برلمانيات

86 سجالاً في 56 جلسة برلمانية

شهدت جلسات مجلس الأمة العشرين التي عقدها منذ انطلاقته في ديسمبر من عام 2016 جملة سجالات بلغت 86 مساجلة خلال 56 جلسة، بمعدل مساجلة تقريباً لكل جلسة.
وتصدر نواب الدائرة الثالثة قائمة الاعضاء الاكثر مشاركة في سجالات جلسات المجلس بواقع 75 سجالا نيابيا من أصل 86، وتلتها الدائرة الثانية بـ38 سجالا، وحصلت على المرتبة الثالثة الدائرة الرابعة بمعدل 26 سجالا.
أما الدائرة الاولى فحلت في المرتبة الرابعة بواقع 20 مشاركة في السجالات، بينما كانت اكثر الدوائر هدوءا وبعدا عن السجالات الدائرة الخامسة بـ17 سجالا توزعت على اربعة نواب، ابرزهم حمدان العازمي بمعدل 10 سجالات، والآخرون الحميدي السبيعي، وفيصل الكندري بسجالين، ونايف المرداس بـ 3 سجالات.
وأظهرت الإحصائية التي أجرتها القبس أن النائب سعدون حماد هو الأكثر سجالا بمشاركته في 17 مشادة نيابية، بينما جاءت النائبة صفاء الهاشم في المرتبة الثانية بــ14 سجالا، وحل بالمرتبة الثالثة النائب د. وليد الطبطبائي بمعدل 13 سجالا نيابيا حكوميا.

نصيب الوزراء
وللوزراء نصيب ايضا، حيث دخل 5 وزراء على خط السجالات، تصدرهم وزير الداخلية خالد الجراح، وتلاه الوزير السابق محمد العبد الله بـ3 سجالات، بينما حل بالمرتبة الثالثة وزير الخارجية الشيخ صبح الخالد بسجالين، واكتفى كل من وزير الدفاع السابق محمد الخالد، ووزير الدفاع الحالي الشيخ ناصر الصباح، ووزير العدل السابق د. فالح العزب بسجال واحد فقط لكل منهم.
ويلاحظ أن جميع نواب الدائرة الثالثة شاركوا في السجالات التي شهدها المجلس ما عدا الوزير المحلل محمد الجبري، أما النواب الاكثر هدوءا فبلغوا 16 نائبا، وهم عبد الله الرومي، محمد الهدية، مبارك الحريص، راكان النصف، عمر الطبطبائي، خليل الصالح، سعد الخنفور، سعود الشويعر، مبارك الحجرف، ثامر السويط، محمد الحويلة، طلال الجلال، ماجد المطيري، ناصر الدوسري، خالد العتيبي وحمود الخضير.
واعتبر سياسيون واكاديميون أن الحالة التي يعيش فيها مجلس الامة من حدة السجالات والمشادات تأتي نتيجة الشخصانية في غالبيتها، داعين النواب إلى الالتزام بالحس الوطني والمسؤولية الاجتماعية امام ابناء المجتمع الكويتي.
وكانت اكثر السجالات حدة التي حصلت بين عدنان عبد الصمد، ود. وليد الطبطبائي بسبب خلاف طائفي، اضافة الى السجال الذي وقع بين رياض العدساني، وصالح عاشور لقضية الايداعات المليونية.

شهية السجالات هل تستمر؟!

هل ستظل شهية النواب مفتوحة للسجالات والمشادات خلال ما تبقى من عمر المجلس، أم أن الفترة المقبلة ستشهد محاولات «لفرملة» قطار المناوشات في قاعة المجلس؟!

النيباري: الشخصانية تطغى على المشادات النيابية

عبدالله النيباري
أكد النائب السابق عبدالله النيباري أنه أمر مؤسف ان نشاهد المشادات النيابية والسجالات التي تخرج عن النص دائما، وتكون ذات طابع شخصاني اكثر منه فني او برلماني.
واوضح النيباري أن حدة الصراع اليوم زادت عن السابق، وهذا يأتي من طبيعة الأشخاص الممارسين للوضع البرلماني، وهذا امر شخصي وليس له علاقة بالبرلمان.

البرلمانات السابقة
ولفت الى ان الاجواء العامة في البلاد تلعب دورا كبيرا على اجواء مجلس الامة، والعكس صحيح، مبينا ان هذه المساجلات لها تبعات سيئة على المجتمع، والتي قد تؤدي الى التأجيج، معتبرا ان هذه الحدة فريدة ولم يسبق ان حصلت في البرلمانات السابقة.
وبين النيباري انه من الصعب معالجة الامر عبر تغير سلوك النائب واخلاقه، بينما الحل الامثل لمثل هذة الظواهر هي عند الناخبين في طريقة اختيار ممثلهم الشرعي المناسب لهم، والذي يدافع عن حقوق المواطنين، بعيدا عن النعصب والمشاحنة والشخصانية مع زملائه الآخرين.

حنين الغبرا: الجمهور الكويتي يعشق «أكشن» النواب

حنين الغبرا
أكدت عضوة قسم الاعلام في جامعة الكويت د. حنين الغبرا أن بعض نواب مجلس الامة خلال تقديمهم الرسائل الاعلامية الى الجمهور المستهدف يعانون كثيرا في كيفية وطريقة ارسال الرسالة للجمهور.
واضافت الغبرا أن رسائل بعض النواب لا تصل نتيجة قمع البعض من زملائهم خلال الجلسة، مما يضطر النائب إلى استخدام لغة الصراخ لكي يصل رسالته للجمهور.
واضافت ان الجمهور الكويتي يعشق «الاكشن» الذي يحصل بين النواب خلال الجلسات لذا ترى غالبية الفيديوات والرسائل التي تصلنا كجمهور من النواب هي المشادات والسجال الذي يقع بينهم، لذلك يعتمد بعض النواب في حملاتهم الاعلامية عليها.

الجانب السياسي
وأشارت الغبرا إلى ان لدى النواب مسؤولية اجتماعية كبيرة عليهم ان يتحملوها ويدركوا عواقبها، فلو نظرنا الى شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) نجد أن الجانب السياسي طغى عليها اكثر، وهناك مئات الآلاف من المتابعين للنواب، لذلك فالمسؤولية على النواب لانهم يحملون امتيازات تتطلب منهم الحكمة.

لغة الصراخ
وأضافت: الا أن الاختلافات بين رسائل النواب التي قد تكون محمولة بصبغة عنصرية او طائفية او طبقية قد تؤثر في مزاجية النائب، وتجعله يضطر الى استخدام لغة الصراخ نتيجة انفعاله لإيصال الرسالة التي يريدها.

الوفد الإسرائيلي
واشادت الغبرا بكلمة رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم عندما وجه كلماته الى الوفد الاسرائيلي خلال اجتماع البرلمان الدولي، مطالبا له بالخروج، مبينة ان تلك لغة الكلام الحاد الذي عرف الغانم ايصالها الى جميع العالم بدون صراخ او طريقة سلبية، والدليل هو معدل المشاهدات والاشاداة بكلمته في البرلمان الدولي من قبل عدد كبير من دول العالم.

الغانم: ضغوط اجتماعية قد تؤدي إلى انفجارهم

سعود الغانم
كشف عضو قسم علم النفس في جامعة الكويت د. سعود الغانم ان هناك ضغوطا نفسية كبيرة تقع على نواب مجلس الامة، ربما تكون اسرية او اجتماعية قد تنتج انفجارات داخل الجلسة، وتؤدي الى مشادة او حتى مشاجرة بين الزملاء النواب.
واوضح الغانم ان الضغوط على النواب كبيرة وكثيرة، فمنهم من يشعر بالتهديد لعدم رجوعه الى كرسي البرلمان، فتلاحظ بعض ان نوابا على اعصابهم في الجلسات خاصة الجلسات التي تحتوي على قوانين حساسة.
واضاف: كما ان الدواوين تلعب دورا مهما بالتأثير في بعض النواب والضغوط التي يحصلها من الجمهور، سواء كان عبر السوشيل ميديا او غيرها، كما ان هناك بعض النواب ليس عليهم اي ضغوط، لان مسألة نجاحهم في كل انتخابات مضمونة، والدليل هناك بعض النواب من الثمانينات وهم يرشحون انفسهم، ولايزالون في كرسي البرلمان.
ولفت الغانم إلى ان نواب مجلس الامة ينقسمون الى 4 شخصيات، وفيهم كل نمط يستخدم وسائل لتوصيل اهدافه، كما ن هناك عددا من النواب لا تسمع لهم صوتا ولا يحبون ان يظهروا كثيرا بمجرد الاستعراض، بينما هناك نمط يدعى المرتجل، وهم اهل «الشو الاعلامي»، ودائما يحبون ان يكونوا تحت الاضواء.

الشلال: دورات تدريبية لمرشحي «الأمة»

خالد الشلال
أكد دكتور قسم علم الاجتماع خالد الشلال أن المجتمع الكويتي من الاساس هو مجتمع غير متجانس، وهناك فئات متداخلة داخل المجتمع من بدو وحضر، اضافة الى الديانات المختلفة، وهذا بالتاكيد يلعب دورا مهما في تركيبة المجلس.
واشار الشلال الى أنه بسبب عدم وجود ثقافة عدم الاحترام للرأي الآخر، تحصل المساجلات النيابية التي قد تصل الى الاشتباك بين النواب، مشددا على ضرورة انشاء معاهد برلمانية واقامة دورات تدريبية لأي شخصية تريد الترشح لانتخابات مجلس الامة.
وبين ان ثقافة «تكفون» يجب ان تنتهي، مشيرا إلى أنه اشرف على تدريس غالبية نواب المجلس، والبعض منهم للاسف لم يلتزموا بما قمنا بتدريسه خلال مرحلة دراستهم، ويؤسفني ان أرى احد تلاميذي يتلفظ بالفاظ غير لائقة داخل قبة البرلمان.
واوضح الشلال أن المشادات النيباية هي من وجهة نظري أمورمكبوتة ودفينة بينهم لا تظهر إلا في حالة العصبية.
اخيرا نفخر بان لدينا ديمقراطية حقيقية نفتخر بها بين الدول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق