها الشاب الاشتراكي علاء ابو فرج، على الساحة الدرزية، متخذة أبعادا خطيرة. ففي مؤتمر صحافي شن ارسلان هجوما عنيفا على جنبلاط قائلا: الطائفة الدرزية حضنتك فـ«ضبّ الزعران عن الأوادم»، وعلاء أبي فرج هو ضحية الشحن في النفوس. واذ اكد ان «التجريح الشخصي به وبما يمثّله على مستوى الطائفة من بعض (الأوباش) أمر غير مقبول»، اعلن ان «ضميره» مرتاح وسلمّ من كانوا عنده من متورطين. وقال لجنبلاط «أتريد تهدئة ومعالجة؟ فنحن حاضرون وانتظر قرارك النهائي وارفض الكلام مع اي مسؤول من قبَلك، فتكلّم معي وجها لوجه أنت أو تيمور».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق