أكد مدير معهد دسمان للسكري د. قيس الدويري أن معدلات الإصابة بمرحلة ما قبل السكري بين الكويتيين من الجنسين في الفئة العمرية ما بين 18 الى 69 عاماً بلغت %19.4، حسب آخر الاحصائيات.
وأوضح في لقاء مع القبس أن المعهد أبرم اتفاقيات مع جهات عالمية للتعاون البحثي المتطور وتبادل الخبرات في المجالات الطبية العلمية، ولتبادل نتائج الدراسات والأبحاث، والتعاون في مجال إجراء الأبحاث السريرية والتجارب البحثية العلمية والإحصاءات الحيوية.
وأضاف أن وزارة الصحة تعتبر داعماً كبيراً لمعهد دسمان، لا سيما في الجانبين العلاجي والتدريبي، منوها بأن جميع الأدوية والمستهلكات والمحاليل المخبرية، وبعض الاجهزة يتم الاعتماد فيها كلياً على وزارة الصحة، وهناك اتفاقية بين الطرفين لتنظيم العلاقة بينهما، وهي التي ازالت العقبات.
وذكر الدويري أن جزءا رئيسيا من مهمة المعهد هي الوقاية من السكري والأمراض ذات الصلة به، وذلك من خلال التعليم والتدريب، حيث تعد المدارس أحد أهم مراكز الوقاية الرئيسية داخل المجتمع، موضحا ان البرامج والمبادرات التي يتم تنفيذها في المدارس الحكومية والخاصة، تهدف إلى توفير منتدى للتعليم ونشر الوعي الصحي بين الطلبة فيها.
وأشار إلى جملة أسباب وراء انتشار مرض السكري، منها ما هو وراثي وأخرى بسبب نمط الحياة المتبع، كقلة الحركة والسمنة والغذاء غير الصحي، لا سيما الذي يحتوي على الكثير من السكريات والدهون الضارة والوجبات السريعة، التي يتم الترويج لها واستهلاكها بكثرة، لا سيما في الكويت ودول الخليج، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
● معهد دسمان للسكري يعتبر مركزا مرجعيا خليجيا، فما آخر الإحصائيات الخاصة بانتشار السكري محليا «معدلات تقريبية»؟
– أجرى معهد دسمان للسكري، الذي أنشأته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مؤخرا، دراسة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الكويتية، وتم نشرها حديثاً، حيث تبين من خلالها أن معدلات الإصابة بمرحلة ما قبل السكري بين المواطنين الكويتيين من الجنسين ممن هم في الفئة العمرية ما بين 18 الى 69 عاماً قد بلغت %19.4، بينما بلغت معدلات الإصابة بالسكري لدى الفئة العمرية نفسها بين المواطنين من الجنسين %18.8 وفقاً للدراسة المذكورة.
اتفاقيات صحية
● اهتم المعهد مؤخرا بإبرام المعاهدات والاتفاقيات مع المراكز العالمية، ما الهدف منها؟
– لدى المعهد العديد من اتفاقيات التعاون على المستويين المحلي والعالمي، حيث تم تأسيس التعاون الدولي مع مؤسسات أكاديمية وجامعات عالمية مرموقة، كجامعات هارفارد، وأكسفورد، وماكجيل، وتايبيه، وموريشوس، وصني بروك، وجامعة دندي وغيرها، بهدف التعاون في اجراء بحوث متطورة ولتنفيذ برامج متنوعة، تتراوح ما بين البحوث والتعليم المتعلق بمرض السكري، إضافة إلى توفير منتدى للعاملين في مجال الرعاية الصحية، لمواصلة تعزيز مهاراتهم المهنية، كما يتم تقييم هذا التعاون الدولي لضمان معرفة مدى استكمال هذه البرامج لأهدافها، وما إذا قد وفرت لها مساحة فريدة للنمو البحثي والعلمي والمهني والتطوري، فيما ستقوم إدارة المعهد قريبا في البدء بالمزيد من التعاون الدولي مع جهات بحثية أخرى.
الوقاية بالمدارس
● هل هناك اتفاقيات جديدة مع مراكز خليجية أو غربية؟
– أبرم المعهد اتفاقيات تعاون دولية مؤخرا، مع جهات عالمية للتعاون البحثي المتطور ولتبادل الخبرات في المجالات الطبية العلمية، بينها مستشفى قينجداو للغدد الصماء والسكري في الصين، والذي يعتبر أحد أكبر وأنشط المراكز البحثية والاحصائية في المنطقة، وذلك لتبادل نتائج الدراسات والأبحاث والتعاون في مجال إجراء الأبحاث السريرية والتجارب البحثية العلمية والإحصاءات الحيوية، فضلا عن إتاحة الفرص للزيارات الميدانية بين الطرفين لاكتساب الخبرات البحثية العملية، ولتبادل التقنيات البحثية المتطورة والمواد العلمية اللازمة.
كما أبرم المعهد اتفاقية تعاون مع جامعة أكسفورد، التي تتيح من خلالها إجراء الأبحاث المتطورة المشتركة المتخصصة في مسببات مرض السكري، وأحدث العلاجات والدراسات السريرية والبحث الطبي، كما توصل المعهد لتوقيع اتفاقية تعاون مع معهد سالود كارلوس الثالث في أسبانيا، للتعاون في مجال علوم الهندسة الطبية والصحة العامة والوبائيات، وتبادل الخبرات بالمجالات التدريبية والعلمية البحثية، كما تتيح هذه الاتفاقية الاستفادة من معهد سالود في مجال تمويل الأبحاث التي يتم إجراؤها في معهد دسمان للسكري، فيما لدى المعهد العديد من الاتفاقيات المبرمة الأخرى مع العديد من الجهات العالمية.
● ما هي أوجه التعاون ما بين المعهد ووزارة الصحة، وهل يحقق الاهداف المرجوة منه؟
– تعتبر وزارة الصحة داعما كبيرا جداً لمعهد دسمان للسكري، لا سيما في الجانبين العلاجي والتدريبي، فجميع الأدوية والمستهلكات والمحاليل المخبرية، وبعض الاجهزة نعتمد فيها اعتمادا كليا على وزارة الصحة، كما ان هناك اتفاقية بين الطرفين، تنظم العلاقة بينهما، ليقوم المعهد بجميع المهام المناطة به من الجوانب العلاجية والبحثية والتدريبية، حيث ان الاتفاقية قد ازالت العقبات، لانها كانت بين طرفين واضحين.
ووزارة الصحة مقتنعة تماما بأن المعهد رسالته واضحة، لا سيما في مجالات الابحاث او علاج بعض مرضى الوزارة، فلذلك الاتفاقية أطَّرت العلاقة بشكل سليم، واعطت دعما متكاملا وفيه نوع من الالزام للطرفين، وعليه فإن تطبيقها كان تطبيقا مرنا ومريحا ومناسباً، فـ«الصحة» تقوم بدور فاعل في دعم الخدمات العلاجية والتوعوية والتدريبية في معهد دسمان، أما القطاع البحثي فإن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هي التي تمول جميع المشاريع البحثية.
● مع بدء الموسم الدراسي، كيف ينفذ المعهد حملاته المستهدفة لشريحة الطلبة؟
– اضافة إلى البحوث العلمية التي يجريها المعهد، فإن جزءا رئيسيا من مهمته هو الوقاية من مرض السكري والأمراض ذات الصلة به، وذلك من خلال التعليم والتدريب، حيث تعد المدارس إحدى أهم مراكز الوقاية الرئيسية داخل المجتمع، ونسعى من خلال البرامج والمبادرات التي يتم تنفيذها في المدارس، لتوفير منتدى للتعليم ونشر الوعي الصحي بين الطلبة في كل المدارس، الحكومية منها والخاصة.
كما يعمل المعهد جاهدا لوضع خطط وبرامج تستهدف أطفال المدارس في مختلف الفئات العمرية، اضافة الى ذلك فإن المعهد ينظم حملات توعوية بالتعاون مع إدارة الصحة المدرسية بوزارة الصحة، من خلال مشاركة المعهد بالعيادة المتنقلة التي هي عبارة عن حافلة مجهزة طبياً لإجراء الفحوصات الطبية الأساسية للطلبة والمعلمين والمعلمات، وذلك كنوع من الفحص المبكر وللتوعية عن مرض السكري، فيما يشارك فريق طبي منه على متن الحافلة لتقديم الاستشارات الطبية المختلفة حول المرض ومضاعفاته، واجراء فحص السكر العشوائي وضغط الدم ، كما سيتم إنشاء المزيد من برامج التوعية التي لا تستهدف المدارس فقط، ولكن مختلف جوانب المجتمع، ما يؤدي إلى خلق مجتمع أكثر صحة وأقل علاجا.
● ما الرسالة التي يعمل المعهد على تحقيقها والعوامل التي تساعده على نجاح فعالياته الخاصة بإيصالها؟
– اعتمد المعهد مؤخراً استراتيجية بحثية متكاملة تقوم على عدة مبادرات، كما نهدف لوجود قاعدة بيانات متكاملة لمرضى السكر لدينا، بحيث نرتقي من خلالها ونستفيد من البيانات الموجودة في قطاع الابحاث، وكذلك في الجوانب الوقائية والتثقيفية، فيما نقوم بالكثير من البرامج الاجتماعية التي تحاكي المجتمع والشرائح المختلفة منه لنشر الوعي حول الصحة، اضافة الى المبادرات العلمية والبحثية والبرامج التدريببة ،وتبني بعض المبادرات الخاصة بطلبة المدارس، حيث يتم ادخالهم في بعض البرامج المحددة، لضمان اطلاعهم على رسالة المعهد.
وستظل رسالة «دسمان» كمركز خاص بالابحاث يعتمد على الخدمات العلاجية والوقائية والتعليمية والتدريبية والمجتمعية، بجانب الوظيفة الاساسية وهي القطاع البحثي، اما التحول الى منظومة غير ربحية، فالهدف منه هو وجود خطة استدامة مالية تدعم مشاريع وبرامج وكل الخدمات التي يحتاجها المعهد، في حين لن تتأثر الخدمات العلاجية أو الطبية او البحثية او التدريبية، وستستمر كما هي، بنفس المنهجية والقواعد التي تتبع.
انتشار السكري
● كيف يقيّم المعهد اسباب انتشار مرض السكري محليا وخليجيا، وهل هناك حلول يقترحها خبراء المعهد للحد من انتشاره؟
– أسباب انتشار مرض السكري تتعدد، منها ما هو وراثي واخرى بسبب نمط الحياة المتبع، كقلة الحركة والسمنة والغذاء غير الصحي، خصوصا الذي يحتوي على الكثير من السكريات والدهون الضارة والوجبات السريعة، التي يتم الترويج لها واستهلاكها بكثرة لاسيما في الكويت ودول الخليج.
أما بالنسبة للحلول التي يسعى المعهد لوضعها فهي تتمحور حول نشر الوعي بين كل شرائح المجتمع وتمكين الأطفال والشباب من الوقاية وتثقيفهم، لجعلهم جزءا من المسؤولية بالاهتمام بصحتهم بشكل أكبر وتشجيعهم على اتباع نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة باستمرار، وتناول غذاء صحي.
كما ان المعهد يساهم في العديد من الدراسات والبحوث العلمية المتطورة، والتي تهدف الى تطوير الرعاية الصحية المقدمة لمرض السكري في البلاد، إضافة الى السعي الدؤوب للتوصل إلى الأسباب والعوامل الجينية المسببة للسكري.
استقطاب العلماء
● ما أبرز الجهات الحكومية المحلية التي يتعاون معها المعهد، وأوجه التعاون؟
– يتعاون المعهد مع العديد من الجهات الحكومية بشكل وطيد، أبرزها وزارة الصحة في مجال الاستفادة من الخبرات والكفاءات المتوافرة لدى الوزارة من أطباء واختصاصيين وممرضات يتم انتدابهن للعمل لدى المعهد، فضلا عن الدعم الذي تقدمه الوزارة من توفير للأدوية والعديد من المستلزمات الطبية للمرضى.
من ناحية أخرى، فإن لدى المعهد تعاونا وثيقا مع كل من جامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية في مجال تبادل الخبرات والأبحاث والإحصائيات والبيانات.
● ما آخر المستجدات بالنسبة لمختبرات معهد دسمان للسكري؟
– تماشياً مع أهداف معهد دسمان، وسعياً نحو الريادة والتفوق في مجال الأبحاث الدقيقة والتجارب السريرية، قام فريق العمل بالمختبر الاكلينيكي في المعهد وبمساعدة من الفريق المتخصص من كلية الباثولوجيا الاميركية، بالسعي للحصول على برنامج تقييم الكفاءة والاعتماد الاكاديمي من الكلية الاميركية CAP، لرفع مستوى المختبر ولمجاراة المختبرات ذات الكفاءة العالية على المستوى الإقليمي والعالمي، خاصة أن المختبر الاكلينيكي بمعهد دسمان للسكري يخدم القطاعين الطبي والأبحاث.
حيث ان هذا البرنامج يعتبر من أصعب وأدق برامج الاعتماد الاكاديمي، وقد تم الحصول على الاعتماد الأكاديمي من الكلية الاميركية في ابريل الماضي، فضلا عن الاعتماد الكندي البلاتيني الذي حققه المعهد، كما سيستمر المختبر والمعهد بمسيرة رفع كفاءة العمل الذي ينعكس على مكانة الكويت العلمية.
الاعتماد الكندي
أشار قيس الدويري إلى أن المعهد يعمل في الوقت الراهن على تطوير الممارسات الطبية والبحثية القائمة والخدمات المقدمة لأعلى مستوى، سعياً للحصول على الاعتماد الكندي الماسي، إذ إنه معتمد منذ سنوات من قبل هيئة الاعتماد الكندي اعتمادا بلاتينياً.
وأضاف: سننظم الاحتفال للسنة الثانية عشرة على التوالي بمناسبة يوم السكر العالمي، في15 الجاري، وسيكون الاحتفال عبارة عن يوم مفتوح حـافـل بالعديـد من الانشطة الترفيهية والتثقيفيـة وفقرات ذات قيمة توعوية،كما يتضمن فحوصات طبية، واستشارات طبية وغذائية.
مراكز متقدمة
اوضح الدويري أن الكويت تحتل مركزا متقدما بين الدول الاكثر اصابة بأمراض السكري، مبينا أن معهد دسمان يعمل وفق استراتيجية توعوية وبرامجية محددة، وبالتعاون مع وزارة الصحة وعدد من الجامعات العالمية، لمكافحة المرض والوقاية من مخاطره، ايماناً من المعهد بأهمية نشر المعرفة الضرورية التي من شأنها مساعدة افراد المجتمع على اتباع سبل الوقاية من النوع الثاني من السكري.
معايير وآليات
لفت الدويري الى ان المعهد حصل على تجديد اعتماد المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، «كمركز مرجعي متعاون لمرض السكري» في الكويت والخليج لغاية عام 2020، مبينا ان تجديد الاعتماد يأتي طبقاً لدليل معايير وآليات اعتماد وتقييم المراكز المرجعية الخليجية المتعاونة مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي، مع كل الحقوق الممنوحة للمعهد، طبقاً لما ورد في دليل اعتماد المراكز المرجعية.
إستراتيجية بحثية
ذكر الدويري ان معهد دسمان مقبل على استراتيجية جديدة خلال الفترة من عام 2018 وحتى 2022، حيث تعتمد في مجملها على الابحاث، مشيرا الى انها استراتيجية بحثية عامة ومتكاملة معتمدة ومبنية على قواعد علمية، وسيكون لها خطة تنفيذية، مشددا على ضرورة أن ترادفها خطة استدامة مالية.
