رياضية

عرقلة «سياسية» لصلاح

تثير غضباً بريطانياً وجدلاً مصرياً

حزن وعدم احتفاء بالتهديف في مونديال روسيا، أثارتهما صور ومشاهد عدة للاعب المصري المحترف في ليفربول الإنكليزي محمد صلاح خلال الأيام الماضية، كانت مثار جدل في مصر، وغضب في بريطانيا.
وجاء ذلك بالتوازي مع تقارير صحافية، لا سيما بريطانية، تتحدث عن عرقلة مبكرة لـ«مو» (لقب صلاح) بإقامة بعثة منتخب بلاده في العاصمة غروزني، واحتفاء رئيس الشيشان رمضان قديروف مرات عدة بشكل «مسيس»، ينفيه الأخير المقرب من روسيا التي تواجه أزمة سياسية مع بريطانيا.
وفي مارس الماضي، اتهمت لندن روسيا بالتورط في تسميم العميل الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا، وقررت عدم التمثيل البريطاني الرسمي في المونديال، رغم النفي الروسي.
و«مو» الذي يعد إحدى أيقونات التشجيع لدى الجمهور البريطاني، ظهر بهذا الحزن والجدل بقوة قبل مباراة السعودية التي هزمت فيها مصر بهدفين مقابل هدف، حيث انتشرت صور لـ«صلاح» في التدريبات يقف ووجهه للأسفل، يحمل ملامح انكسار بعيداً عن بقية زملائه بالملعب.
هذه الملامح الحزينة سبقتها بيوم مفأجاة نقلتها «سي إن إن» الأميركية، لم ينفها اللاعب رسمياً حتى الآن، عن نيته الاعتزال الدولي عقب ما اعتبر «استغلالاً سياسياً ودعائياً» له من جانب الرئيس الشيشاني، ونفى الاتحاد المصري لكرة القدم ذلك.
وزادت وتيرة الحزن والجدل عقب تسجيل صلاح هدف منتخب بلاده من دون أي مظاهر احتفال. وعقب خروج المنتخب المصري بـ «صفر» من المونديال عقب 3 هزائم، تجدد الحديث عن أن الخاسر الأكبر هو «مو»، وليس المنتخب فقط، خصوصاً مستقبله الرياضي في بريطانيا.

غضب بريطاني
منذ الظهور الأول للرئيس الشيشاني في 10 يونيو الجاري بملعب تدريبات منتخب مصر في عاصمة بلاده غروزني، وانتهاء بمنحه المواطنة الشيشانية الفخرية لصلاح، لم تتوقف وسائل إعلام بريطانية عن إبداء الملاحظات والانتقادات، من دون أن يصرح اللاعب أو ناديه ليفربول بمستقبل تلك التداعيات.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في 12 يونيو الجاري عن بيارا بوار الأمين العام لمنظمة «فير»، المعنية بقضايا التفرقة في الرياضة قوله: «لقد رفعنا شكوى للفيفا حول اختيار الشيشان مقراً للتدريبات.. ولو كنت تعرف قديروف، فستكون متأكداً أنه سيحاول تحقيق مكاسب سياسية من هذا الملف، وهو الأمر الذي حدث فعلاً»، وهو ما نفاه قديروف كلية في تصريحات لاحقة آنذاك للمصدر ذاته.
وآنذاك، قالت منظمة العفو الدولية (مقرها لندن) إن ما حدث لصلاح واستضافة قديروف عبارة عن «عملية غسل سمعة بشكل رياضي»، وفق المصدر ذاته.
ونشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالاً للكاتب بينيدكت سبنس بعنوان «اعتزال محمد صلاح سيكون مؤلماً له ولمحبيه، ولكنه سيكون أيضاً القرار الصحيح».
وقال سبنس إنه ما من شك أن صلاح قد أصبح وجهاً عالمياً في مجال الرياضة، وواجهة للإسلام الحديث، ولكن الطريقة التي استُخدم بها من قبل بعض الحكومات لأسباب دعائية وسياسية تركته من دون خيار، نافياً أن يكون صلاح سعيداً بهذا الأمر.
وأشار الكاتب إلى أن الموسم الذي بدأه صلاح بسرعة وخيال وذكاء، انتهى بهزيمة محبطة مع فريق بلاده أمام المنتخب السعودي، بخلاف ما يجري تداوله عن نية اعتزاله اللعب الدولي، مستنكراً «استغلال قديروف لوجود صلاح لغسل سمعته المتهمة بالانتهاكات».
وانتقدت صحيفة تليغراف البريطانية أخيراً حصول صلاح على المواطنة الشيشانية من قبل حاكم متهم بانتهاك حقوق الإنسان.

جدل في مصر
في مصر، اعتبر الرياضي والإعلامي المصري أحمد شوبير في برنامجه التلفزيوني أن تكريم رئيس الشيشان كان عادياً، وتحول عكس ذلك بعد الهجوم الإنكليزي.
وقال: «بمجرد أن هاجمت الصحافة الإنكليزية مقابلة محمد صلاح رئيس الشيشان بدأ الهجوم من الصحافة المصرية».
وأضاف: «صلاح ظهر بمباراة السعودية في ضيق، وليس لديه مزاج وكأنه ليس هذا محمد صلاح الذي نعرفه، وبعد أن أحرز هدفاً في السعودية لم يحتفل، وكأنه في جنازة».
وفي أعقاب جدل في مصر على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لتصدير «صلاح» في أزمة سياسية، تصدر الساعات الماضية هاشتاغ (وسم) #معاك_يا_صلاح المرتبة الرابعة في الأكثر تداولاً بمنصة تويتر محلياً، بعد ساعات من تصدر هاشتاغ #أنا_مع_صلاح، مراتب متقدمة أيضاً.
ونفى اتحاد الكرة المصري في بيانات وتصريحات صحافية لمسؤوليه أن يكون المنتخب المصري طرفاً في أي مسألة سياسية، مؤكداً أن اختيار غروزني لتكون مقراً للإقامة والتدريبات بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق