بينت اختصاصية بريطانية ان النساء اكثر عرضة لتشخيص الإصابة بسرطان الامعاء في مرحلة متأخرة من المرض مقارنة بالرجال، مما يزيد فرصة وفاتهن كثيرا. ويحتل سرطان الامعاء المرتبة الثالثة في قائمة السرطانات الاكثر انتشارا بين نساء بريطانيا. وتشير الاحصائيات الى ان نسبة وفيات النساء المصابات بسرطان الامعاء تكون اسوأ (أعلى) مقارنة بالرجال. والسبب في ذلك هو ان ثلث حالات الاصابة بسرطان الامعاء، وخاصة سرطان القولون، يتم تشخيصها في غرف الطوارئ بعد وصولها مرحلة متقدمة من المرض. حيث بينت دراسة نشرتها مجلة السرطان ان %34 من المصابات بسرطان القولون تم تشخيص اصابتهن بسرطان الامعاء في غرف الطوارئ. ويأتي هذا الامر على الرغم من ان معظم المصابات اشرن الى بدء شكواهن من الاعراض الخطرة للمرض لعدة اشهر، وانهن زرن الطبيب عدة مرات قبل تشخيص إصابتهن بالمرض.
وقام باحثون من جامعة كلية لندن بتحليل ظروف تشخيص ما يقارب 6 آلاف اصابة بسرطان الامعاء ما بين 2005 الى 2010. ووجدوا ان معظم الذين شخصت اصابتهم في الطوارئ راجعوا الطبيب في الشهور السابقة نتيجة الشكوى من اعراض المرض. ووجدوا ان النساء كن اكثر زيارة للطبيب وشكوى من الاعراض مثل الانيميا وخروج دم في الاخراج، وألم البطن وتغير عادات الاخراج. بينما قلّت فرصة شكوى الرجال وقصدهم للطبيب. وعليه، فالنساء اكثر عرضة للتشخيص الخطأ مقارنة بالرجال، وتشخيص حالتهم خطأ بأنها مرض نسائي او قولون عصبي او اسهال او حالة اقل خطرا من السرطان.
وعلق احد الباحثين «صعوبة تشخيص الاصابة بسرطان الامعاء هي تشابه اعراضه مع عدة امراض اخرى.
وبما أن اكثر عرض شكت منه النساء قبل تشخيص اصابتهن بالسرطان هو ألم البطن، فمن السهل ان يختلط هذا الأمر مع عدة حالات نسائية. وقد يفسر ذلك سبب تشخيص الرجال بسرطان الامعاء في وقت مبكر، نتيجة لعدم وجود تفسير اخر لشعورهم بألم البطن. وبما أن تشخيص السرطان غالبا ما يتم عن طريق استبعاد الامراض الاخرى، فقد يتأخر تشخيصه نتيجة وقت انتظار نتائج فحوصات تثبت خلو جسم المرأة من الاصابة بأمراض اخرى».
لذا، شدد الخبراء على ضرورة زيادة وعي الاطباء بضرورة الانتباه الى اعراض الخطر للإصابة بسرطان الامعاء، وخاصة لدى النساء اللاتي لديهن عوامل الخطر مثل اصابة عائلية وتعدي العمر 45 سنة والتدخين والسمنة.
