فنيات

«رايد» يعيد بوليوود إلى البوليسية

عندما عرض فيلم «مدام اكس» سنة 1994 حزن يومها الفنان الشاب أجاي ديفان، لأن المخرج كتب اسمه ضمن فريق العمل لكنه لم يضع صورته في بوستر الفيلم ولا أفيشاته، ولم تمض سوى سنتين فقط، ليتصدر اسم هذا الفنان الشاب بوستر فيلم «جنج» للمخرج رامو راو، بعد أن حقق نجاحا كبيرا وجماهيرية جعلت المنتجين يؤمنون بقدرته وموهبته على بطولة فيلم كامل.

ظل النجوم
اليوم يجدد أجاي النجاح عبر فيلمه الجديد «رايد» RAID اخراج راد جوبتار وتشاركه البطولة إليانا دي كروز ileana D Cruz وهذه الفنانة يسميها جمهور السينما «ظل النجوم» لأنها مثلت مع غالبية نجوم بوليوود؛ مثل سلمان خان وأشقاي كومار وأميتاب وبريانكا تشوبرا وإشواريا وغيرهم، في هذا الفيلم الذي افتتح عرضه في الكويت تزامنا مع عرضه في مومباي ونيودلهي ونيويورك ولندن.. تقف إليانا مع أجاي للمرة الثانية بعد أن اقتنع بها في فيلمه العام الماضي «بادشاهو».
أخذ الفيلم من قصة حقيقية وقعت في مدينة أوتار براديش شمال الهند، بين متنفذين في المدينة ومسؤول كبير في تحصيل الضرائب، يحاول جاهدا أن يفرض هيبة القانون على الأغنياء وأصحاب النفوذ، ولكن المدينة التي تعتبر الأولى على مستوى العالم في عدد السكان ترفض الانصياع له بسبب هيمنة رجال الأعمال والتجار عليهم، أماي باتنايك- الذي يمثل دوره الفنان أجاي- يقدم قصة أكبر عملية مداهمة وغارة، كما يسمونها في عالم الضرائب، ضد المتنفذين شهدتها منطقة الشمال، ضاربا بقوتهم وتأثيرهم على الناس عرض الحائط، ولكن الأمور لا تجري دائما بقوة الذراع أو القانون.. هناك أمور تجري في الخفاء أو خلف الكواليس يجهلها الناس الأمناء أمثال أماي.
يضغط المتنفذون على أماي من خلال أخته الجميلة التي نجحوا في جذب حبيبها ناحيتهم، وأثروا فيه واستغلوه لكي يمارسوا ضغطا على أماي، فيجد نفسه محاصرا بين أسرته وعمله، وهنا تكمن ذروة الفيلم ونشوته الفنية، هل يستجيب لهم ويوافق على إعفائهم ويعيد اخته التي غدر بها حبيبها، أم يبر بقسمه ويضع واجبه الوطني أمام عينيه ويمارس حقه في القبض على المتنفذين المخالفين، كان الاختيار صعبا خاصة في مجتمع شبه قبلي.
اعتمد المخرج جوبتا على جمال الطبيعة في الشمال، خاصة أن المنطقة محاذية جدا لجبال الهيمالايا التي تعتبر من أروع وأجمل السلاسل الجبلية في العالم، فيتفنن في تصوير المشاهد والحركات والمطاردات التي أثبت من خلالها قدرته وموهبته الفنية في تنفيذها، فلم تكن كما يقال «حركات الافلام الهندية» بل كانت مقنعة جدا بإتقانه لها، ما أعاد المشاهد إلى أيام السينما البوليسية في بوليوود التي اختفت منذ عشر سنوات، بسبب طغيان الأسلوب الأميركي على السينما الهندية، جوبتا هنا أعاد عشاق الأكشن والاعمال البوليسية إلى الشاشة الهندية من جديد.

أمر مختلف
ربما يعتقد البعض أن دور إلينا ليس قويا لأنها بطلة الفيلم واخت البطل، فليس هناك علاقة رومانسية تزيد من تألق وتسلسل الأحداث دراميا، كما هي عادة السينما الهندية، ولا يوجد حب يشجع الكثير من رواد السينما على تخيل أنفسهم وكأنهم أبطال القصة، هنا الأمر مختلف تماما.. الدراما كانت أسرية عائلية، المسؤول الكبير يخشى على أخته، في إيحاء أكثر من رائع إلى أن هناك علاقة ربما نسيتها بوليوود، إنها الأسرة والأخوة التي تبنى على الدم والمصاهرة، ولأن المدينة التي تقع فيها أحداث الفيلم تعتبر من أكثر المدن الهندية تمسكا بالعادات والتقاليد، ويسميها بعض علماء الاجتماع عاصمة الحياة الاجتماعية في الهند.. كانت الدراما الحقيقية بين اخ وأخته، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا بهذه الفكرة الجميلة.
«رايد» أو حملات التفتيش المفاجئة، كما هي ترجمتها في اللغة العربية، يقدم نموذجا جديدا للسينما الهندية، من المؤكد أن كثيرا من الأفلام القادمة لن تسير على هذا النهج لأن بوليوود تبحث عن الرومانسية والحب الممزوجين بالاكشن والمغامرات، ولكن سيكون هناك توجه جديد يسلط الضوء على دراما الأسرة والقصص البوليسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق