غير مصنف

لبنان: الجميل يطعن في الموازنة

حدثان منفصلان في الشكل مترابطان في المضمون سحبا مؤقتا الاهتمام من دائرة الانتخابات النيابية على مسافة عشرة أيام من موعدها: مؤتمر بروكسل لدعم النازحين السوريين في الدول المجاورة الذي بدأ اعماله أمس ويختتمها اليوم، وطعن حزب الكتائب اللبنانية بقانون الموازنة العامة لعام 2018 وبالمادة 49 منه.
ومع انشغال كل القوى السياسية بتجهيز أرضيتها إلى الحد الأقصى لموعد السادس من مايو المقبل، بدا ان الاستحقاق الانتخابي النيابي يخرج عن كونه عملية سياسية اعتيادية في النظام الديموقراطي ليصبح «استفتاء على هوية لبنان»، بحسب عضو كتلة حزب الله النائب نواف الموسوي.
والى العاصمة البلجيكية وصل امس رئيس الحكومة سعد الحريري، لتمثيل لبنان في مؤتمر دعم النازحين السوريين الذي يفتتح اليوم في العاصمة البلجيكية. وعلمت مصادر ان الاسرة الدولية تعتزم تقديم مساعدات لـ5 ملايين لاجئ سوري يقيمون في دول الجوار، ونحو 6 ملايين نازح داخل سوريا.
ونقلت مصادر مقربة من المستقبل أن الحريري سيعود فور القاء كلمته في المؤتمر الى بيروت لمتابعة جولاته الانتخابية في المناطق التي لم يزرها بعد، تاركا متابعة أعمال المؤتمر للوفد الوزاري الذي سبقه أمس، ويضم الوزراء: مروان حمادة، وبيار بوعاصي ومعين المرعبي.

الجميل: لمحاسبة السلطة
اما الحدث الثاني الذي لا يمكن توقع ابعاده بعد، فهو نجاح النائب سامي الجميل، في تقديم طعن بقانون الموازنة والمادة ٤٩ منه أمام المجلس الدستوري بعد أن تمكن من تأمين تواقيع 10 نواب، هم إضافة الى نواب كتلة حزب الكتائب الخمسة: دوري شمعون، وجيلبيرت زوين، ويوسف خليل، وسيرج طورسركيسيان، وإيلي عون. ويأتي الطعن تتويجا لمواقف الجميل الرافضة للمادة 49 التي اقرت ضمن موازنة 2018 باعتبار أنها خطوة في مسار توطين اللاجئين السوريين، إضافة الى رفضه للموازنة بشكل عام لكونها أقرت من دون قطع حساب. ونفى الجميل في دردشة مع الإعلاميين اثر تقديمه الطعن ان يكون قد أقدم على هذه الخطوة لأسباب انتخابية، مذكرا بأنه طعن في مرة سابقة بقانون الضرائب ولم تكن هناك انتخابات، مؤكدا أنها تأتي استكمالاً «للعمل الذي بدأناه منذ اليوم الأول لمراقبة ومحاسبة السلطة على أدائها».
وبالتزامن مع طعن الكتائب وجه رئيس الجمهورية ميشال عون، رسالة الى مجلس النواب بواسطة الرئيس نبيه بري، متمنياً اعادة النظر بمضمون المادة 49 من قانون الموازنة المتعلّقة بمنح إقامة لكلّ عربي أو أجنبي يشتري وحدة سكنية في لبنان. وعلم انه تم التوافق بين الرئيسين عون وبري على التريث بإعطاء المجرى الدستوري للرسالة الرئاسية بعد تقديم 10 نواب الطعن بالموازنة امام «الدستوري».
بالعودة الى الشأن الانتخابي الذي بات أولوية كل الافرقاء السياسيين، يوجه اليوم رئيس الجمهورية رسالة الى اللبنانيين المقيمين والمنتشرين، مع اقتراب اقتراع المغتربين الذي يبدأ يوم الجمعة في البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدول العربية، ويستكمل يوم الاحد في دول اوروبا واميركا وافريقيا، ويختتم في 6 مايو المقبل في لبنان.
وفي سياق متصل، تم امس تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة الداخلية والبلديات لتطبيق دقائق احكام الفصل الحادي عشر من قانون الانتخاب المتعلق باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية.

رفع الحاصل
وفي سياق الجولات واللقاءات الانتخابية التي ينظمها حزب الله في دوائره، رد النائب نواف الموسوي على تيار المستقبل من دون ان يسميه، معتبرا ان هذه الانتخابات هي فرصة تاريخية لا تتكرر، «لأن القوم ما عادوا يريدون هذا القانون الانتخابي الجديد، وسيعملون ما بوسعهم إذا كانت لهم الأكثرية في المجلس النيابي القادم، لكي يسقطوا هذا القانون ويأتوا بقانون جديد». وأشار الموسوي الى ان المعركة ليست معركة الصوت التفضيلي، وإنما هي رفع الحاصل الانتخابي.
وبعد حادثة الاعتداء عليه من قبل حزب الله، عقد المرشح في لائحة «شبعنا حكي» عن المقعد الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة، الاعلامي علي الأمين، مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن الاعتداء وتداعياته، مذكرا بما نبه اليه في السابق بأن «الاستبداد يتذرع باسم الدين حينا، فيصوّر خصومه انصارا ليزيد وابن زياد، وباسم المقاومة حينا آخر فيصوّر من يخالفه ولو في الرأي عميلا وخائنا، فيسوّغ لنفسه واتباعه هدر كرامته وسمعته وعرضه وربما دمه»، داعيا الجنوبيين الى ان يقرروا اي حياة يريدون ان يعيشوا، موضحا ان المقاومة ما كانت يوما ملكا لأحد ولا حكرا على احد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق