محليات

الكويت تؤكد إلتزامها بمبادئ حركة عدم الانحياز وأهدافها

اكدت دولة الكويت اليوم الجمعة التزامها بمبادئ حركة عدم الانحياز وأهدافها وانفتاحها على مشاغل دول الحركة ومصالحها انطلاقا من مسؤوليتها بصفتها عضوا حاليا بمجلس الامن.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت التي ألقاها مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون المنظمات الدولية ناصر الهين أمام المؤتمر الوزاري ال18 للدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز الذي يواصل اعماله في باكو عاصمة اذربيجان لليوم الثاني على التالي.
وجدد الهين في الكلمة التزام دولة الكويت بمبادئ واهداف حركة عدم الانحياز “التي نشأت في ظروف دولية استثنائية قبل أكثر من نصف قرن”.
وأوضح ان نزعة الاستقطاب غلبت على المشهد الدولي في ذلك الوقت فيما عرف بالحرب الباردة مشيرا الى ان حركة عدم الانحياز تشكلت حينها بوصفها تنظيما دوليا فاعلا يجسد مصالح العالم النامي قائما على اسس التضامن.
وأضاف ان الحركة “تجاوزت جميع محددات الانتماءات الجغرافية والاثنية والدينية والايدولوجية وفق طابع شمولي للأهداف والمبادئ السامية التي تمت ترجمتها على ارض الواقع في محافل ومحطات تاريخية عديدة عكست قدرتها في تحقيق اطر التعاون بين دولها وبشكل يثبت قابلية الحركة بأن تكون طرفا فاعلا في النظام الدولي الجديد المبنى على اسس احترام لمبادئ ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الانسان”.
وأشار الهين الى ان شعار المؤتمر المتمثل في (تعزيز السلم والامن الدوليين لتحقيق التنمية المستدامة) “يلخص ما نستشعره من خطورة انتشار مظاهر العنف والتطرف العنيف وتداعياتها التي تتجلى في استحالة تحقيق التنمية المستدامة لا سيما في ظل النزاعات التي تعصف بعالمنا اليوم وتهدد استقراره”.
واكد ان “مفاهيم السلم والامن والتنمية متلازمة فيما بينها مرتبطة بعلاقة طرديه حيث ما ان يعم السلم والامن الا ونعم العالم بالتنمية”.
وأبرز الهين حقيقة ان التنمية تقوم على ركنين اساسيين هما الامن والغذاء لقوله عز وجل “فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف”.
وأشار في هذا السياق الى ان “الجمع بين الاطعام من الجوع والامن من الخوف نعمة عظمى لا ينعم الانسان ولا يسعد الا بهاتين النعمتين حيث لا عيش مع الجوع ولا امن مع الخوف ولا تكتمل هذه النعم الا باجتماعهما”.
وسلط الهين الضوء على ان دولة الكويت ابدت انطلاقا من مسؤوليتها كعضو في مجموعة الحركة داخل مجلس الامن انفتاحا على مشاغل دول الحركة ومصالحها وسعت الى تحقيق التوافق حول القضايا المطروحة على المجلس بما يدعم دوره في صيانة السلم والامن الدوليين.
وذكر ان دولة الكويت سعت كذلك خلال رئاستها لمجلس الامن الدولي في شهر فبراير الماضي الى تسليط الضوء على عدد من قضايا الحركة وهمومها وستسعى جاهدة الى التعاون مع اعضاء الحركة في نقل شواغلهم.
وشدد الهين على موقف دولة الكويت المبدئي والثابت في ادانة الارهاب بأشكاله وصوره كافة وتأييد جميع الاجراءات والتدابير الدولية لمكافحة الارهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وقال ان الكويت تساهم بشكل كبير في تقديم الدعم اللوجستي للتحالف الدولي لمحاربة الجماعات المتطرفة وتلازما مع مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق استضافت الكويت الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الارهابي واستضافت كذلك مجموعة من الاجتماعات الدولية لمكافحة الارهاب انطلاقا من مسؤولياتها في التحالف الدولي ضد هذا التنظيم الارهابي وحرصها على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء.
وأبرز الهين اهمية القضية الفلسطينية بصفتها القضية المركزية الاولى للامة العربية منذ احتلال اراضيها في عام 1967 مشيرا الى ان تلك القضية “تشبعت مبادرات دولية واقليمية وقرارات اممية دون ان تجد طريقا للتنفيذ”.
وأوضح ان ذلك يأتي “بسبب تعنت سلطة الاحتلال الاسرائيلي ورفضها الصريح والسافر لتنفيذ القرارات الشرعية الدولية وقيامها بممارسات استيطانية غير قانونية وغير شرعية وانتهاكاتها المستمرة للحرم القدسي الشريف والتي تعتبر تهديدا صارخا للسلم والامن الدوليين ومخالفا لقرارات مجلس الامن ذات الصلة واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949”.
واضاف ان “القرار الامريكي الاخير القاضي بنقل سفارة واشنطن للقدس يشكل هاجسا وتحديا جديدا لدول المنطقة والعالم اجمع منتهكا بذلك جميع القوانين والمواثيق الدولية باعتبارها اجراءات احادية الجانب تجاهلت الابعاد القانونية والسياسية والدينية الاساسية للقدس محذرا من تبعات واثار وعواقب بعيدة المدى بتحويل النزاع الى حرب دينية لا تنتهي سيستغلها المتطرفون في نشوب صراعات جديدة في المنطقة”.
واكد الهين مطالبة دولة الكويت بضرورة حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة والاعتراف بدولته المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس الشرقية وفق حدود الرابع من يونيو عام 1967 ووفق مبدأ الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
وأشار الى ان الكويت قامت في إطار عضويتها في مجلس الامن الدولي بعقد جلسة خاصة شارك فيها عدد من كبار السياسيين من مختلف المؤسسات الدولية ذات الصلة تم التأكيد خلالها على ضرورة الالتزام بكافة القرارات الدولية ذات الصلة وحل الدولتين القاضي بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.
وحذر الهين من تقليص الموارد المالية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) قائلا ان تراجع هذه المؤسسة عن تقديم مهامها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين سيتسبب في فوضى أمنية وسيكون له اثر على الامن الإقليمي.
وأوضح ان ذلك سيكون بسبب تضاعف حالات الفقر وارتفاع نسبة البطالة والجريمة في الوقت الذي يواجه الشرق الاوسط مخاطر وتهديدات متعددة على رأسها الارهاب الذي تفشى نظرا للاضطرابات التي تعاني منها المنطقة باسرها التي تستلزم التضافر لمواجهته بكافة السبل الممكنة.
وقال الهين ان “دولة الكويت لا تزال سباقة في تقديم كل صور واشكال الدعم الانساني للأشقاء الفلسطينيين ولم تتخل يوما عن دعم الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية”.
واكد حرص الكويت الدائم على دعم أعمال وكالة (أونروا) من خلال تقديم مساهمات قاربت 150 مليون دولار امريكي خلال السنوات الأخيرة وعبر مساهماتها السنوية الطوعية لميزانية الوكالة أو عبر تلبية الاستجابات للنداءات العاجلة التي أطلقتها الوكالة.
وحث الهين في هذا السياق الدول كافة على دعم الوكالة لما تقوم به من دور مشهود وذلك بناء على ما تعانيه حاليا.
واستعرض الهين تطورات الوضع في سوريا قائلا ان الأزمة هناك دخلت في عامها الثامن مثقلة بكوارث ومعاناة إنسانية خلفت أعدادا لا تعد ولا تحصى من القتلى واللاجئين والنازحين نتجت عن عنف مفرط للقوة على ما سواها من مشاهد الأزمة المتعددة”.
وجدد الهين التأكيد على موقف الكويت بأن “حل هذه الأزمة الكارثية لن يكون الا من خلال حل سياسي بعيدا عن أية حلول ترتكز على العنف كالحلول العسكرية أو الأمنية منها وفي إطار الدعم الواسع للمجالات الإنسانية”.
وقال ان الكويت ساهمت مع مملكة السويد في صياغة القرار 2401 الذي حاز على اجماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والذي قضى بضرورة وقف الأعمال القتالية في الأراضي السورية كافة لمدة 30 يوما وبشكل يمكن منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها من إيصال قوافلها الإنسانية الى المحتاجين والمنكوبين جراء هذه الأزمة التي طالت أمدها.
وجدد الهين تهنئة دولة الكويت الى العراق حكومة وشعبا على الانتصار التاريخي الذي حققه لتحرير أراضيه مما يسمى بتنظيم (داعش) مثمنا عاليا التضحيات المقدمة من قبل أبناء الشعب العراقي الذي سطر أعلى معاني البطولة في الحرب ضد الإرهاب.
وقال ان حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بادر بالدعوة الى عقد (مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق) في شهر فبراير الماضي برئاسة مشتركة بين دولة الكويت والعراق والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي تمخض عنه تعهدات بلغت ما يقارب 30 مليار دولار من الدول المشاركة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني كان نصيب الكويت منها ملياري دولار وذلك من أجل الاسهام في مساعدة العراق الشقيق في ظل ما يمر به من ظروف راهنة حرجة ودقيقة.
ولفت الدبلوماسي الكويتي النظر الى الوضع في اليمن الذي يمر بظروف سياسية وأمنية وإنسانية دقيقة نتيجة لما خلفه النزاع الحاصل بين الفرقاء اليمنيين والذي ولد حالة من عدم الاستقرار تسببت في إطالة المشهد المأساوي اليمني.
وقال “اننا نجدد التزامنا الكامل والمطلق بوحدة اليمن واحترام سيادته ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية كما نؤكد بأن الحل السياسي في اليمن يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار 2216”.
واشاد الهين بالجهود التي بذلها المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ لإنهاء هذا الصراع إبان توليه منصبه متمنيا في الوقت النجاح للمبعوث الجديد مارتن غريفيث التوفيق والنجاح في هذه المهمة “التي تشهد ظروفا استثنائية تتطلب من الجميع تقديم الدعم والجهود لتحقيق الغايات المرجوة”.
وأشار الهين الى ان دولة الكويت بذلت جهودا كبيرة من أجل تسوية النزاع الدائر في اليمن سلميا حيث استضافت على مدى أكثر من ثلاثة أشهر عام 2016 المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة “والذي يأتي انطلاقا من حرصنا على الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق” معربا عن اسفه لعدم تحقيق النتائج المرجوة.
وجدد الهين دعم دولة الكويت لجميع الجهود المبذولة لإعادة المفاوضات بين الأطراف اليمنية تحقيقا لاستعاده أمن اليمن الشقيق واستقراره قائلا ان الكويت “لم تأل جهدا بمساندة الوضع الإنساني المؤلم في اليمن حيث ساهمت ب350 مليون دولار بالإضافة الى ما تقدمه الجمعيات الخيرية الكويتية من مساهمات مستمرة”.
وأبرز الهين موقف دولة الكويت بالإدانة والاستنكار بأشد العبارات الهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية “والتي تعبر بدون أدنى شك عن انتهاك الحوثيين للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ورفضهم للسلام وإرادة المجتمع الدولي لإنهاء الصراع الدائر في اليمن وتقويضهم لكل فرص السلام والمساعي الهادفة لتحقيقه”.
واكد وقوف دولة الكويت التام إلى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأعرب الهين عن الشكر لحكومة اذربيجان وشعبها متمنيا للمؤتمر كل النجاح والتوفيق للتوصل الى القرارات المنشودة لتحقيق كل ما تطمح اليه شعوب الدول الأعضاء بحركة عدم الانحياز من تطلعات نحو المزيد من الرفعة والازدهار مسترشدين بمبادئ الحركة.
كما عبر الهين عن الثقة “بقدرة الاصدقاء في اذربيجان على المضي قدما في دفع مسيرة حركة عدم الانحياز لإضافة المزيد من الانجازات والمكاسب لرصيد الحركة”.
يذكر ان حركة عدم الانحياز التي تضم حاليا 118 دولة تأسست في مدينة (باندونغ) الاندونيسية عام 1955 بناء على مبادرة من رئيس وزراء الهند آنذاك جواهر لال نهرو ورئيس يوغسلافيا السابقة جوزيف تيتو والرئيس المصري جمال عبد الناصر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق