صحية

8 أسئلة أساسية عن اضطرابات الغدّة الدرقية

تؤسس الغدة الدرقية التي تعمل بشكل جيد لحالة صحية عامة متوازنة. فأي اضطراب يصيبها يؤدي حتمًا الى خلل في وظائف الجسم والى ظهور تغيّرات على الحالة النفسية ونسبة النشاط. سنجيب فيما يلي عن ثمانية أسئلة اساسية متعلّقة باضطرابات الغدة الدرقية وأعراضها وطرق علاجها.

1- ما أسباب اضطرابات الغدة الدرقية؟

في معظم الأحيان، تنتج الاضطرابات عن أمراض المناعة الذاتية. ففي حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، ينتج الجسم أجساما مضادة تحفز انتاج هرمونات الغدة الدرقية وهو ما يعرف بداء “بازدوف”. أما في حالة قصور الغدة الدرقية، تدمر الأجسام المضادة خلايا الغدة الدرقية، مما يسبب انخفاضًا في عملية تركيب الهرمونات، وهو ما يعرف بمرض “هاشيموتو.” قد يسبب بعض الادوية، وخصوصًا تلك المحتوية على اليود (كالاميودارون المستخدم في علاج اضطرابات ايقاع القلب)، اختلالات في عمل الغدة الدرقية. وقد يعود سبب فرط نشاط الغدة الدرقية الى وجود عقدة أو عقيدات تعمل بشكل مفرط أو الى استخدام جرعة زائدة من اليود في العلاج الاشعاعي. في المقابل، يسبب نقص اليود قصور الغدة الدرقية.

2- هل العقيدات المتكوّنة في الغدة سرطانية؟

تكوّن العقيدات في الغدة الدرقية أمر شائع جدًا، ولكن الغالبية العظمى منها ليست أورامًا سرطانية. بعد اكتشاف العقدة عن طريق الجس واللمس، يطلب الطبيب تصويرها بالموجات ما فوق الصوتية، ما يسمح بالتمييز ما بين العقيدات الحميدة والمشبوهة. في حال الاشتباه بوجود سرطان، تؤخذ خزعة بواسطة ابرة دقيقة لتفحصها مجهريًا، وهذا ما يسمح بتحديد ما اذا كان هناك سرطان في الغدة الدرقية أم لا.

3- هل علينا زيادة استهلاكنا لليود في حالة القصور؟

تحتاج الغدة الدرقية في سن المراهقة والبلوغ الى 150 ميكروغرام من اليود يوميًا والى 200 ميكروغرام أثناء الحمل والرضاعة. نجد اليود في الاطعمة البحرية (كالاسماك والصدف والمحار…) وفي البيض ومنتجات الالبان والحبوب وبعض أنواع الفواكه والخضروات (الفاصوليا). في الاماكن الجبلية (حيث يقل استهلاك هذه المنتجات)، كان النقص في اليود يؤدي في الماضي الى قصور مترافق مع تخلف عقلي وتضخم الغدة الدرقية (أي زيادة حجم الغدة بسبب محاولتها انتاج المزيد من الهرمونات). بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية، اختارت معظم البلدان “يودنة” الملح. بالتالي، أصبح المصنعون ملزمين بإضافة 10 الى 15 ميكروغرام من اليود لكل غرام ملح، مما جعل عدد حالات النقص الحاد في اليود نادرة للغاية. لذا، قلما توجد حاجة اليوم الى استهلاك كميات اضافية من اليود الا في أثناء الحمل، حيث يزداد احتياج المرأة الحامل لهذا العنصر الكيميائي.

4- هل الجراحة ضرورية؟

وجود عقيدات في الغدة الدرقية شائع جدًا، وتزداد حالات حدوثها مع التقدم في السن. ليس لمعظمها أية أعراض وغالبًا ما تكون غير مزعجة. يصبح اللجوء الى الجراحة ضروريًا في حال كانت العقدة سرطانية أو كان حجمها يسبب صعوبة في البلع أو التنفس أو كان علاجها بواسطة الادوية صعبًا. يمكن استئصال الغدة الدرقية جزئيًا (عقدة بعينها أو ورم صغير) أو كما هو الحال في معظم الاحيان كليًا (عدة عقيدات أو ورم منتشر). في حال استئصال الغدة كليًا، على المريض ان يتناول هرمون ليفوثيروكسين Levothyroxine لتعويض غياب هرمونات الغدة الدرقية. وقد يكون العلاج باليود المشع ضروريًا بعد استئصال سرطان الغدة الدرقية، بعكس العلاج الكيميائي الذي نادرًا ما يستخدم.

5- هل ارتفعت الاصابة بسرطان الغدة عالمياً؟

بالفعل، هناك ارتفاع في حالات الاصابة بسرطان الغدة الدرقية وهي أكثر شيوعًا لدى النساء منه لدى الرجال. يزداد خطر الاصابة بسرطان الغدة الدرقية بين الـ50 والـ74، ولكن غالبًا ما تكون نسبة الشفاء عالية جدًا. يعود سبب ارتفاع حالات الاصابة بسرطان الغدة الدرقية الى تطور الممارسات الطبية، اذ اصبح اكتشاف الاورام أكثر سهولة. ولكن ثمة عوامل خطر تحفّز الاصابة بسرطان الغدة الدرقية كالتعرّض الى الاشعاع في مرحلة الطفولة مثلاً. لذا يستحسن عدم تعريض الاطفال لأشعة X قدر الامكان.

6- هل يعالج الطب البديل مشاكل الغدة الدرقية؟

لا يمكن للطب البديل علاج اضطرابات الغدة الدرقية ولكنه يستطيع مساعدة بعض المرضى على التحكم بالتوتر العصبي الذي يعانونه. علاوة على ذلك، وكما هو الحال مع عدد كبير من امراض المناعة الذاتية، يسهم التوتر العصبي في ظهور أعراض لا يستهان بها. من هنا أهمية السعي للتخفيف منه عبر ممارسة التأمل أو الرياضة أو استخدام بعض وصفات الطب البديل.

7- هل يُضعف الحمل الغدة الدرقية؟

للغدة الدرقية دور مهم في حدوث الحمل، اذ يؤدي الخلل في عملها الى صعوبة حدوثه. وهي مؤثرة أيضًا في فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة حيث تحدث تغيرات عديدة في طريقة عملها و ترتفع الحاجة الى اليود الضروري لتركيب هرمونات الام والجنين.
ففي الثلث الأول من الحمل، يعتمد الجنين كليًا على هرمونات الغدة الدرقية التي تنتجها الام، ولكنه يبدأ بإنتاج هرموناته الخاصة ابتداءً من الثلث الثاني من الحمل، معتمدًا في كلتا المرحلتين على اليود الذي تتناوله الام.
يزيد وجود تاريخ عائلي من الاختلالات في عمل الغدة الدرقية (مثلاً السكري من النوع 1…) من خطر اختلال التوازن في هذه المرحلة.
بعد الولادة، تصاب %3 الى %4 من النساء بقصور الغدة الدرقية، مما يستدعي حصولهن على العلاج المناسب.
على المرأة المصابة بأحد اضطرابات الغدة الدرقية ان تستشير طبيب غدد صماء قبل التفكير في الحمل.

8- هل يمكن استبدال الـ Levothyrox بدواء جنيس؟

التوازن الذي يحصل عليه المريض بفضل دواء الليفوثيروكس Levothyrox هش لدرجة تجعله من الأدوية القليلة الذي لا يُسمح للصيادلة باستبدالها بدواء جنيس.
في كل الاحوال، ان كان الدواء المتناول لا يسبب أي مشكلة، فالأفضل عدم استبداله.
أما ان كان الدواء يوصف للمرة الاولى، فيمكن للمريض مناقشة خيار استبداله بدواء جنيس مع الطبيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق